أخبار البلد -
تطور عسكري مفاجئ مثّله إسقاط تنظيم داعش إحدى طائرات سلاح الجو الملكي الأردني في منطقة الرقة بسوريا وأسر الطيار معاذ الكساسبة.
وجاءت حلقة "ما وراء الخبر" الذي بثته فضائية الجزيرة يوم أمس لتطرح سؤالين: هل حدث تطور في القوة التسليحية لداعش يسمح له بالتصدي للطائرات عقب إسقاطه مقاتلة من طراز أف16؟ وهل يتأثر التحالف الدولي بواقعة أسر الطيار؟
رد المحلل الإستراتيجي كيرت فولكر بأن إسقاط الطائرة ليس بالمكسب الكبير، وأن التحالف الدولي أساسه أن خطر داعس يشمل المنطقة برمتها، مما يؤكد ضرورة التعاون لمجابهته.
وحول تقرير الصحفي الألماني الذي يكشف قدرات عسكرية مفاجئة لداعش ، قال فولكر إنه من الواضح أن "لديهم بعض المعدات المعقدة ويستطيعون استخدامها"، داعيا التحالف إلى بحث سبل الحرب "مع معرفتنا بهذه الطاقات التي يمتلكها داعش .
وأشار فولكر إلى أن الإستراتيجيين في الولايات المتحدة يناقشون استخدام وسائل أكثر توسعا في محاربة داعش ، غير أن الإدارة الأميركية ما زالت مترددة في الذهاب بعيدا في الحرب، لافتا إلى أنه من الضروري أن لا يتأثر التحالف بالحادثة الأخيرة حتى يتم "إلحاق الهزيمة بداعش .
مراجعة الإستراتيجية
من جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كوجالي سمير صالحة إن على التحالف أن يراجع إستراتيجيته تجاه ملفي الأزمة السورية وتنظيم الدولة.
وأضاف أنه بعد أكثر من عام على المواجهة يجري النقاش حول قوة التنظيم الذي عرفت له تجارب سابقة، متسائلا عن دور أجهزة الاستخبارات في تقييمه عسكريا.
من ناحية ثانية قال صالحة إن التحالف الدولي لم يكن منسجما في هذه الحرب ولم يكن على الأرض تنسيق حقيقي، مشيرا إلى أن ذلك يبعث على القلق مع حادثة إسقاط الطائرة.
بدوره قال مدير دار العروبة للدراسات السياسية سلطان الحطاب إن الأردن يدرك أنه لا يحارب طواحين هواء، بل إن لديه ملفات كبيرة حول تنظيم داعش مثلما كانت لديه ملفات حول القاعدة وكان مستشارا بارزا في الحرب ضدها وأحبط عمليات عديدة كانت تحضر لها.
ورأى الحطاب أنه يجري النفخ في قوة داعش مثلما كان يجري النفخ سابقا في قوة الجيش العراقي، موضحا أن المسألة ليست في قلة الإمكانيات، بل في تردد الدول التي تملك أقمارا صناعية وترصد تحركات داعش في مساحات صحراوية واسعة بين العراق وسوريا.