علي ابو الراغب: مهندس السياسية الأردنية .. كثيراً ما يقيس الحياة بالمسطرة والفرجار

علي ابو الراغب: مهندس السياسية الأردنية .. كثيراً ما يقيس الحياة بالمسطرة والفرجار
أخبار البلد -  


أخبار البلد - خالد ابو الخير

حاضر البديهة، شديد الوضوح، ذهنه متوقد ابدأ.. يقيس الامور كثيرا بعقلية المهندس، اي بالمسطرة والفرجار.

ولد علي حسين ابو الراغب في عمان عام 1946، وأخذ مثل كل من ولد فيها او عشقها، بجبالها السبعة التي تحاكي السماء، وتصبو للابعد.

يتحدر من عائلة أبو الراغب السلطية، وجاء الجدّ الأول للعائلة من مدينة حماة السورية مطلع القرن التاسع عشر، فسكن نابلس أولاً ، وعمل في التجارة وقدم الى السلط في احدى رحلاته ، فغلبه هوائها، واستقر فيها.

والده المرحوم الحاج حسين ابو الراغب من مواليد السلط ، جاء الى عمان منتصف العشرينيات وعمل في سلاح الفرسان فترة، ثم بدأ عمله الخاص في النقل، اذ اشترى عربة يجرها حصانين لنقل المسافرين بين ضفتي النهر، واعقبها بشراء اول شاحنة، تلاها شراء باصات لنقل المسافرين، وغدا من الشخصيات العامة التي لعبت دورا في تأسيس مدينة عمان الحديثة. عام 1924 اقترن بالمرحومة الحاجة وفيقة أمين حبيب، ابنة احد التجار السوريين الذين استقروا بعمان ، واسس عائلته .

بيت العائلة كان في طلوع جبل عمان ، لكنهم لم يلبثوا ان انتقلوا الى منزل اخر في نفس الجبل، قريب من الكلية العلمية الاسلامية.

درس الابتدائية والاعدادية في كلية تراسنطة. ولطالما عنّ للفتى الذي كانه، ان يمعن التجوال بصحبة اقرانه، في دروب اللويبدة التي ما زال لها في القلب مكان.

انهى دراسته الثانوية بان حاز المترك "توجيهي لندن" عام 1963، وسافر الى ولاية تينسي بالولايات المتحدة ، بعد لأي وجدال، كون الوالد كان يريده ان يدرس ببيروت لكن اخاه المرحوم موسى كان سبقه ودرس في جامعة الولاية، ما يسر له اخيرا السفر.

حين تخرج من الجامعة وعاد.. كانت هزيمة ال67 ما تزال طازجة كفاكهة مرة في الفم، خصوصا مع احتلال القدس.. عنها يقول:" كانت فترة مؤلمة وقاسية جدا، وحطمت نفسيتنا، خاصة في ظل انحياز الإعلام الأميركي لإسرائيل، وشماتته بالعرب وهزيمتهم وتزيينه للنصر الإسرائيلي".

وزاد من معاناته النفسية انه بسبب الحرب، كانت التعيينات في الدولة موقوفة وهو الذي درس وتغرب لكي يعود ويخدم بلده، وبعد فترة.. فتح المجال للتعيينات الاستثنائية، وكان من حسن حظه ان علاقة ربطت العائلة مع رئيس الوزراء الاسبق احمد اللوزي، وزير البلديات انذاك، فعين بعقد وراتب مقداره 90 دينارا، وامضى في الوظيفة خمسة اعوام.

ترك ابو الراغب الوظيفة الحكومية ليؤسس شركة مقاولات بالشراكة مع المهندسين عوني الساكت وحسان الحاج حسن، ولم تلبث الشركة ان لاقت نجاحا ونفذت عددا من المشروعات.

ويذكر ابو الراغب انه بقي شريكا الى ان اصبح وزيرا للصناعة والتجارة في العام 1991 حيث بقي شريكاً مساهما فقط لغاية 1994 ثم انسحب من الشركة كلياً.

انخرط في عقد الثمانينيات في العمل النقابي، وانتخب عام 1986 نقيبا للمهندسين، وخاض انتخابات مجلس 1989 لكن الحظ لم يحالفه، لكنه جاء وزيرا في حكومة طاهر المصري 1991.

اسس انذاك مع مجموعة من النقابيين والسياسيين التجمع الديمقراطي الذي آلى على نفسه الدفاع عن قضايا حقوق الانسان والديمقراطية وحرية التعبير ، وتحسين الظروف المعيشية للمواطن ومكافحة الفساد. كما حمل التجمع لواء دعم العراق في وجه العدوان الخارجي، والتقى اعضاؤه الرئيس صدام حسين نهاية عام 1990 وقبل اندلاع حرب التحالف على العراق.





ضم التجمع عددا من الشخصيات ابرزها :ابراهيم بكر ، بهجت ابو غربية،مشهور حديثة الجازي ،غالب ابو عرابي،فارس النابلسي،ممدوح العبادي، محمد فارس الطراونه، طاهر العدوان،صالح القلاب،صالح ارشيدات ،بسام حدادين،منصور مراد،فخري قعوار،وحسني الشياب.

جاء ابو الراغب نائبا في برلمان 1993، عن الدائرة الثالثة "الحيتان" ، بفوز ساحق حصل خلاله على 8162 صوتاً، ثم عاد في برلمان 1997.

عاد وزيرا للصناعة والتجارة في حكومة المرحوم زيد بن شاكر الثالثة في عام 1995 الى 1996 ثم في حكومة عبد الكريم الكباريتي البيضاء عام 1996.

ينسب الى ابي الراغب انه من انجز تحويل العقبة الى منطقة اقتصادية خاصة، فرغم ان الفكرة ظلت بباله لاكثر من عقد من الزمان، الا ان ذلك لم يتحقق الا مطلع الالفية.

شكل ابو الراغب حكومته الاولى يوم " 19-6-2000 الى 14-1- 2002

ايامها قام بكسر الحصار على العراق، عندما زار بغداد ، والتقى صدام، وشكلت الزيارة صدمة للذين لا يعرفون ابو الراغب، وعاد معها بحاجة الاردن من البترول بسعر برميل النفط 9 دولارات ؟ ما أدخل ملايين الدنانير على الخزينة .

وروى ابو الراغب انه عندما قابل الرئيس العراقي الراحل صدام الحسين قال له " والله يا ابو الراغب يرفعون الحصار على العراق وسيكون النفط للأردن مجاناً ".

شكل ابو الراغب حكومته الثانية يوم " 14-1-2002 واستمرت الى 30-7-2003

اما الحكومة الثالثة فاستمرت من يوم 21-7-2003 الى 22-10-2003

الواضح ان ابا الراغب شكل اطول الحكومات عمرا في عهد الملك عبد الله الثاني، ويعكس ذلك مدى ثقة الملك الشاب بقدرة ابو الراغب على تحمل مسؤليات تلك المرحلة المهمة في تاريخ الاردن الحديث، خصوصا مع الظروف الاستثنائية التي مرت بها المنطقة.

الذين ينتقدون حكومات علي ابو الراغب يستندون الى انها اصدرت اكبر كم من القوانين المؤقتة، رغم انها ليست الحكومة الوحيدة التي لجأت الى استصدارها، لكن ابي الراغب يجادل بانه استنادا لنص المادة 94 من الدستور فان إصدار القوانين المؤقتة يصبح من حق مجلس الوزراء وبموافقة الملك، ونحن تقدمنا بـ 213 قانونا مؤقتا، لم تكن كلها قوانين جديدة أو كاملة، منها 80 قانونا جديدا و130 قانونا معدلا، وبعضها تضمن تعديل مادة أو فقرة واحدة فقط . ويضيف: المشكلة اني هوجمت بشدة ليس في فترة إصدار تلك القوانين المؤقتة، بل في فترة ما بعد ذهاب الحكومة، وفي مجلس النواب لاحقا".

حقا هي مشكلة..

رغم انه بعيد عن اماكن صنع القرار منذ سنوات، الا ان ابا الراغب متابع جيد ولديه موقف من الكثير من الامور. عن الربيع العربي على سبيل المثال يقول: " لا أثق بأمريكا رغم انني خريج منها وعملت معهم بالسياسة إلا أن الأمريكيان يقدموا مصالحهم الشخصية، وقد نرى اشخاص بالكنسيت الإسرائيلي يدعون للسلام أكثر من الكونجرس الامريكي ، أقبل أن يطلق العرب على الثورات العربية اسم الربيع العربي لكن لا أقبل أن يطلق الامريكان ذات التعبير" .

اروع اوقاته هي التي يمضيها مع العائلة، او في جبال السلط، حيث المدى يلد مدى.

بالنسبة للرجل الذي ما فتيء يحمل افكارا تمهد لحياة افضل.. لا يعوزه من يمدحه او يهجوه، فتجربته تبقى رهن تاريخ لا بد سيحاكمه، وينصفه، شاء من شاء وابى من ابى.
شريط الأخبار ضربات إيرانية انتقامية محتملة على قواعد أمريكية... ورفع حالة التأهب في قواعد الشرق الأوسط المياه: ضبط اعتداءات على مصادر المياه في بيادر وادي السير القوات المسلحة الإيرانية تدعو سكان مدينتي تل أبيب وحيفا الى إخلائهما - (فيديو) ترامب: نعرف مخبأ خامنئي ولن نقتله في الوقت الحالي مهم من التربية حول امتحان الثانوية العامة يوم 26 حزيران "الطيران المدني": هبوط أعداد المسافرين 51% بسبب التوترات الإقليمية خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذرية عطلة رسمية في السادس والعشرين من حزيران بمناسبة رأس السنة الهجرية ارتفاع الإيرادات المحلية خلال الثلث الأول لتصل إلى 3.3 مليارات دينار مصفاة البترول: مخزون استراتيجي من المشتقات النفطية في الزرقاء والعقبة وزير الطاقة: لا تغيير على أسعار الكهرباء والكلف الإضافية تتحملها الحكومة لماذا “يُصر” نتنياهو على اغتيال السيد خامنئي المرشد الإيراني الاعلى؟ وما هي السيناريوهات المفترضة؟ وهل سيحقق هدفه؟ رسميا.. ايران تدعو حذف تطبيق الواتساب اطلاق صافرات الإنذار في الأردن اليكم أخطر واكبر محطة نووية ايرانية - تفاصيل الأحزاب الوسطية: خطاب الملك رسالة موجهة لصُنّاع القرار الدولي "العطارات": نعمل بطاقتنا القصوى لتوليد الكهرباء حسان يوجه بدعم صادرات "دار الغذاء" وتخفيف كلف الإنتاج والطاقة ارتفاع مساحة الأبنية المرخصة بنسبة 19.8% خلال الثلث الأول من 2025 إطلاق أول منصة حكومية تفاعلية لتعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار