أخبار البلد- خالد
أبو الخير
عماني الهوى..
وليس لمثل عمان في قلبه مكان، وإن كان حين يعد، يستذكر مكة والقدس وسراييفو.
الفريق الركن غازي
الطيب حكاية أردنية بسيطة، بساطة انهمار المطر وما باح به شيح ودحنون في ربى الوطن.
والده الشيخ موسى
ارشيد الطيب احد شيوخ بني صخر وشيخ عشيرة الطيب، كان من مجالسي المغفور له الملك عبد
الله الأول، مع شيوخ عشيرة بني صخر عضوب الزبن ومشاري الفايز وحديثة الخريشا.
ترعرع وتربى في
عمان، في الشارع الذي يسمى الان شارع الامير محمد" من طلوع جبل عمان وحتى الدوار
الثالث"، وكان يسمى انذاك طريق وادي السير.
مدرسته الأولى
العبدلية وسميت بهذا الاسم نسبة الى الملك المؤسس عبدالله، وكانت بالقرب من قيادة الجيش
القديمة في طلوع جبل عمان.
الفتى الذي كان
يمر بالقيادة بشكل شبه يومي، لطالما استهوته الحياة العسكرية، ومن عرفهم من ضباط وجنود
من اقاربه، شكلوا بالنسبة له المثل والقدوة، فضلا عن الحس الوطني الذي غذاه اساتذته
فيه، وفي جيل كامل، ومسؤولية تحرير فلسطين، والتحديات الجسام التي يواجهها الوطن.
" المدارس
كانت أيامها تربي التلاميذ تربية وطنية صحيحة، ولا فائدة من حياتنا إن لم نعمل من أجل
الوطن".. عبارة لطالما يرددها الرجل الذي لطالما وجد المعنى لحياته في خدمة الأردن.
فور أن انهى دراسته
الثانوية في مدرسة رغدان التحق بالقوات المسلحة وتخرج من الكلية العسكرية الملكية برتبة
ملازم .
أربعون عاما قضاها
غازي الطيب في الجيش، وخدم في شتى القطاعات، وكان يمكن تبين الضابط الشاب على صهوات
الدروع ومسارات المشاة، وفي كل معترك.
وخلال تلك السنوات،
شارك في كل الدورات، وتدرج في الرتب حتى صار مساعدا لرئيس هيئة الاركان للعمليات والتدريب.
للباشا الطيب من
الأولاد سبعة " فريق كرة سلة مع الاحتياط" يضيف مداعباً. أكبرهم غيث، وجميعهم
خريجوا جامعات، واثنان منهم حذوا حذو والدهم والتحقوا بالقوات المسلحة هم غيث والدكتورة
فادية.
من تجاربه الحياتية
التي يعتز بها قيادته "قوات حفظ السلام الدولية بكرواتيا ".. فالجندي الاردني
اعطى افضل صورة عن وطنه فيها، وما يزال لسراييفو مكانتها في قلبه.
" ذكي ولماح،
قوي الشكيمة، حنون وديناميكي ، دمث وخلوق واجتماعي.. وله كل النصيب من اسمه الطيب".
يصفه عارفوه.
ثار وشعر بالاساءة
مرة حين زج باسمه في منشور مسيء، فكتب: أقول للذين كتبوا المنشور السيئ والمسيئ إتقوا
الله في خلق الله وأتقوا الله في أعراض الناس وأتقوا في ذكر اسماء الناس الذين لم يفوضوكم
لتكتبوا عنهم.. لقد تعودنا والحمد لله صدق اللهجه وعفة اللسان وكرم الخلق وطيب المحن
وحسن اللقيا والأمر بالمعروف والثبات على الرأي والصحيح التى تعلمناها كلها في مدرسة
الهاشميين الأفذاذ من ساروا من مكه صوب الشمال واستقبلهم يومها اهلنا بالحل والترحاب
وعاهدوهم على القرأن الكريم بإننا جندكم ومعكم فمنذ ذلك التاريخ ونحن على هذا العهد
جيلا من الفخار فجيلا .
ومن أراء
" أبو غيث": "عيد الاستقلال لم يكن وليد صدفة تاريخية، بل ثمرة كفاح
مرير لابائنا ولاجدادنا تمكنوا فيه من كسر التحديات وتجاوزها وفرضوا رايهم واسمعوه
للدنيا كلها". مستذكراً انجازات القيادة الهاشمية الحكيمة، التي تسلم رايتها مليك
شاب يملك الشخصية القوية، ويتحلى بالصفات القيادية النيرة، ونشاطه الدؤوب، جلالة الملك
عبدالله الثاني بن الحسين الذي يقود الاردن الان الى بر الامان.
حين يرجع الطيب
الى الوراء يستذكر ما قاله حكماء: إذا أردت أن تخدم وطنك فاخدمه بقدر ما امكنك ذلك،
واسأل نفسك بعد ذلك ماذا قدم لك الوطن بالمقابل؟
يمر "أبو
غيث" أحيانا في وسط البلد، وتأخذه خطاه الى مرابع صباه، وأفاق واشجار صنوبر واصحاب
صاروا اثرا بعد عين.. فيحن الى البدايات، وإن شغله الحاضر ومشاغل الحياة كثيراً.
الرجل الذي إعتاد
مقارعة المخاطر والمستحيلات.. لا يرى مستحيلاً، فالاردن كان وسيبقى أقوى من كل التحديات.