اخبار البلد
عمان- أوقف مدعي عام الجنايات الكبرى، يوم الأربعاء الماضي، المتهم بقتل الشابة نهى الشرفاء (24 عاما)، مدة 15 يوما على ذمة التحقيق، في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة، بتهمة "القتل العمد".
ووفق تقرير الطب الشرعي، فإن سبب الوفاة "جرح طعني بالعنق، أدى إلى نزيف دموي حاد، ومن ثم إلى الوفاة"، مشيرا إلى العثور على الجثة وهي في بداية تحلل، بعد أن تركها المتهم 9 أيام، ملقاة بالقرب من (منجرة) يمتلكها داخل مزرعة في إحدى مناطق ناعور.
ولفت مصدر مطلع إلى أن التقرير أظهر عدم تعرض الضحية لأي اعتداء جنسي.
وبحسب مصادر قريبة من التحقيق، فإن "المتهم أفاد أثناء التحقيق معه أنه في الـ20 من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، استدعى الضحية التي كانت تربطه معها علاقة عمل سابقة واستمرت فيما بعد، لغايات التفاهم على إجراءات الزواج، حيث حدث خلاف بينهما، أقدم على إثره على خنق الفتاة، ومن ثم ضربها بأداة حادة بعنقها"، ما أدى إلى وفاتها.
وأضافت المصادر أن المتهم "بعد أن تأكد من وفاتها، ألقى بجثتها خلف المنجرة، التي يمتلكها، ووضع عليها "كنبا" قديمة ليخفي الجثة".
وتابعت المصادر أن "عائلة الضحية، التي كانت على علاقة مع المتهم، وتعلم بعلاقة ابنتها معه، استفسرت من المتهم عن سبب عدم عودة الضحية نهى إلى المنزل، حيث أخبرهم بأنها في مدينة العقبة".
وكان ذوو الضحية أبلغوا الأجهزة الأمنية عن فقدان الضحية، فيما كان المتهم يواصل تضليل ذويها ورجال الأمن، لإبعاد الشبهة عنه.
وبعد العودة إلى الاتصالات الهاتفية التي تلقاها الهاتف الخلوي للضحية، تبين أن آخر مكالمة تلقتها كانت في 20 أيلول (سبتمبر) الماضي من المتهم، الأمر الذي أثار الشبهات حوله، وفق المصادر نفسها.
وأوضحت المصادر أن التحقيق استمر مع المتهم من قبل البحث الجنائي، وتم مواجهته بالأدلة والبينات، "حيث اعترف بقتل الضحية".
ومثل المتهم ارتكاب الجريمة بحضور المدعي العام للجنايات الكبرى، فيما نقلت جثة الضحية إلى المركز الوطني للطب الشرعي في مستشفى البشير الحكومي، لغايات تشريحها ومعرفة سبب الوفاة.
وحسب اعترافات المتهم، فإنه "تعرف على المغدورة من خلال عمله السابق في إحدى شركات الاتصالات الخلوية، ومن ثم تركا العمل معا، حيث عملت الأخيرة في الأمم المتحدة، بينما توجه هو إلى العمل في النجارة، واستمرت العلاقة فيما بينهما، بقصد الزواج إلى أن ارتكب جريمة القتل بحقها.
وتنفذ عائلة الضحية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، باسم "كلنا نهى"، تطالب من خلالها بإنزال عقوبة الإعدام بحق المتهم.
وكان ذوو الفتاة المغدورة نهى عماد الشرفاء طالبوا بـ "تطبيق شرع الله" على قاتل ابنتهم خنقاً وطعناً وذلك بإعدامه في أسرع وقت ممكن، "تحقيقاً للعدالة وتهدئة للنفوس ومنعاً لتكرار مثل هذه الجرائم في المجتمع" حسب تعبيرهم.
وفي حديثهما لـ "السبيل" روى والدي نهى تفاصيل حادثة اختفائها لتسعة أيام انتهت بإبلاغهما من قبل الأجهزة الأمنية بمقتلها والعثور على جثتها في منطقة حسبان.
وقالت والدة نهى، إن "ابنتها كانت تعمل في مؤسسة إنقاذ الطفل التابعة لليونيسيف، فتعرف عليها أحد زملائها بقصد الزواج، فما كان منها إلا أن طلبت منه التقدم لها بشكل رسمي حسبما تقتضي الشريعة والعادات الحميدة المتبعة".
وأضافت "حضر الشاب لمنزلنا بمفرده، وتعذر بظروف طارئة لعدم حضور والديه، طالباً إعطاءه مهلة شهرين لترتيب أموره ونقل منجرة يمتلكها والده إلى موقع جديد" مشيرة إلى أن زوجها تحرى عن الشاب وعائلته وعلم أن والده معتد جدا بأصوله و"مستحيل أن يدخل لبيته كنة من غير أقاربه، فكان رد الشاب أن هذه المسألة حلت، وعندما علم والده بأنه لا يريد سوى نهى اقتنع أو استسلم للأمر، وطلب الشاب قراءة فاتحة مبدئية على نية التوفيق وتسهيل الأمور، وتوقفت المسألة عند قراءة الفاتحة".
وتابعت "بعد شهرين ونصف اتصل الشاب بابنتي وطلب منها رقمي ليعطيه لوالدته؛ ومرت الأيام ولم يردني اتصال من طرفها، وفي 21 تشرين أول الماضي انطلقت ابنتي لعملها بسيارتها كالعادة بعد تناولنا لطعام الإفطار سوية، وعند الظهيرة أثناء عودتي بأخواتها من مدارسهن وقضاء بعض الحوائج في مرج الحمام، شاهدت ابنتي الصغرى سيارة نهى، فرددت عليها: مستحيل فأختك بعملها، فأوصلت البنات على البيت وأخذت مفتاح سيارة نهى الإحتياطي "وعدت لعمل موقف طريف معها بإزاحة سيارتها حتى تتصل بي وتقول لي إن سيارتها سرقت؛ ولكني من داخلي لم أكن مرتاحة، وظل هناك سؤال في نفسي: ما الذي أخرج ابنتي في هذا الوقت من عملها على غير العادة؟".
وأكملت " اتصلت بالشاب حتى لا يضيع الموقف الطريف، وسألته: هل خرجت مع نهى؟ فرد بالنفي وزاد: "احنا حُرُب من شهرين" فسألته: ألم تتصل بنهى وتطلب رقمي منها فنفى ذلك أيضا، فاتصلت بنهى ولكن كان يجيبني الرد الآلي: الرقم المطلوب لا يمكن الاتصال به، اتصلت بوالدها وأخبرته بما حدث، فرد أنه سيصل لمكان عملها القريب من مكان عمله، فذكرته أنها بدورة للمنظمات الإنسانية في فندقي ريجنسي وجنيفا، فذهب لموقع الدورة وكان الرد من القائمين عليها إن نهى طلبت مغادرة عند الساعة الواحدة، فطلب مني زوجي رقم الشاب واتصل به فكان جهازه مغلق، وانتقلنا لتقديم بلاغ لدى مركز ناعور، ووجهنا شكوى بحق نفس الشاب لإنكاره الاتصال بها وادعائه أنهما في حالة زعل".
أمرت الشرطة بجلب الشاب ومباشرة التحقيق معه، "فاتصل بي الشاب بلهجة متذللة، وأنه لا ذنب له كي يحتجز شخصياً وتحتجز هويته، فطلبت من زوجي إخراجه، فرفض زوجي لأنه رآه يتحدث بلهجة مرتبكة أمام المحققين، وللأسف استطاع مسؤول من أقاربه تكفيله وخرج، وكان في ذلك تجاوز أمني، وبدورنا سلمنا أمرنا لله، وباشرت مع إحدى صديقات نهى بالاتصال مع جميع صديقاتها للاستفسار عنها وعن آخر اتصال كان بينهن".
وانتقلت " السبيل" في الحديث لوالد نهى الذي أكمل الرواية من جانبه بقوله : " في اليوم التالي لتكفيل القاتل، احتجزته الشرطة وبدأت التحقيق معه بجدية ملموسة، وكنا على تواصل مستمر مع مدرائها في العمل، فجاءنا اتصال من مسؤولة شؤون الموظفين أنها آخر مرة رأت فيها نهى بعدما جاءها اتصال عند الساعة الواحدة طلبت على إثره إذناً بالمغادرة، وطلبنا منها الانتظار للغداء ولكنها قالت بأنها مستعجلة، فسألنا الموظفة من الذي اتصل بنهى؟ فأجابت لا أحد يعلم، فأبلغنا الشرطة بحديث الموظفة، فكان رد الشرطة على اتصالاتنا وزياراتنا المتكررة أن لديهم خيوط وليس معلومات، وبينت كاميرات فندق ريجنسي أن ابنتي تحركت عند الساعة 1:13 وأظهرت الصورة أن وضعها طبيعي جدا وهو ما أكدنه زميلاتها في الدورة".
في اليوم الرابع لاختفاء نهى طلبت الشرطة من خالد شقيقها الذهاب وتقديم شكوى رسمية على الشخص الذي اتصل بشقيقته كي تستطيع الشرطة الاستمرار باحتجازه .
وأضاف والدها " قدمنا الشكوى، وبدأنا التصعيد من طرفنا للتعجيل في إيجاد نهى، فجاءنا اتصال في نفس اليوم من الشرطة تطلب ملابس لنهى لم يلمسهن سواها حتى تقوم بتمشيط منطقة حسبان بكلاب الأثر، بعد أن وجدوا جوالها بالقرب من دار الدواء" منوهاً بإخباره من أحد الضباط، أن عملية التمشيط استمرت من الساعة 10 صباحا الى 8 مساءاً بعد أن وجد شاب الجوال بدون بطاقة رقم وما أن قام بتشغيله ضبطه جهاز البحث الجنائي، واستدل من خلاله على منطقة وجوده، ولحد اليوم السابع كانت الأجهزة الأمنية تباشر التحقيق مع جميع الأسماء المخزنة أرقامها على جوال نهى".
وأكمل عماد الشرفاء "في اليوم التاسع من اختفاء نهى عند الساعة 12 وردني اتصال من الشرطة بالعثور على جثة ابنتي في منجرة والد الشاب القديمة بعد خنقها وطعنها وحدوث عراك بينهما، وحسب تقرير الطب الشرعي نهى متوفاة من أول يوم لاختفائها، وصدر التقرير بوصف البنت البكر العذراء نهى عماد".
وزاد والدها " ظننا أن في المسألة "خطيفة " حسب عادات أهل القاتل التي لا نعرفها بتفاصيلها، وشكك في أن والد الشاب له طرف في عملية القتل لورود معلومات لهم غير مؤكدة أنه توعد ابنه بقوله " لو برتكب جريمة قتل لن يتم أمر زواجك" وفق قوله.
وفي ختام الحديث لـ "السبيل" تساءلت والدة نهى: لماذا اتصل بها وماذا جرى بينهما من كلام؟ ولماذا طلب حضورها لمرج الحمام؟ وما هي الطريقة التي أركبها بها سيارته؟ وذلك قطعاً بغير إرادتها وهو ما بينه جهاز البحث الجنائي بوجود بصمات ليدها على السيارة من الخارج، وقد حاولنا الحصول على تسجيل للمكالمة الهاتفية الأخيرة لها مع القاتل ولكننا لم نتمكن من ذلك، فبحسب قول الأجهزة الأمنية لا يمكن ذلك، على حد تعبير والدة نهى.
يشار إلى أن صديقات ومقربون من نهى أطلقوا صفحة على فيس بوك تحت عنوان " كلنا نهى" لكون قضيتها قضية رأي عام تهم المجتمع بأسره، بحسب الصفحة.
.