لم يكن قرار الحكومة أمس طرد السفير السوري في عمان مفاجئا، فهو متوقع منذ زمن طويل، لكن عنصر المفاجأة جاء في البحث عن اجابة السؤال، ما الذي حدث مؤخرا حتى يتم اتخاذ هذا القرار؟.
السفير بهجت سليمان كان في قصر الحسينية ظهر السبت مستمعا الى كلمتي جلالة الملك وقداسة البابا، ولم ينقل عنه مؤخرا ما هو ضد الاردن، كعادته في كتاباته الاعلامية على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، لهذا كان التوقيت مفاجئا، خاصة ان بيان وزارة الخارجية لم يأت بجديد في قضية السفير، الذي تهجم في فترة ما على الشعب الاردني، من خلال هجومه على مجلس النواب.
البيان ركز على اساءات سليمان سابقا، وعدم التزامه المتكرر أدنى متطلبات العمل الدبلوماسي، اما السبب المباشر لهذا القرار، الذي ردت عليه سورية مباشرة بالمثل، فلم يتم حتى الان الكشف عنه، لهذا توسعت التحليلات في ذلك.
ما يندرج في باب التحليل، ان هذا القرار جاء قبل ايام من انطلاق مناورة الاسد المتأهب، حيث كان السفير فجًا ومسيئًا في كل ما ذكره حول المناورة الاولى العام الماضي، اضافـــــة الى اساءته المباشرة للســــــعودية وهو ما لا تقبل به الدولــــــة الاردنية.
وثانيا، ما يقع على الارض السورية، ميدانيا والسيطرة التي يحققها النظام السوري، ويتبجح فيها اكثر حزب الله، لا تروق للولايات المتحدة الاميركية التي لن تسمح ان تستمر الحال على ما هي عليه، وسوف تعمل على عدم تمكن النظام السوري من فرض واقع سياسي جديد، قد يتطلب الامر الضغط على روسيا، اذ يتنازع الطرفان الاميركي والروسي في ساحتي سورية واوكرانيا، لتغيير اوجه الصراع، ومن مصلحة اميركا ادامته لفترة اطول في سورية.
كما في القرار رسالة الى الانتخابات التي ستجري في سورية للتجديد لبشار الاسد بعدم الرضا عن استمرار ادارة الازمة في سورية على النحو الذي يقوم به النظام وجماعاته.
اذا كان قرار الحكومة مفاجئا في التوقيت، ويحتاج الى توضيحات اكثر، فإن موقف المناصرين للنظام السوري من الاردنيين، الذين زاروا الاسد قبل اشهر واصدروا بيانا فوريا بعد القرار قبل ان ينتظروا ردة الفعل السورية الرسمية، كان مفجعا وبائسا.
فخلال دقائق كالت مجموعة من الاردنيين ذات الاتهامات التي لم يتوان السفير سليمان في اطلاقها في فترات ماضية، عبر مزاعم القيام «بأعمال خرق للسيادة السورية، وتسهيل مرور السلاح والإرهابيين، وانشاء غرفة عمليات مشتركة مع الأميركيين والخليجيين للعمل العسكري والأمني ضد السوريين، والتنسيق مع الإرهابيين وقادتهم، بما في ذلك الموقف الغامض من إنشاء منطقة أمنية للاحتلال الإسرائيلي في الجولان».
بالمناسبة السفير سليمان ذاته متفاجئ من التوقيت، حيث اعتبر ان الحكومة تأخرت فيه كثيرا، وقال: «الحق يقال ان الحكومة الاردنية تأخرت ثلاث سنوات في قرار التخلص من السفير السوري، وختم بالقول باللهجة الشامية: « الله يطعمهن الحج والناس راجعة».