أخبار البلد- مهدي علي الخفاجي
تعرّف السياسة اليوم بأنّها فنّ الممكن... والمتعاطين في أمور السياسة من زعماء أحزاب ، وصحفيين ، ومثقّفين، وأكاديميين يملكون ولو بمقدار مقبول من العقليّة السياسيّة ، والدراية ، وفهم الواقع السياسيّ للبلد.ما يؤهلهم لقيادة الجماهير ، وتوجيههم ، والتّأثير عليهم، ومن ثمّ حكمهم.
وأسباب نجاح أو فشل هذا السياسيّ أوذاك، مرهون بمقدار فهمه لتركيبة مواطنيّ هذا البلد ، والإحساس بمعاناتهم ، وأدراك متطلباتهم.
وهذا البون الشاسع والواسع بين الجماهير وبين هذا السياسيّ مردّه إلى الأسباب التالية:
1- عدم إيمان هذا السياسيّ بما يطرح من شعارات ، وخطط ، وبرامج، وأفكار ... فكيف تؤمن بها وتتبناها الجماهير؟!
2- إرتباط هذا السياسيّ أو ذاك بجهات، ودول، وأجهزة دوليّة ، تحرّكه كبيدق على رقعة الشطرنج، يميناً مرّةً ويساراً مرّةً أخرى ... حسب مصالحها وأجنداتها ... مما ينفّر منه الجماهير، والنظر إليه بعين الريبة والشكّ، ومن ثم ّ تلفظه، وتقلب له ظهر المجنّ؟!
3- صعوده المريب، وقدومه من المجهول، وبروزه في الإعلام بعد أن كان نكرة، ربما لا يعرفه حتى أقرب جيرانه إليه ، وإذا به يقفز وينطّ على سلّم المعترك السياسيّ و ينظّر بما لا يفقه؟!
4- إنّ الجماهير الواعية تنظر بعين الشكّ والريبة وحتى الإتّهام إلى السياسيّ المراهق، صاحب الأموال المشبوهة الطائلة ، والإنفاق الباذخ ... إذ يتبادر إلى أذهان الجماهير الواعية سؤالها الإثير والسرمديّ ( من أين لك هذا) ، وهذا يضع السياسيّ وتـــــحركاتـــه( تحت المجهر)؟ّ! .
5-محاولة هذا السياسيّ ركوب الموجات والتقليعات السائدة والوقائع المتغيّرة ... فتراه يوماً تصالحيّاً، يدعو إلى الحوار ونبذ العنف ، وتراه يوماً آخر يرعد، ويزبد، ويهدد ويتوعّد هذا الفريق، وتلك الجهة، ومرّة يختفي من على شاشات العرض؟! فلا ترى له وجهاً ولا تسمع له صوتاً.
نحن لا نحجر على الناس، ولا نسعى إلى توجيههم، أو ندعوهم إلى هذا السياسيّ أو ذاك ، بل نحن نشخّص خطر هؤلاء على جماهيرهم وعلى البلد كلّه لأنّ هذا السياسيّ غير مؤتمن على حقوق هذه الجماهير ومصالحها ؟
إنّ بروز شخصيّة نكرة ، تجهل حتى ألف باء السياسة، ومحاولته إستمالة الناس من خلال الخطاب الطائفي وإثارة مشاعر الناس، ومحاولاته شراء أصوات وذمم بعض من إدّعوا المشيخة، وإستغلال بعض الفقراء ، والادّعاء بتمثيلهم والتحدّث بأسمهم يضع العشرات من علامات السئوال ؟
من خلال ترشحّه إلى إنتخابات مجلس النوّاب وتحشيد الحشود ( طبعاً هذه الحشود لم تحضر من أجل عيونه السود) وطرح نفسه منقذاً ، وعابراً بهذه الجماهير إلى برّ الأمان ، وتحقيق مطالب هذه الجماهير، رفع شعار ( لا شعارات) ( لابرامج) (لا أهداف) ، فقط عليكم أن تنتخبوني ( وإذا فزت الله كريم) .
إنّ شخصيّة خميس الخنجر، وخطابه الطائفيّ، وأرتباطاته المشبوهة هي التي دعت الجماهير الواعية إلى نبذه وخذلانه، وهي أيضاً رسالة من الجماهير المدركة لما حولها ، إلى أمثال هؤلاء أن لا مكان لك عندنا ، لا نعلم من الذي خوّلك بالتحدّث باسم أبناء المنطقة الغربيّة ؟ ومن الذي وكّلك بمصالحهم ؟ وماهو حجمك قياساً الى عتاة السياسين، وأباطرة القيادة ، ورجالات الدولة هناك!
وهل عقمت أم عقمت المنطقة الغربيّة من أن تلد رجالات مخلصين لوطنهم وجماهيرهم ! حتى تنبري أنت متصوّراً ومتخيلاً أنّ الفرصة قد حانت للقفز على أكتاف الناس ، ولكن خاب سعيك ، وفسدت أحلامك ، والدليل نتائج الانتخابات، التي أظهرت إفلاسك السياسيّ والجماهيريّ.
دع الجماهير بحالها فقد ملّت منك ومن أمثالك...
وللحديث صلة..
مهدي علي الخفاجي
srtz14@yahoo.com