عندما تحركنا من غزة باتجاه رام الله استهواني الحديث مع الزميل حمادة فراعنة، في التاريخ الاردني والفلسطيني، كما هي عادتي، وكانت مذبحة دير ياسين من جملة ما وقع عليه حوارنا، وما قرأته عن تلك المذبحة واهمال كتب المناهج والتاريخ لها، وبخاصة بعد ابرام ما يسمى باتفاقية السلام، كما الاهمال للمذابح التي تعرض لها الاردنيون على ايدي الصهاينة والمتصهينين والارهابيين وبخاصة ما وقع على ابناء عشائرنا الاردنية في الربع الاول من القرن العشرين الميلادي.
وقد طرحت في السياق وجوب الحديث عن تضحيات ودماء الشهداء في الاردن وفلسطين وتوثيق ذلك , لتبقى في الذاكرة الجماعية للأجيال القادمة لدى الشعبين , وحافزا لهم في استمرار المسيرة وتضحياتها , لان بقاء التاريخ في ذاكرة الاجيال يجعله شجرة متجذرة متجددة اصلها ثابت وفرعها في السماء وارفة الظلال كثيرة الغلال باستمرار, تؤتي اكلها في كل حين بإذن ربها , ويجب ان تبقى مذبحة دير ياسين , ومذابح الاعراب المسعورين ( المصابين بمرض السعار ) ضد العشائر الاردنية في مطلع القرن العشرين , ليس في ذاكرة الشعبين فحسب , بل وفي ذاكرة التاريخ والعرب والمسلمين جميعا .
وعلى العالم ان يعرف ما يعانيه الفلسطينيون والاردنيون ضدهم من العنصرية الصهيونية والمتصهينة ومن عنصرية بعض الحكام في الوطن العربي , وهم حلفاء للمشروع الصهيوني الاستعماري واحدى ادوات تنفيذه , ولذلك يجب فضحه ووقفه وتبيانه للعرب , وان الصهاينة والمتصهينين يتمم بعضهم بعضا , وهم وجهان لعملة واحدة , لأن الشعبين الاردني والفلسطيني هم ضحية صراع هذا المثلث ومؤامراته , وبخاصة الحكام الذين يريدون ( أي الحكام ) منا ان نقاتل نيابة عنهم ,واستخدمونا دروعا بشرية لحماية مواقعهم التي هي أوهى من بيت العنكبوت , وعلينا ان ننتبه انه كفى ما كان , وعلينا ان نعرف ان نهر الاردن هو نهر اتصال وليس نهر انفصال , ونهر حوار حضاري وليس نهرا من الدماء والنار بين الاشقاء , وانما ضد الاعداء ومنهم هؤلاء الحكام, وان الأرض الاردنية هي رمز الطهر والعفة والتعفف وليست مكانا لما اصابها من رجس الاشد كفرا ونفاقا , واننا طلاب حرية وتحرر وتحرير وعدالة واصالة ولو طال الليل وربى السيل .
واصلت حديثي قائلا: الست واياك (والحديث موجه الى الزميل حمادة) ضحايا معاقل الظلم والظلام ودوائر الحكم والتحكم وقطعان المتصهينين في بلادي؟ كما الفلسطينيون ضحايا قطعان المستوطنين هنا في فلسطين؟ والاردنيون ضحايا مثلث الغم؟ فالتزم الرجل الصمت، واكتفى بتنهد عميق جدا كان كافيا بالنسبة لي عن أي تعبير او كلام.
وهنا وجدت ذاكرتي حافلة بالمقارنة فقلت له: ان الأخوة الفلسطينيين هنا يعانون من قطعان المستوطنين المدعومين من دولة الكيان الصهيوني، واما نحن في الاردن فنعاني من قطعان المتصهينين وكلاهما وجهان لعملة واحدة، فهؤلاء في فلسطين يستولون على الارض ويعتدون على الناس ويصادرون الاموال وارادة الناس، ويقطعون الاشجار , ويسلبون البسمة من الشفاه البريئة , ويقيمون المستوطنات , واما قطعان المتصهينين في شرقي النهر , فيمارسون النهج نفسه ويتفوقون على المستوطنين انهم يعيبون علينا حقنا في حب بلادنا وحمايتنا لهويتنا وشرعيتنا ووطنيتنا الاردنية , ويعملون على التوطين والاحلال والاحتلال , ويعيبون علينا مؤازرتنا لأخوتنا في غربي النهر وهويتهم وشرعيتهم فوق ثرى فلسطين وليس فوق ثرى الاردن , ويصفون وطنيتنا بالخيانة وخيانتهم بالوطنية ؟ وحديثنا عن الاردن انه عنصرية صهيونية، ويرموننا بسهام التفرقة بين عناصر الامة، وهم ينعقون في ان توكيدنا على الهوية والشرعية الاردنية انما هو تقويض لأركان معبودهم من دون الله.
لاذ الزميل الكريم بالصمت بما يعني انه لا يختلف معي، وان لديه ما يقوله ولا يريد قوله، ولم يحن اوان ما يرغب قوله
قلت: الم يتخذ المتصهينون الموجودون شرقي النهر منهج التهريج والتنظير المثبور، والاستجداء باسم كل من القضية، والوطنية، وأنني واياك كما الوطن ضحايا تحالفهم المتصهين مع معاقل الظلم والظلام ودوائر الحكم والتحكم؟ انهم لا يتوقفون عن نعتنا بالعمالة والتطبيع وهم العملاء وحملة مشاعل وشمعدان التطبيع، وهم يبيعون كل شيء في الاردن وفلسطين، وهم يصدرون تراب الاردن من المعادن والمصادر الطبيعية الى اسرائيل، تخيل انهم باعوا تراب الاردن وعظام اجدادي، ويصفونني بما لا يليق الا بهم بكل جدارة، ويصفوننا بالعنصرية وهم يزاولها بأقذر معانيها ومبانيها، وبينما نعاني من اجل مواقفنا الوطنية، فانهم ينعمون بالحضن الدافئ والملاذ الامن بدعم من معاقل الظلم والظلام ودوائر الحكم والتحكم. ونحن نلقى العنت من هؤلاء جميعا في كل شيء ؟؟.
واستمر الزميل بقيادة سيارته بصمت. ثم وفجأة قال لي: لقد اقتربنا من دير ياسين وهي بغيتنا. ووقفنا على أطراف القرية قبيل غروب الشمس، وترجلنا، وهنا غشيتني ريح الشهداء الطيبة كالمسك، خلتها اعطتني طاقة لا يكبح لها جماح، مثلما غشتني ريح الشهداء الاردنيين الذين يتوسدون مناطق حدود الاردن الشرقية، عندما عبرت ذات يوم من هناك، فهناك تطابق بين الحالتين، وعندما رأيت البنايات الصهيونية فوق أنقاض القرية العربية، غشيتني رائحة نتنة خبيثة كريهة هي رائحة الارهاب الصهيوني والاستيطاني التي تزكم الانوف وتقزز النفوس.
وتقدمنا بكل وقار يليق بمقام الشهداء حيث قرانا الفاتحة على ارواحهم الطاهرة، انهم ضحايا مذبحة دير ياسين، وشعرت بالصمت وهيبته والتاريخ ورهبته، والدمع وحرقته، فانهمرت عيناي بالدموع وانا اشعر بالحزن الشديد، وكأن روحي تناجي ارواح الشهداء في الاردن وفلسطين معا، حيث ان المسافات لا تساوي شيئا، بل واغيب، في استحضار الخيال وحركة الأرواح وشطحات اصحاب الفكر والتقى.
نظر الزميل الي فقال: هل بكاؤك على شهداء دير ياسين وفلسطين وحدهم وانت تربط كل شيء بالأردن؟
قلت: ابكي عليهم وعلى امواتي ايضا
قال ومن هم امواتك؟ وهل لك اموات في فلسطين؟
قلت: نعم، لي اموات كثيرون في فلسطين اولهم جدي الثامن الذي مات وهو في جلوى عشائرية قادما من شرق الاردن بعد ان قتل رجلا هناك، فلقي وجه ربه رحمه الله قبل ان ينهي مدة الجلوة العشائرية وكانت في زمنه سبع سنوات، ثم اردفت قائلا: وايضا ابكي
قال (وقد قاطعني بسرعة): ومن تبكي ايضا من امواتك مع اموات فلسطين؟
قلت: امواتي هم الاردنيون جميعا الذين استشهدوا على ثرى فلسطين وعن الاردن دفاعا عنها، بدءا من شهيد الأردن الأول على أرض فلسطين الشيخ مفلح كايد العبيدات ومرورا بجنود الجيش الاردني والمجاهدين الاردنيين منذ العشرينات من القرن العشرين الى يومنا هذا
ثم واصلت الكلام: وامواتي الذين ابكيهم ايضا هم الذين قضوا نحبهم على ثرى الاردن، شرقي النهر، على ايدي القطعان الضالة الجاهلة بسيوف الاعراب الاشد كفرا ونفاقا الذين اغاروا على الاردن في الثلث الاول من القرن العشرين، ومارسوا ضد عشائرنا الاردنية بعامة وبني صخر والبلقاوية بخاصة، أبشع انواع الارهاب والقتل والتمثيل والسحل والعقر والتخريب، ولقوا منا ايضا مالم يلقوه من اية عشيرة في جزيرة العرب واكنافها / اطرافها، فهزمناهم الى غير رجعة ان شاء الله تعالى.
ثم واصلت كلامي وعيناي تمتلئ دمعا حارقا قائلا: وابكي تاريخ الاردن الحديث حيث يدعي غيرنا انه صاحب الفضل والمنة علينا رعاية وبناء وعطاء وتكرما، وفي الحقيقة اننا اصحاب اليد العليا في ذلك، وعلى شخصيا اعادة كتابة هذا التاريخ ليكون نقيا من تلوث وشوائب سراق التاريخ والامجاد من قطعان نزوة الانتداب الاستعماري واتباعهم، ومن اقلام الطامعين بالألقاب والمناصب على حساب الوطن والحقيقة.
قال: ولماذا لا تدون ذلك؟
قلت: انه مدون عندي بالروايات الشعبية والوثائق وهي بحوزتي والتي ستكون في كتاب مستقبلا (تاريخنا الاردني بالوثائق) بإذن الله (تاريخنا الاردني بالوثائق أصبح جاهزا الان والحمد لله)
قال: وماذا حدث؟
قلت: لقد كانت غارات قطعان الأعراب الضالة الجهلة التواقون للقتل، المتعطشون لسفك الدماء ونهب الاموال وانتهاك الحرمات، وبقر بطون النساء الحوامل ونهب ملابس الرجال والنساء، وذبح كل من يقع تحت أيديهم من البشر والانعام والدواب ذبح النعاج، وادعاء الوصاية على العقيدة، وتكفير من سواهم، وكانوا قادمين الينا من الشرق، او قل كانوا وجها اخر لقطعان الهجانا الصهيونية الارهابية القادمة من الغرب. وقد وصفهم شاهد عيان وهو الرحالة لويس بيركهاردت عام 1912 في كتابه: ملحوظات عن البدو والوهابيين وترجمته شخصيا الى العربية، واستمرت ممارساتهم الوحشية لأكثر من قرن، فكان شعبنا الاردني ضحايا قطعان المستوطنين وقطعان الاعراب الجهلة المتوحشين من جهة اخرى، ولا علاقة لهم بالعقيدة والعروبة اطلاقا، كما الاخوة الفلسطينيون ضحايا ارهاب القطعان الضالة الصهيونية والمتصهينة.
قال: سبحان الله انت لا تذرف دمعة الا وتجد لها جذورا اردنية اليس كذلك؟
قلت: ان هذا لا يعيب، فقد تطابقت الحالة في القطرين حيث تشابهت القطعان الضالة ضد ابناء القطرين وشعبيهما، فبكيت على شهداء دير ياسين الذين دافعوا عن فلسطين، مثلما بكيت شهداء عشائرنا بعامة وعشائر بني صخر والبلقاوية بخاصة، الذين دافعوا عن الاردن، وكلهم اهلي وعشيرتي الذين استشهدوا دفاعا عن الاردن، وعلى سائر الشهداء الاردنيين على ثرى فلسطين، ونحن الاردنيين لا بواكي لنا يا للحسرة، وعلى قلمي ان يكون هو بواكي الاردنيين اينما استوجب الامر هذا البكاء.
قال (متسائلا) وما هو وجه الشبه بالتصرف بين ما تم في دير ياسين وما تم في البادية الأردنية من التضحيات والضحايا؟
قلت: نعم، فان قطعان الاعراب الاشد كفرا ونفاقا قد بقروا بطون نسائنا الحوامل باعتبار ان ما في بطونهن كفارا قبل ان يولدوا وقتلوا الاطفال والنساء والشيوخ، وقتلوا الابناء امام الاباء ذبحا بسيوف البغي، ثم قاموا بخلع أذرعه (مفردها ذراع) الرجال واكتافهم، ثم ذبحهم كالنعاج واعتبروا ذلك تقربا الى الله بذبح الكافر (تفاصيل هذه الاحداث بالوثائق في كتابي =تاريخنا الاردني بالوثائق).
فهؤلاء القطعان الضالة من الاعراب المتشددين الجهلة طبقوا ما فعلته بنو اسرائيل ضد الاردنيين قبل ثلاثة الاف عام زمن الوثنية، عندما اعتبروا الاردنيين جميعا كفارا ويجب قتلهم وابادتهم، وورد في التوراة ما معناه (اهل بلاد عبر الاردن (أي بلاد شرق الأردنTrans Jordan) الذين يطبخون لحم الجدي بلبن امه الجاف اولئك هم الكفار اولئك هم الكفار). انها نظرة صهيونية متصهينة حاقدة عبر القرون والاف السنين، واستطاع الصهاينة ان يتسللوا عبر الاجيال والتجمعات البشرية والعقائد والعائلات بأثواب مختلفة والهدف هو القتل والابادة بأسماء وعناوين مختلفة ولكن بجوهر واحد، ولم يسمع أحد من البشر صرخات الضحايا في القطرين، ولا اناتهم ولا استغاثتهم ابدا، وانقطع الرجاء الا من الله سبحانه. (اما في الاردن فقد وقعت تحت يدي وثائق ارهاب هؤلاء القطعان الضالة وضمنتها في مجلد خاص ضمن كتابي المكون من عدة مجلدات) وهو (تاريخنا الاردني بالوثائق).
واما في دير ياسين فقد حدث من الصهاينة الامر نفسه الذي مارسته القطعان المتصهينة الضالة، إذ قتلوا الاطفال والنساء وبقروا بطون الحوامل ودفنوا الناس احياء واحرقوهم. فالشعبين كلاهما عانى من التطهير العرقي والقتل والتشريد والمذابح والعنصرية والاقصاء، وبقي عبر الاجيال والقرون ضحية قطعان المتصهينين من الداخل ايضا (واخرون من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم)
لم أكن منتبها الى وجه الزميل حمادة عندما توقف عن الكلام لحظات، وإذا به غارق في البكاء
قلت: له من تبكي اذن امواتك ام امواتي ام كليهما ؟:
قال: وقد توارت الشمس بالحجاب الى الغروب: ابكي من تبكيهم ولا داعي للتفاصيل.
قلت: وصلت الرسالة،
قال: وايضا وصلت الرسالة،
وهنا استقلينا سيارتنا وسط صمت مطبق مبلل بالدموع، وكل يبكي امواته واموات الاخر.
وواصلنا سيرنا باتجاه رام الله وكل يعيش في مخيلته عالما اخر من الأسى والالم
لقد تفتحت مشاعري كانسان وشاعر، ولم املك نفسي الا وتملكني الحزن على من لم يجدوا من يحزن عليهم في حينه، وبكيت عليهم وعلى امواتي معا، رحمهم الله جميعا، واسكنهم فسيح جناته امين.
لقد قال بيغن عن اهل دير ياسين (ان نارهم حارقة)، واقول لقطعان المتصهينين في شرقي النهر ان نار الاردن حارقة ايضا وستحرق ايدي العابثين بها ولو بعد حين.
قصة مذبحة دير ياسين
دير ياسين، قرية فلسطينية تقع غربي القدس، وقعت فيها مذبحة ابادة جماعية رهيبة، على يد الجماعتين الصهيونيتين الارهابيتين: الأرجون (التي كان يتزعمها مناحيم بيجين) وشتيرن ليحي (التي كان يترأسها إسحق شامير) (وكلاهما صار رئيسا للوزراء فيما بعد). انها مذبحة يندى لها جبين التاريخ والانسانية والعرب وهيئة الامم، وقعت في 9 أبريل/ نيسان عام 1948. وراح ضحيتها غالبية ابناء القرية العزل.
وكانت المذبحة، وغيرها من أعمال الإرهاب والتنكيل، إحدى الوسائل التي انتهجتها المنظمات الصهيونية المسلحة من أجل السيطرة على الأوضاع في فلسطين تمهيداً لإقامة الدولة الصهيونية. وعاملاً مهمّاً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة، ومنها الاردن، لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين.
ولمواجهة ونسف صمود الفلسطينيين بعامة وأهل القرية بخاصة، استعان المهاجمون بدعم من قوات البالماخ في أحد المعسكرات بالقرب من القدس، وقام البالماخ بقصف القرية بمدافع الهاون لتسهيل مهمة المهاجمين الصهاينة.
ومع حلول الظهيرة أصبحت القرية خالية تماماً من أية مقاومة، فقررت قوات الأرجون وشتيرن "استخدام الديناميت. وتفجير القرية بيتا بعد بيت. والقضاء على عناصر المقاومة بالقنابل والمدافع الرشاشة، حيث كانوا يطلقون النيران على كل ما يتحرك داخل المنازل من رجال، ونساء، وأطفال، وشيوخ". وأوقفوا العشرات من أهل القرية إلى الحائط وأطلقوا النار عليهم بدم بارد واعدامات ميدانية كما فعل الاعراب الارهابيون الخوين بالأردنيين في مطلع العشرينات. واستمرت أعمال القتل في دير ياسين على مدى يومين. وقامت القوات الصهيونية بعمليات تشويه سادية (تعذيب ـ اعتداء ـ بتر أعضاء ـ ذبح الحوامل وقد انتشر نبأ المجزرة في فلسطين مثل النار بالهشيم، وأثر في تهجير الفلسطينيين. فهرب قرابة مليون فلسطيني يبحثون عن ملاذات امنة خارج فلسطين، ولعلّها الشعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948. وتزايدت الحرب الإعلامية العربية اليهودية بعد مذبحة دير ياسين وتزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة.
ومن ضحايا المذبحة السيدة التي كانت على وشك الولادة التي دخلوا اليها فشقوا بطنها بالسونكى على هيئه صليب واخرجوا احشاءها وطفلها وذبحوه وقطعوا ثدييها ووضعوهما في بطنها مع طفلها مره أخرى. مثلما فعل ارهابيو الاخوين بالمرأة الاردنية عام 1924 بالتمام والكمال حتى انني حائر: ترى من منهم تعلم من الاخر؟ هل تعلم الارهابيون الصهاينة من الارهابيين الخوين، ام انهما وجهان لعملة الواحدة ويستمدون منهجهم السياسي والارهابي من نقطة واحدة؟
وكان اليهود يمثلون بجثث القتلى ويقطعون أعضاءهم ويبقرون بطون الحوامل، ويشقون الضحايا من الرأس إلى القدم، وحملوا معهم مجموعة من الأسرى والنساء عاريات حافيات وطافوا بهم شوارع القدس الغربية ثم عذبوهم حتى الموت. مثلما فعل الارهابيون الخوين بالتمام والكمال.
وبعد مذبحة دير ياسين، استوطن اليهود القرية حيث اعادوا بناءها عام 1980 على أنقاض القرية العربية، وأسموا الشوارع بأسماء عصابات الأرجون الذين نفّذوا المذبحة.