القذافي ليس رئيسا وليس له اي منصب فقد تخلى عن السلطة وفوضها للجان الشعبية منذ عام ١٩٧٧ كما اعلن في خطابه الذي اكثر فيه من استخدام كلمة «الهلوسة» الليلة قبل الماضية .. ولو كان رئيسا لالقى باستقالته في وجه المتظاهرين الذين يطالبون برحيله !!!
الزعيم الليبي يعتبر نفسه قائد ثورة وبذلك ينبغي ان يبقى قائدا الى الأبد .. مقارنا نفسه بماوتسي تونغ الذي قاد مسيرة الألف ميل وحرر الصين من الاحتلال .. وألهم شعبه الثورات الصناعية والثقافية وصنع القنبلة الذرية ... ولينين الذي فجر ثورة العمال والفلاحين في روسيا القيصرية فيما اطلق عليه الثورة البلشفية التي نقلت روسيا من نظام اقطاعي متخلف الى اكبر قوة ضاربة على الأرض ... كما شبه نفسه بكاسترو قائد الثورة الكوبية الذي اعتزل الحكم لاخيه لاستكمال المسيرة.
جنون العظمة المصاب به القذافي منذ عقود طويلة حعله يكيل الالقاب لنفسه جزافا ... فهو قائد ثورة على غرار الكبار الذين سلف ذكرهم ... وزعيم أوحد يفوق فرانكو وموسوليني وهتلر !!
وملك ملوك افريقيا وقبائلها التي ترقص على طبول الحرب ونيران الثائر والحقد والمثل الأعلى لشعوب افريقيا وأسيا وامريكا اللاتينية وغير ذلك من الألقاب..
الزعيم في غمرة انفعاله وانفلات اعصابه وهو يغدق الألقاب على نفسه ويعتز بدوره في الثورة العالمية وصف شعبه بمزايا واوصاف لا تليق بالشعب ولا بزعيمه ... فهم جرذان ومرتزقة ومأجورون وارهابيون ومتعاطو مخدرات او حبوب الهلوسة كما وصفها ولا اعلم مدى اعتزاز الزعيم بنفسه اذا كان هذا هو شأن الشعب الذي يحكمه ...
ولم ينس ملك ملوك افريقيا ان يناشد انصاره واتباعه بسحق المتظاهرين الذين يسيطرون على الغالبية الساحقة من الاراضي الليبية ويحرضهم على قتل الثوار والمتظاهرين والمحتجين ما بنبىء بحرب اهلية قد تطول وقد تقصر الا ان نتائجها ستكون مدمرة على صعيد ليبيا بأسرها التي تطفو على بحر من البترول !!!
الزعيم الذي يتحدى الشعب الليبي بكافة فعالياته وشرائحه الاجتماعية والوان طيفه السياسي ويسبح ضد التيار هدد بحرق ليبيا اذا لم تعد الاوضاع الى سابق عهدها ويتخلى الثوار عن اسلحتهم ويعيدون ضباط الجيش والأمن الذين بحوزتهم مؤكدا عزمه على القتال حتى اخر قطرة من دمه وحتى آخر رصاصة وحتى آخر رجل او امرأة في ليبيا ...
التهديد الذي وجهه الزعيم للجيش والشعب بحرق ليبيا لم يسبق له مثيل من قبل سوى نيرون عندما احرق روما ووقف على احد تلالها يتمتع بمشاهد النيران والحريق !!!