تقود دولة الامارات العربية المتحدة – بصمت ومن دون ضجيج، سوى ضجيج ضاحي خلفان نائب قائد عام شرطة دبي – نشاطا واسعا وقويا ضد جماعة الاخوان المسلمين في المنطقة وليس في مصر فقط .
وتصرف الامارات على النشاط المناهض للاخوان المسلمين الكثير من الاموال خصوصا في المجال الاعلامي ، فهي لا تمول فقط العديد من القنوات والبرامج التلفازية الاعلامية المصرية التي هي اساسا معادية للاخوان المسلمين (مثل برنامج الساعة تدق العاشرة في تلفزيون اون تي في)، بل ايضا اقامت قنوات فضائية عربية ، ومواقع صحف الكترونية لمناهضة الاخوان.
وقد يكون هذا من حق دولة الامارات التي تتخذ موقفا معاديا من جماعة الاخوان منذ ان استلموا حكم مصر واكتشافها لما قيل عن تنظيم للاخوان المسلمين في الدولة. واعتقد ان السبب المهم للعداء الاماراتي للاخوان ، لجوء شخصيات عربية معادية للاخوان المسلمين الى ابو ظبي، استَعْدَت حكام الامارات على "الاخوان" الذين كان لحكمهم في مصر تصرفات حمقاء مع ابوظبي وغيرها من دول الخليج
ومن الذين لجأوا لأبو ظبي احمد شفيق كامل آخر رئيس وزراء لمصر في عهد مبارك، والمرحوم عمر سليمان نائب الرئيس حسني مبارك الذي لجأ قبل وفاته في الولايات المتحدة،
ومثل القائد الفتحاوي المعزول محمد دحلان الذي عين مستشارا امنيا لأحد شيوخ ابو ظبي . ودحلان هو الخصم والعدو الاول لحركة "حماس" التي طردته من غزة ، واصبح الآن ايضا العدو الاول لرئيس فتح والسلطة الفلسطينية محمود عباس ، ولدحلان مناصرين واتباع في الساحة الفلسطينية داخل فتح وفي غزة وفي بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان وسورية وحتى في الاردن.
كردستان دولة مستقلة
تصريحات رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني عن قرب اعلان قيام الدولة الكردية التي من الممكن ان تقيم اتحادا كونفدراليا مع الدولة الام العراق تؤكد ان الاكراد يحققون هدفهم التاريخي باقامة دولة قومية لهم.
ويترافق التوجه لاقامة دولة كردية مع حملة اعلامية يقوم بها اقليم كردستان تروج لـ "القومية" الكردية وللثقافة الكردية والفن الكردي.
النشاط الاعلامي والسياسي الكردي الممهد لاقامة الدولة الكردية يلاقي اهتماما وترويجا من بعض الاعلام العربي خصوصا المحسوب منه على السعودية ، مثل جريدة الحياة، التي اصبح رئيس تحريرها مغرما برئيس الاقليم الانفصالي الكردي ويقابله بين حين وآخر ليستنير الاول باراء الثاني حول ما يجري في عالمنا العربي ، ومثل فضائيتي"العربية" والـ "ام بي سي" اللتين ارسلتا موفدين الى كردستان ليطلعونا على الثقافة والفن الكردي.
هل من المعقول ان عداء رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي للسعودية يجعل الرياض تؤيد انفصال كردستان عن العراق واقامة دولة كردية هناك؟ لا اعتقد ذلك.
المتزمتون في السعودية
احتاج السعوديون الى 11 عاما من الجدل حتى يوافق مجلس الشورى السعودي على مشروع "دراسة" لادخال منهج التربية الرياضية في مدارس البنات "وفق الضوابط الشرعية" ، وسط معارضة شديدة مازالت مستمرة من المتزمتين مشايخ وغير مشايخ.
فكم يحتاج السعوديون من سنوات حتى يتم التوافق بين الدولة والمتزمتين على "الضوابط الشرعية"؟ الدولة في السعودية اكثر انفتاحا من بعض فئات مواطنيها.
والعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين يتمنى لو تحصل المرأة السعودية على حقوقها كاملة ومنها حقها في قيادة السيارة ، ولكن الملك لا يريد استثارة غضب المتزمتين دينيا واجتماعيا.