أﺣدھم ﯾﺣذر ﻣن ﻧﻘل اﻟﺣرب ﻓﻲ ﺳورﯾﺔ إﻟﻰ اﻻردن، وآﺧر ﻣن اﻻﻗﺗﺗﺎل اﻟداﺧﻠﻲ، ﻣذﻛرا "ﺑﻧﻣوت واﻗﻔﯾن وﻟن ﻧرﻛﻊ"،وﻏﯾرھم ﻣﻣن ﯾﻌﯾدون ﻟﻠذاﻛرة أﯾﻠول وأﺣراش ﺗﻠك اﻻﯾﺎم اﻟﺳود، وﻛﺄن اﻟدﻧﯾﺎ ﺑﻣﻘﺎس ﺑﺳطﺎر وﻟﯾس اﻟﻌﻘل اﻟذي ﻛﻠﻣﺎ ﻏﺎبﯾﺣل ﻣﻛﺎﻧﮫ ﺟﻧون اﻷﻧﺎ رﻏم ﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺻﻐر وﺳﺧرﯾﺔ ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘدر.
وﻧﺣن اﻟذﯾن ﻻ ﻧرﯾد أن ﻧﺗﻌﻠم وﻻ ﻧﻌﺗﺑر ﻣن ﺳﻔك اﻟدم ﻣﺟﺎﻧﺎ، وﻛﯾف أﺻﺑﺢ ﻗرﺑﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣذﺑﺢ اﻻﺳراﺋﯾﻠﻲ، وﻗد أﻣﻌﻧﺎ ﺑﮫ اﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺛﻣﺎﻟﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻧﺎﺛر ﻣن ﺑراﻣﯾل اﻟﻣوت واﻧﻔﺟﺎرات اﻟﻘﺗل اﻟﻌﺷواﺋﻲ وﻣواﻛب اﻻﻧﺗﺣﺎرﯾﯾن ﺗﺣول اﻟﻣوت ﻋﻧدھم اﻧﺗﺣﺎﻻ ﻟﻠﺷﮭﺎدة. وإذ ﻧرى ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ ﺑﺑﺻر دون ﺑﺻﯾرة ﻛﯾف ﺗﺗﺷﻛل ﻓرق اﻟﻘﺗل وﻛﺗﺎﺋب اﻻﻋدام ﻟﯾﻣوت اﻻخ ﺑرﺻﺎص اﻟﺷﻘﯾق واﻟﻘرﯾب ﻟﯾﻧﺣر ﻣن اﻟﻘرﯾب، وﻟم ﯾﺧرج ﺑﻌد ﻣن ﯾﺻرخ ﻣﺎذا دھﺎﻧﺎ ﻓﺈﻧﻧﺎ اﻟذﯾن ﻧدﻋو ﻟﻣوﺗﻧﺎ واﺳﺗﺣﺿﺎر اﻟﺟﺣﯾم وﻛل ﺳﺑل اﻻﻧدﺛﺎر ﻟﻧﮭﻠك ﺗﻣﺎﻣﺎ.
ﻛﯾف ﻋﺎدت ﺑﻧﺎ اﻟدﻧﯾﺎ ﻟﻧﺣذر أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻣن أﻧﻔﺳﻧﺎ! وﻟم ﯾﻠﻔﻧﺎ ﻛل ھذا اﻟﺧوف واﻟﺗرﺑص ﺗﺗﺑﺎدﻟﮫ اﻟﻌﯾون ﻋﻠﻧﺎ. وﻛﯾف اﺳﺗوى اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ اﻟدم وﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ اﻟﻣوت ﺑﻘﺳﻣﺔ اﻟﻔرﯾق اﻟﻰ ﻓرﺑﻘﯾن! ﺛم ھل ﺣﻘﺎ ﻟم ﻧﻌد ﻧﺣن وأﺻﺑﺢ ﻣﻧﺎ ھم، أم أن اﻷﻣر دﻓﺎﺋن ﻧﻔوس ﺑﻐﯾﺿﺔ ﯾراد إﺧراﺟﮭﺎ ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻘراﺑﯾن ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﮭﯾﻛل وﻧﺳﯾﺎن أﻗﺻﺎﻧﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺣوﻟﻧﺎ اﻟﻰ ﺟﺛث وﺣﻔرﻧﺎ ﻗﺑورا أﻛﺛر. وﺗﻧطﻠق اﻟﮭواﺟس ﻛﻠﻣﺎ ﯾدق ﻛوزا ﺟرة ﺣﺗﻰ وإن ھو ﻣﺛﻘوب واﻟﺟرار ﺑﻼ ﻣﯾﺎه، ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﻧﻛﺗﺷف ﺑﻌد ﻏﯾﺎب ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺗﺻﺎرع ﻋﻠﯾﮫ أﺳﺎﺳﺎ، وإﻧﮫ ﯾراد ﺑﻧﺎ أن ﻧﻌود ﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ ﻧﻘﺗﺗل ﻓﯾﮭﺎ ﻣن أﺟل ﺑﻌرة وﻧﻐزو أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻣن أﺟل ﺑﻌﯾر.
اﻟﻌﺻﻲ ﺗﺄﺑﻰ اﻟﺗﻛﺳر اذا ﺗﺟﻣﻌت وان ﺗﻔرﻗت ﺗﺗﻛﺳر أﺣﺎدى، واﻟﺛور اﻻﺳود أﻛل اﺳﺎﺳﺎ ﻗﺑل اﻻﺑﯾض وإن ﻋﺎش أﻛﺛر ﻣﻧﮫ، وﻗد اﻧﺗﺻرﻧﺎ ﻣرارا وﻧﺣن أﻣﺔ واﺣدة، وأﻗﻠﮭﺎ أن ﻧﺳﺗﻣر ﺷﻌﺑﺎ واﺣدا ﻓﻲ طوق ﻧﺟﺎة واﺣد اﯾﺿﺎ