أخبار البلد - لم يكن "اللقاء الأول" بين الحكومة الجديدة ومجلس النواب "وديا" رغم أن رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت أبدى استعداده لعلاقة إيجابية مع مجلس النواب، طالبا تمهل النواب على الحكومة في موضوع الأسئلة واستعداد وزرائها لإرسال أي ايضاحات يريدها النواب، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحكومة بدأت بالإعداد للبيان الوزاري الذي ستتقدم به لمجلس النواب لنيل ثقته.

الجلسة الرقابية التي عقدت يوم أمس وتضمن جدول أعمالها استكمال الاستماع لردود الحكومة السابقة على 43 سؤالا نيابيا، كانت مؤشرا على مزاج نيابي حاد تجاه الحكومة، ففيها حول النواب محمود الخرابشة، وفواز الزعبي، ومحمد الشوابكة، 3 أسئلة نيابية إلى استجوابات، مع التهديد بتحويل 4 أسئلة إلى استجوابات لاحقة.

الاستجوابات المحولة كان نصيب رئيس الوزراء فيها استجوابا واحدا، ووزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور خالد طوقان اثنين.

ففي السؤال الأول المقدم من قبل النائب محمد الشوابكة والذي تم تحويله الى استجواب الى رئيس الوزراء بحكم مسؤوليته عن منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، سأل النائب الشوابكة حول الأراضي التي تم بيعها أو تفويضها في العقبة من العام 1999 حتى اليوم وسعر الدونم عند البيع أو التفويض وسعر الأراضي اليوم.

الشوابكة، من جانبه، لم يقتنع بالجواب الذي ورد إليه من الحكومة السابقة. وطلب في مداخلة قدمها خلال الجلسة التي ترأسها رئيس المجلس فيصل الفايز، وجانب منها نائبه الأول عاطف الطراونة، وحضرتها الحكومة الجديدة برئاسة معروف البخيت، تحويل السؤال إلى استجواب على أمل أن تقدم الحكومة له ما يجيب عن اسئلته بشكل شاف وكاف.

كما حول النائب محمود الخرابشة سؤاله المقدم إلى وزير الطاقة والثروة المعدنية إلى استجواب، معتبرا أن الجواب الذي ورد إليه لم يكن كافيا، ولم يجب عن الأسئلة التي جاءت في السؤال.

إذ سأل الخرابشة عن تكلفة بناء برنامج الطاقة النووية، وتمليك البرنامج، واﻷثر البيئي المترتب عليه، معتبرا أن تكلفة البرنامج بالبلايين وليست بالملايين.

طوقان بين أن لجنة الطاقة النيابية عقدت لقاء موسعا قبل أسبوعين مدته 3 ساعات لمناقشة كافة تفاصيل المشروع، وأن الموازنة العامة للدولة للعام 2011 والخزينة لن تتحمل أي تكلفة وكافة تكاليف عملية الاستكشاف لليورانيوم تتم على حساب شركة "اريفا".

وقال إن اتفاقية التعدين موجودة لدى مجلس النواب وهي تؤكد بشكل قاطع على أن كافة تكاليف المشروع تتم على حساب "اريفا".

وأضاف أن امتياز التنقيب عن اليورانيوم منح لشركة أردنية تملك الحكومة كامل الحصص فيها وتدعى الشركة النبطية، وهذه الشركة تعاقدت مع شركة اريفا للقيام بعمليات الاستكشاف لليورانيوم.

وقال إن عملية الاستكشاف تحتاج إلى فترات زمنية طويلة ورغم ذلك "طلبنا من شركة اريفا ان تنتهي خلال ثلاثة أعوام".

وأكد أن النتائج الأولية مبشرة، مشيرا إلى أن الشركة صرفت حتى الآن 23 مليون دينار. وستنفق العام الحالي 11 مليون دينار على عمليات الاستكشاف، منوها إلى أن عملية تقدير الاحتياطي لليورانيوم تتم وفق أحدث الحواسيب.

ورغم مداخلة وزير الطاقة والثروة المعدنية واستعداده لإطلاع النائب الخرابشة على كل ما يطلب من معلومات، أبقى النائب محمود الخرابشة على استجوابه الذي أعلن عنه عند رده على السؤال الوارد إليه من قبل الحكومة السابقة.

الاستجواب الثالث، الذي حط بين يدي الحكومة في لقائها الأول مع النواب كان من النائب فواز الزعبي حول خصخصة شركة توليد الكهرباء وشركة كهرباء إربد إلى وزير الطاقة والثروة المعدنية.

النائب الزعبي أوضح في مداخلة أثناء تحويل السؤال إلى استجواب أن الحكومة الحالية ووزير الطاقة الحالي ليس هما المعنيان بالاستجواب، إلا أنه أكد أن لديه العديد من الوثائق الأصلية حول الموضوع، طالبا الحكومة بإجابته عن كل الأسئلة مع إبقاء الاستجواب.

الأمر لم يقف عند حد الاستجوابات الثلاثة. وإنما شهدت الجلسة أيضا تهديدات من قبل نواب بتحويل أسئلة إلى استجوابات في وقت لاحق، إذ لوح النائب فواز الزعبي إلى وجود شبهات فساد في مؤسسات حكومية.

كما لوح النائب أحمد الهميسات بتحويل سؤاله إلى استجواب. وأعطى النائب زيد شقيرات مهلة للحكومة الجديدة للإجابة عن سؤاله الذي كان قد طرحه على حكومة سمير الرفاعي السابقة حول عدد الهيئات المستقلة.

خلال الجلسة، التي استهلها رئيس مجلس النواب فيصل الفايز بتقديم التهنئة للحكومة الجديدة ورئيسها معروف البخيت على الثقة الملكية السامية بها، طلب نواب تأجيل مناقشة السؤال من أجل إعطاء الفرصة الكافية للحكومة لدراسة الأسئلة.

بداية الجلسة شهدت كلمة من لدن رئيس الوزراء معروف البخيت، قال فيها إن "الحكومة بدأت بالإعداد المفصل للبيان الوزاري الذي ستتقدم على أساسه بطلب الثقة من مجلس النواب".

وأضاف أن "الحكومة تأمل بعلاقة متكافئة بالتعاون والتكامل مع المجلس في خدمة المسيرة المظفرة ورايتها الخفاقة في ضوء محددات الدستور ونصوصه البينة وبما يحقق أماني وتطلعات الشعب الأردني".

ولفت إلى أن الحوارات المبكرة مع المجلس، والتي سبقت إعلان تشكيل الحكومة كان لها دور رئيس ومهم في تحديد ملامح رئيسة لبرامج الحكومة وسياساتها، حيث حدد كتاب التكليف السامي إطارها العام وأوضح بدقة غاياتها وأهدافها العامة وشروط نجاحها.

وقال البخيت إن "الحكومة تؤكد أمام مجلسكم التزامها التام بتنفيذ كل ما جاء في كتاب التكليف السامي وفي كتاب الرد، وبحيث يكون البيان الوزاري ترجمة برامجية توضح السياسات العامة والبرامج التي ستعتمدها الحكومة لغايات تحقيق النقلات النوعية على صعيد الإصلاح السياسي، ومراجعة البرامج الاقتصادية وإرساء الحوار نهجا دائما متصلا عبر آليات تكفل مأسسته وديمومته، وليكون لمجلسكم الموقر الدور الأكبر على هذا الصعيد أو من خلال المشاركة الفاعلة".

وقال إن العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية تتطلب أعلى درجات المكاشفة والمصارحة بأن تكون المعطيات والوقائع واضحة ومحددة لبناء علاقة متكافئة في خدمة العملية التشريعية، وتكريس الرقابة البرلمانية بما يخدم الأداء ويعزز المنجزات، ويقدم النموذج الذي يترجم المنجز الديمقراطي الأردني.

خلال الجلسة أعلن وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي في رده على سؤال للنائب محمود الخرابشة حول نقابة المعلمين أن الحكومة تدعم إنشاء نقابة للمعلمين.

وقال النعيمي إن مجلس الوزراء أقر بمطالب المعلمين وإيجاد إطار نقابي لهم من خلال الحوار، لافتا إلى أن الحكومة ستستكمل الإجراءات القانونية لإنشاء النقابة للمعلمين وفق الأطر القانونية خلال فترة وجيزة.

ووجه خلال الجلسة النائب عبدالرحمن الحناقطة التحية للشعب المصري الذي أطاح بثورته نظام حسني مبارك، فيما قالت النائب ناريمان الروسان "غاب عن الرئاسة تهنئة الشعب المصري بالخلاص من نظام الفساد"، ووافق المجلس على رد الطعن المقدم بصحة نيابة رعد بن طريف.