ماذا سيكتب المؤرخون العرب عن مرحلة ما بعد الشهيد صدام حسين؟

ماذا سيكتب المؤرخون العرب عن مرحلة ما بعد الشهيد صدام حسين؟
أخبار البلد -   أخبار البلد - 
 

عندما يكتب المؤرخ عن حدث ما أو شخصية أو شعب أوأمة في زمن من التاريخ .فانه يدون ما يستحق الذكر من أحداث وأعلام وحروب ووقائع .
إذ أن تسلسل الأحداث التاريخية وسردها يشبه أسنان المنشار بعضها بارز وقاطع وبعضها غائر،ومثل ذلك يهتم المؤرخ بتدوين الأحداث البارزة والمفاصل المهمة ويُغفل ذكر الأحداث الصغيرة،كذلك يقف عند جليل الأعمال التي قام بها الأعلام البارزون ويترك الحديث عن الصغار والأقزام إلا ما كان مرتبطا بقيم ومعاني أو ما كان له علاقة بالنواة والمركز والمفاصل التي ذكرنها.
وينطبق على هذا القول قول الشاعر:
وكم من رجل إذا عددته بألف عداد يعد وكم من رجال تمر بلا عداد

وعندما نتناول رؤساء وقادة الأمة العربية والإسلامية وأفعالهم الباخسة أو العظيمة وما بين مواقف الخيانة والعمالة من جهة ومواقف العظمة والرفعة والشرف من جهة أخرى، فإننا لا بد وأن نقف عند القائد الشهيد صدام حسين ،ومحورها وقفة العز والشموخ والاقتدار التي وقفها في عدة مواقف من تاريخ حكمه في العراق ،فقد ترك هذا الرجل بصماته وأثاره الخالدة في مدرسة الفكر والنضال الوطني والقومي العربي والإنساني،وهو في سياق التحليل والتدوين لفصول من التاريخ سنكتب عن رجل المبادئ والمناضل والقائد القومي وهو رئيس غير تابع بنى نهجا من الخصوصية والاستقلال والتميز يصلح أن يكون مدرسة لأهل الفكر العربي .
سيأتي مؤرخو الأمة يوما ما ولو بعد خمسمائة عاما كما كان يحسب صدام حسين للتاريخ حسابه وهو الذي قال نريدهم أن يكتبوا عنا كشجعان لا مفرطين ولا أنذال..
نعم سيأتي مؤرخون وسيكتبون عن المرحلة التي عاش فيها القائد صدام حسين،وعن عراق صدام حسين وما بعد صدام حسين.
فماذا سيكتبون وماذا سيقولون؟؟
سيكتبون أن هناك مراحل مر بها العراق والأمة العربية وفلسطين . ففي المرحلة التي عاش فيها صدام حسين ،وكان نائبا لرئيس العراق أو رئيسا للعراق وأمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي والتي امتدت 35 عاما. شهدت هذه المرحلة الحيوية والنشاط والنضال ضد الاستعمار والرجعية العربية والإمبريالية والصهيونية،بحيث احتل العراق موقع المركز والصدارة الإشعاعية للأمة العربية بما شهده من حالة نهوض وتقدم وتطبيقات في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية،فمثلا :ضرب يد الإقطاع ،واعترف للأكراد بالحكم الذاتي ،وأمم شركات النفط الغربية والأميركية المعادية لمصالح الأمة، وضرب وفكك شبكات عملاء الموساد ودعم الثورة الفلسطينية ماديا ومعنويا،حتى أن أسرة الشهيد نالت 10 آلاف دولار وأسرة الاستشهادي نالت 25 ألف دولار وأسرة الجريح نالت 1000 دولار ووفق سجلات رسمية من المستشفيات ووهبت لولي أمر الشهيد ووفق الشرع،وهو ما أغاض المحتل الصهيوني وحليفه الولايات المتحدة الأميركية، واخترق نظرية الأمن الإسرائيلي بصواريخه ،وفوق هذا وذاك ارتفعت مكانة المرأة العراقية إلى أصبحت توصف بالماجدات العراقيات وشكلن 30 بالمائة من القوى العاملة والمستخدمة ،


ولا شك أن هذه الفترة في سفر العراق كانت غنية بانجازات كثيرة وبدور قيادي وريادي للعراق يحسد عليه ،وسيأتي المؤرخ الحصيف على مرحلة ما بعد صدام حسين،فيكتب عنها أنها فترة بدأت بشن حرب وحصار ظالم امتد 13 عاما من عام 1990ـ عام 1991 م ثم انتهى بعدوان ثلاثيني تقوده الولايات المتحدة الأميركية إلى أن يأتي على إسقاط النظام بعد حرب استمرت 22يوما ،وفي التاسع من نيسان 2003 دخل مغول العصر إلى بغداد يقودهم جورج بوش الابن ومعه بول بريمر الحاكم اليهودي على ظهر دبابة أميركية وتتبعه مجموعة من الوجوه الباهتة والوجوه "الكالحة أو أو العاهرة سياسيا ،وسنقرأ في سفر التاريخ أن قائد الأمة العربية لم يستسلم أو يهرب من وطنه. فقد أطلق العنان للمقاومة العراقية . ففي اليوم العاشر منه كان العراق مع موعد أول عملية في بغداد ،وتواصل دور القيادة العراقية ولا زالت حتى اليوم يقودها نائبه المجاهد عزة ابراهيم الدوري .
سقط الولد الأول .فقال القائد صدام :عفية يا النشمي ،وجاء خبر الثاني فقال :عفية يا النشمي،وجاء خبر الثالث :فقال:عفية يا النشمي.
وعندما قبض عليه وذهب للمحكمة استهزأ بقضاتها المزيفين ،وبالمدعي العام الذي تعلم في جامعات العراق وأكل من صحن انجازات البعث العراقي ليبصق فيها.
وبعد أن قبضوا عليه ولبسوا الأقنعة السود ليعكسوا الظلمة التي يتسترون بها:وقف القائد غير هياب ،وقال:لا أريد أن ألبس قناعا،وبحلق فيمن وقفوا حوله يضحكون ويقهقهون وقال لجلاديه: أهذه هي المرجلة يا مقتدى؟! . ووقف وقفة عز وكبرياء شامخة متحدية ،وقال :عاش العراق عاشت الأمة العربية المجيدة. عاشت فلسطين حرة عربية.
هذه هي فلسفة الشهيد ،وفلسفة البعث العربي إذ أن البوصلة التي لا تشير إلى فلسطين بوصلة مشبوهة.
وسيكتب المؤرخ عن مرحلة ما بعد صدام حسين .
وسيدون أشياء كثيرة وقد فضحت الدول الكبرى أزلامها وحررت وثائقها المحفوظة في الزمن الآتي.
ففي هذه المرحلة شهدت حالة انحدار كبير في المفاهيم والرؤى الفكرية والسياسية العربية،وانطلقت الجماهير العربية في ثورات أطلق عليها ثورات الربيع العربي ،ورفعت شعار إسقاط الحكام وتطبيق الديمقراطية ،ولكنها غيبت شعار تحرير فلسطين،وشعار الوحدة العربية،والحياد الايجابي،وعدم تدخل القوى الكبرى ،وأصبحت ثورات عربية مدفوعة بعون وتدخل أجنبي أشبه ما يكون بثورة الشريف حسين بن علي،وتلعب فيها الأصابع الأجنبية من فرنسية وأميركية وفارسية وتركية وبريطانية ويظهر فيها برنارد ليفي اليهودي مُنظرا كما لعب لورنس مع فيصل بن الحسين ،وظهر تكالب عجيب وتناحر بين ذات الأطراف تارة في بلد وتحالف وتجاذب في بلد آخر بحيث يصيب الدوار رأس المشاهد مما يحدث بين الولايات المتحدة وإيران من اتفاق في العراق واختلاف في سوريا ،والأهم والأنكى أن اتجاهات دينية إسلاموية تمد اليد لدول الغرب كي تدعمها وتتحرك الطائفية والاثنية وتتراجع هيبة الدولة القطرية العربية ،ثم أن دور العراق غاب عن التأثير في واقع الأمة العربية ،وموقفها تجاه القضية القومية المركزية (قضية فلسطين)،وسيشعر المؤرخ وهو يكتب بحزن عميق لما آل إليه مصير الأمة العربية بعد غياب القائد وحزبه عن إدارة وسلطة الدولة العراقية ،وهو يشير لقول الشاعر:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ولكن المؤرخ سيعود مرة أخرى ليقدم أملا في مستقبل الأمة العربية والإسلامية قائلا :أن أمة أنجبت محمد بن عبدالله رسول الأمة ،ومجموعة الصحابة والتابعين والمجاهدين إلى يوم الدين وفيهم سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد ومعاوية بن أب سفيان، وطارق بن زياد ،وصلاح الدين الأيوبي، و جمال عبدالناصر،وصدام حسين،وعامر السعدي، وعزة إبراهيم الدوري وياسر عرفات ،وجورج حبش وأحمد ياسين ،وعبدالوهاب الكيالي وغيرهم كثر. لن تعدم الحيلة في ميلاد جيل عربي جديد مؤمن بالرسالة العربية والإسلامية السمحاء وبصنع حالة من الاقتدار والتاريخ العربي الجديد لن يتوقف عند حالة من السكون ولا عند طغمة حاكمة مأجورة وفاسدة تحكم العراق أو غيره ولأن تاريخ أمتنا لا يتوقف عند حالة واحدة .فرغم أنه شهد حالات عديدة من الانكسار والهبوط والانحسار والجمود ،ولكن جماهير الأمة المناضلة والواعية كانت تصارع هذه الحالات فتعود الأمة إلى دورها في لصدارة والحضارة مرة أخرى .ولن تطول هذه المرحلة الكئيبة يا شهيد الأمة،فاخلد في مرقدك ولتعلم أن أجيالا من الأمة العربية الصاعدة في أجيالها وشبابها الواعد ومنهم :الصداميين تتحرك شوقا للثأر من قاتليك وإرساء رسالة الأمة العربية الخالدة ورسالة البعث القومي الأصيل الذي سموت بها بفعلك وأثبت من خلال علم العراق وراية ألله أكبر أن العلاقة الصحية يجب أن تقترن بين العروبة الإسلام مثلما يجب أن تقترن حرية العراق بتحرير فلسطين ،وأنت القائل :اننا عندما نحارب في الجولان فاننا نحارب لتحرير فلسطين.نم قرير العين يا صدام وغير محزون.إذ أن الذين تآمروا على عراقك وعليك اكتووا من جماهيرهم بينما اكتويت من أمريكا.

أ.عبدالعزيز أمين عرار/ مشرف التاريخ في مديرية قلقيلية


شريط الأخبار ارتفاع الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان في أسبوع مؤتمر إغاثة القطاع الصحي في غزة يوصي بتوزيع العلاج في القطاع الملكة رانيا تعلن حمل الاميرة "ايمان" بمنشور دافىء .."بس الجاي اغلى" (صورة) شكاوى من غياب إنارة طرق المواقع السياحية في عجلون "الطيران المدني" تدرس طلبا جديدا من شركة طيران أردنية لتسيير رحلاتها إلى دمشق الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء اليوم إعلام عبري: حماس ستسلم اليوم قائمة من سيتم إطلاق سراحهم غدا عقوبات صارمة للمتعدي على الأراضي الحرجية استمرار الأجواء الباردة في أغلب المناطق الجمعة وعدم استقرار جوي الأحد بريطانيا تقدم 8.1 مليون دولار لدعم برنامج (اليونيسف) في الأردن هيئة الأوراق المالية تتطلع لإلزام شركات مؤشر بورصة عمان ASE 20 بتطبيق معايير الحوكمة البيئة والاجتماعية بحلول 2026 60 مليون دينار هدر وزارة الصحة للأدوية سنويًا 190 شخص مجموع رواتبهم التقاعدية سنويًا 11 مليون دينار الملك يبحث هاتفيا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية امرأة تقدم على إحراق زوجها باستخدام الكاز 8.1 مليون دولار لدعم التعليم للأطفال في الأردن الصفدي من دافوس: خطر انهيار وقف النار في غزة "سيفتح أبواب الجحيم".. والأحداث في الضفة مقلقة جداً فرض كفالة إضافية بـ (2) مليون دينار على شركات البورصات الاجنبية الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة الخميس .. تفاصيل الاحتلال يحرق منازل فلسطينيين بمحيط مخيم جنين