أخبار البلد -
يومان فقط مرا على عقد المؤتمر الوطني لتعزيز منظومة النزاهة في البحر الميت ولا زلنا ننتظر توصياته ومخرجاته ... فيما الحكومة تكرس ممارساتها التي لا تعرف العدالة ولا الشفافية ولا النزاهة يوما بعد يوم للتأكيد على ان محاربة الفساد وتعزيز النزاهة عبارة عن شعارات ليست لها علاقة بأرض الواقع على الاطلاق..
فالحكومة لم تكتف بالتخلي عن السلطة الرابعة وترك الصحف اليومية تواجه ازماتها المالية دون اي تدخل او مساندة ما خلق ازمات لدى العديد من الصحف اليومية حيث سقطت احداها تحت وطأة الضغوط المالية وبالكاد تمكنت صحيفة اخرى من الخروج من هذه الأزمة بعد ان اسقطت مجلس الادارة الذي تتحكم الحكومة بتعيينه من خلال مؤسسة الضمان الاجتماعي.
وهناك صحيفة ثالثة تصارع الموت وتفجرت فيها الخلافات بين العاملين من جهة ومجلس الادارة التي يترأسه وزير سابق عينته الحكومة من جهة اخرى ولا نعلم ما سيؤول اليه الصراع المحتدم الذي وصل الى درجة الضرب بالأيدي اذا لم يتم الاستغناء عن مجلس الادارة.
علاوة على تخليها عن الصحف ما يهدد مستقبل الصحافة الورقية التي تعاني من منافسة الصحافة الالكترونية من جهة وتجفيف منابعها المالية من جهة اخرى عن طريق منع الاعلانات عنها لجأت الحكومة باجهزتها المختلفة الى احداث انشقاق بين الصحف الورقية من خلال محاباة بعضها على البعض الآخر دون سبب او مبرر على الاطلاق ... فوزارة الداخلية وجهت الدعوات قبل ايام قليلة الى بعض رؤساء التحرير والكتاب دون ان تشمل هذه الدعوات كافة الصحف في اشارة واضحة الى محاباة صحف دون غيرها ... ونفس السلوك انتهجته وزارة الخارجية حين دعت رؤساء تحرير صحف بعينها الى نيويورك لمتابعة التصويت على قبول الأردن بعضوية مجلس غير دائم في مجلس الأمن دون الأخذ بعين الاعتبار للصحف الأخرى بل ان الوزارة ارسلت احد موظفيها لأخذ جواز سفر احد رؤساء التحرير للحصول على تأشيرة لامريكا واعادته الى صاحبه.
اما ثالثة الأثاني فكانت دعوة رئاسة الوزراء لعدد من رؤساء تحرير الصحف وكتابها لحضور لقاء رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في فندق الأردن خلال زيارته الأخيرة للبلاد.
الأهم من ذلك كله ان وزير الاعلام الذي يعتبر عين الحكومة على الصحافة زار بعض الصحف اليومية الزميلة وتجاهل بعضها الآخر وكأنها غير موجودة.
محاباة صحف على حساب اخرى امر ليس غريبا فقد اعتدنا عليه من قبل حكومات سابقة ... اما الغريب في هذا الأمر فهو توقيت الاجراء الذي اتخذ بعد يومين من مؤتمر تعزيز منظومة النزاهة الذي عقد في البحر الميت يوم السبت الماضي الذي يعول عليه كثيرا في محاربة الفساد بكافة اشكاله وتعزيز منظومة النزاهة الأمر الذي يؤشر بوضوح على ان هذه المؤتمرات والقرارات التي تصدرها الحكومة لا قيمة لها وانها لا تعدو كونها قوانين غير نافذة لا فائدة منها.
فالقانون غير النافذ كعدم وجوده لا قيمة له على الاطلاق ... وكل ما يقال عنه لترويجه وتسويقه لا يعدو كونه ذرا للرماد في العيون !!!
وانطلاقا من ممارسات الحكومة بكافة اجهزتها ومؤسساتها المسيئة للصحافة والتي ستؤدي في حال استمرارها الى تدمير الصحافة الورقية والقضاء عليها قضاء مبرما ولعدم اتخاذ اية خطوة على طريق مد يدها للصحافة ودعمها نجد انفسنا ملزمين بمقاطعة الحكومة وعدم نشر اخبارها ...
والأنباط اذ تعلن مقاطعتها للحكومة تؤكد التزامها الذي لا يرقى اليه الشك بقضايا الوطن والمواطن ومتابعة شؤون الشعب واحتياجاته ومطالبه ونشر كل ما تراه مناسبا لخدمة قضاياه وتمكينه من الحصول على حقوقه المشروعة مع الايمان الراسخ بالحرية المسؤولة والديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان !!!