"الحبة الزرقاء" الحكومية شائعة ام نكتة ؟!

الحبة الزرقاء الحكومية شائعة ام نكتة ؟!
أخبار البلد -  

الشائعة معلومة غير موثوقة لا يسندها سند،وخبر مفبرك لا يؤيده دليل.غالباً ما تتم صياغتها في الدوائر الاستخبارية و في الصالونات السياسية،و احياناً يطلقها حاقد باتجاه خصمه.للشائعة دوافع كثيرة اهمها اغتيال الشخصية للحط من مكانتها وتشويه صورتها.انواعها متعددة لكن اكثرها تداولاً تلك المدفوعة بالكراهية التي تدل على خسة مُطلقها و" قلة دينه و ادبه".المُشيّع يُسقط من حيث يدري او لا يدري نقائصه على ضحيته ليشبع ميوله العدوانية بان هناك ساقطاً مثله.الشائعة بالمحصلة سلاح محرم شرعاً ومدان اجتماعياً لتدميرها الشخصية الانسانية.لهذ وقفت الاديان ضد رذيلة الشائعة و لعنت اصحابها فجُلهّم من الزُعارِ و الدُعارِ وسفلةِ الاشرار. 

*** اما النكتة اللاذعة يطلقها الاذكياء خفيفو الظل،محترفو السخرية. ـ تحديداًـ هي رسالة مُشفرة تحمل في ثناياها قضية عادلة،و تنقل رغبات مجموعة من الناس لاصحاب القرار وكبار المسؤولين ممن اغلقوا ابوابهم في وجوه المراجعين،و اداروا ظهورهم للمظلومين .تارةً تحمل مظلمة لصاحب الحل والربط ليرد لها حقها ممن ظلمها و احيانا توجه انتقادات حادة و خادشة لإؤُلي الامر .لذلك تلبس النكتة اثوابا متعددة و تتخذ اشكالا مختلفة لعبور الحواجز الامنية و التعقيدات الادارية للوصول لمراميها،و تتقلب في احوالها بين جارحة كالشفرة،ناعمة كتغريدة،مدوية كالطلقة،وتارة تكون قاسية كالصفعة، متفجرة كقنبلة عنقودية،تتطاير شظاياها في كل الاتجاهات. 

*** الشائعة تُقوّض البيوت لما تحمله من مواد تدميرية،لان مُبرمجها انسان حقود حسود لئيم، تماماً كصاحب حديث الافك الذي هز السماء وزلزل الارض.بمعنى انها زلزلة اجتماعية فضائحية تفوق السبع درجات على مقياس ريختر الجماهيري.بهذا الوصف تندرج الشائعة تحت وصف الجريمة الكاملة.المثير فيها انها عصية على الاعتقال،لان ادواتها الجرمية كلمات،و اركانها المادية قبض ريح،فيما النكتة غالباّ ما يغلب عليها البساطة وقوة الدلالة،لاعتمادها اسلوب "البرقية القصيرة" "او "الومضة الخاطفة".الغرابة في ان روح النكتة ازدياد نشاطها في الظروف الصعبة،وارتفاع منسوب مرارتها وسخونة عباراتها طردياً مع فساد النخبة الحاكمة، لذلك تُعتبر التعبير الحقيقي عن نبض الشارع،والسجل الدقيق لقياس الراي العام. 

*** الجماهيرعادةً، تتخوف من الادلاء بارائها في التحقيقات الصحفية،وتهرب من استطلاعات الراي العام، وتخفي الاعلان عن مشاعرها الحقيقة.لذا تراها تنتهج الباطنية،وتختفي وراء "التقية" خوفاً من بطش الاجهزة الامنية،لكنها تتبنى النكتة السياسية بشغف،وتتبادلها شفاهة،وعبر الرسائل النصية، باعتبارها "جرعة الكيف" الوحيدة التي تتعاطاها،رغم ان لها مذاق ملوحة الدمع ومرارة الواقع. 

*** لكل ما تقدم حازت النكتة على شعبية اوسع من المقالة و حضور اعمق من الكاريكاتير لسهولة تناولها وسرعة هضمها وفهمها من المتعلم والأُمي.و لغياب اي بصمة خلفها بات من الصعوبة على الاجهزة المعنية القبض عليها،وعلى دائرة المطبوعات حجبها،والجمارك مصادرتها.فهي تخترق الاسوار وتتسلل عبر الحدود وتعبر الزواريب من دون ان تخشى العسس،وهذا ما يقض مضاجع القيادات العُليا، ويؤرق اصحاب القرار. 

*** الافراط في الكراهية يعمي الابصار والقلوب معاً،ويقلب الحقائق.فاشاعة الشائعات،و اثارة الشبهات من سفلة القوم ، يُعَرضّ خيار الناس للاذى.فحديث الافك مازالت تفاعلاته تتدحرج حتى يومنا مع انه كاذب مكذوب، لكن دعاة الشر مازالوا ينفخون فيه:"إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم......... ". 

*** تاريخنا السياسي و الادبي والديني زاخر بالشائعات الشريرة التي طمست الحقائق و اشعلت الفتن وشوهت معالم الطريق. ابن تيمية الفقيه الخالد رموه بشائعات الزندقة والردة ثم زجوه في السجن. الشيخ الجليل محمد عبده الامام المجدد جردوه من كل فضيلة ورموه بالكبائر..و الامثلة لا تحصى. بيد ان مفتاح الحقيقة هو الاستقامة و الامانة في تلقي الخبر ونقله،والوقوف عند حدود قول رسول الله :" اذا علمت مثل الشمس فاشهد و الا فدع ". 

*** ما يميز النكتة الشعبية انها تُسقط الحصانة عن الكبار،ولا كبير امامها مهما بلغ حجمه او منزلته ،و لا احد في منأى عن طنينها المزعج و لسعاتها المؤلمة.هي تضرب بالعمق،وتضغط على العصب الحساس لصاحب القرار لينهض من غفوته،ويؤدي واجبه في احقاق الحق ونشر العدل ورد المظالم،بينما الشائعة كبيرة من الكبائر،وآفة اجتماعية بطلها دائما و ابداً شخص مريض شاع كذبه وشح صدقه. 

*** ما يثلج القلب ويسعد الروح اننا في الاردن اصبحنا اهل نكتة لا نقل خفة دم عن اشقائنا المصريين،ومن باب رد الفضل لاهله فان الفضل في ذلك يعود لدولة عبدالله النسور الذي رفع منسوب الخفة بعد ان "رفع" آخر خرقة تسترنا،فانطلقنا في موجة ضحك هستيري يُعرف في علم النفس بالضحك التعويضي وهو حيلة لا شعورية وفلسفة حياتية للتخفيف من الكآبة والهرب من الضغوطات الحكومية. 

*** لا جدال في ان النكتة سلاح نظيف مشروع لاشاعة اجواء السعادة،لكن الشائعة سلاح ملوث وقذر يعمل على خلق التعاسة.من هنا جرى تحريمها وتجريمها. ولاستجلاب السعادة قاومت حكومتنا الرشيدة استيلاد النكتة عن طريق تعاطي الحشيش والبانجو والحبوب المخدرة، كما هي الحال في الشقيقة مصر،لكنها ابتدعت طريقة آمنة،ارخص تكلفة واقل ضرراً من الطريقة المصرية. فعمدت الى إغماض عيونها عن تهريب "الحبة الزرقاء المقلدة"عبر المنافذ الحدودية من اجل تسهيل الحصول عليها، لكل راغب بـ "50" قرشاً للولوج الى عوالم متعة تدوم، وسعادة تتجدد مع كل حبة.ما عجل بهذه الخطوة التاريخية تصريحات الدكتور العجلوني عن معاناة شريحة مليونية من عجز مخجل.ولمحاربة هذه "الجائحة" الوطنية،تغاضت الحكومة عن بيع "حبة السعادة المزورة " على البسطات و توزيعها بواسطة شبكات منظمة. 

*** قرار الحكومة الجريء بجعل "الحبة الزرقاء" في متناول الجميع ،ليست نكتة سياسية،و لا شائعة مغرضة بل هو الانجاز التاريخي الاهم للحكومة،و احد مآثر الرئيس التي تسجل له بحروف نافرة في سجله السياسي. وان سياسة "رفع" التشديد عن الحبة الزرقاء ساهم في إستنهاض همم الرجال، و "رفـع" شواربهم من حالة التنكيس المخزي الى اعلى درجات الاعتداد بالنفس. 

*** نظرية عبدالله النسور الحديثة في "الرفع" تختلف كُلياً عن نظرية "الرفع، عند عبدالكريم الكباريتي ،تلك التي كانت تشترط الدفع قبل "الرفع".النظريتان وان اختلفتا في كيفية وطريقة "الرفع"، الا انهما تلتقيان بان على الشعب ان يدفع ثمن "الرفع" ،ويبلع "البلاوي الزرقا" التي يقترفها الساسة سواء كانوا محترفين ام هواة. 

مدونة الكاتب الصحفي بسام الياسين
شريط الأخبار ذياب: الضربة الإيرانية أصابت إسرائيل في مقتل وأعادت الاعتبار لمحور المقاومة وأخرجت الناس على الشوارع فرحًا النمري: الضربة الإيرانية على إسرائيل "مجرد رفع عتب" ولم تحقق أي أهداف حقيقية "الثأر لدماء الحبيب هنية".. ما كُتب على الصواريخ الإيرانية قبل انطلاقها نحو مدن الاحتلال - فيديو آفاق للطاقة تعيد تشكيل لجانها الداخلية .. اسماء العبادي: "إيران تصفع نتنياهو بـ 180 صفعة وترفع معنويات الناس" الجيش الإسرائيلي يعترف: قواعدنا العسكرية والجوية تضررت جراء الهجوم الإيراني إسرائيل تعلن الأمين العام للأمم المتحدة "شخصا غير مرغوب فيه" حزب الله: نخوض اشتباكات ضارية مع جنود متسللين لمارون الراس وأوقعنا بهم اصابات محققة الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاربعاء .. تفاصيل في حالة نادرة.. امرأة بـ"رحمين" تنجب توأمين الخامنئي: لدي ما أقوله بشأن فقدان السيد حسن نصر الله وما يجري في لبنان وسأعرض ذلك قريبا القصف الإيراني لإسرائيل - تضرر نحو 100 منزل في مدينة قرب تل أبيب الخارجية الإسرائيلية تنفي اختطاف السفير الإسرائيلي ومرافقيه في قبرص تفاصيل عملية إطلاق النار في "تل أبيب" الأردنيون في ليلة الصواريخ.. دحية على الشظايا وأبو حمزة يشعل سيجارته بنيران مقذوف رئيس الوزراء يتفقد المركز الصحي الشامل في منطقة رحاب بالمفرق ايران تكشر عن أنيابها وتهدد: اي دولة تستخدم اجوائها في ضربنا ستتحمل المسؤولية رسميا.. إعلان نتائج الشامل للدورة الصيفية ونسبة النجاح 62.9 % (رابط) حزب الله استعاد القيادة والسيطرة والميدان شاهد عليه كوريّة جنوبية تبلغ 81 عاماً يخونها تاج ملكة الجمال