طاهر المصري
يسار خصاونه
استوقفتني كلمات الطاهر في حفل تكريمه الذي أقامه دولة رئيس مجلس الأعيان عبد الرؤوف الروابدة حين قال : إنني أوصيت أن أدفن قرب قبر الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح لأكون قريباً من مسقط رأسي نابلس وفي أرضي الأردن .
يسار خصاونه
استوقفتني كلمات الطاهر في حفل تكريمه الذي أقامه دولة رئيس مجلس الأعيان عبد الرؤوف الروابدة حين قال : إنني أوصيت أن أدفن قرب قبر الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح لأكون قريباً من مسقط رأسي نابلس وفي أرضي الأردن .
هذا الرجل كان بحجم ما نريد من المسؤولين أن يكونوا عليه ، أعطى بصمت وكنا نسمع صمته إنجازات وحقائق على أرض الواقع ، لم يتوقف يوماً عن عطائه الذي كان يُمثل لنا روح الرجل المسؤول بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، ولأننا في الأردن علينا واجب احترام وتقدير كل من يعطي ، وجدت أنني مدفوع بالكتابة عن هذا الرجل ، ليس دفاعاً عنه ، فهو لا يحتاجه ، لكنه واجب يستحقه .
الرجل لم يسلم من ألسنة الحاقدين ، ولم ينحنِ لهم ، وهو كغيره من أحرار هذا الوطن لم يلتفتوا أبداً لصياح وضجيج المطبلين ، فهم يعرفون أن البعض يؤلمه نجاح الآخرين ، وأن هؤلاء لا يملكون ما يقدمونه للوطن غير رغباتهم بأن يكون الوطن لهم وحدهم ، متناسين أنه لولا غيرة المسؤولين الشرفاء على هذا الوطن أمثال الطاهر ما كان لهم وجود ، فليتقوا الله فيما يقولون
لم يتراجع أداء طاهر المصري في أي موقع كان ، بل هو يتضاعف دائماً مما يزيد من صياح الذين يروق لهم النقد المسبق .
إنني أكتب عن هذا الرجل اليوم وهو خارج أي منصب سياسي ، ومع هذا لم يفقد منصبه الشعبي الذي سكن منّــا الوجدان ، أكتب عنه بعض ما يستحقه مني على أقل تقدير ، وكل من يعرفني عن قرب يدرك صدق محبتي لهذا الرجل ، وأنني لم أكن يوماً مادحاً إلى لمن يستحق ، وأعتقد أننا لم نفقد بعد الشجاعة أن نقف أمام رجل مثله ونقول له شكراً لك ، نعم ، شكراً لكل من اجتهد وقدّم لهذا الوطن ، وربما يحتاج الرجل في منصبه أن يسمع مثل هذا الشكر لكننا نحذر من الفهم الخاطئ لكلمة شكر .