سعدنا جدا لأن عددا كبيرا من المؤسسات الوطنية والشخصيات والمواطنين العاديين، أعلنوا من خلال برنامج "التيليثون" عن تبرعات سخية لنشامى المنتخب الوطني لكرة القدم، دعما وتقديرا لهم على إنجازهم الكروي التاريخي غير المسبوق وتحفيزا على مزيد من الإنجاز.وأثنى الجميع على هؤلاء المتبرعين واعتزوا بهم، رغم أن هذا الدعم واجب وطني على الذين تسمح إمكاناتهم المادية بهذا التبرع، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، كان على رأس الداعمين للمنتخب، وأول الملتزمين بإيصال هذا الدعم للاتحاد، لتشجيع الجميع على الوفاء بالتزاماتهم التي تحدثوا عنها، وكانوا متحمسين للإعلان عنها عبر وسائل الإعلام، ما أثلج صدور المواطنين جميعا، لأن الخير موجود في جذور كل الأردنيين الذين اعتزوا بالمنتخب وإنجازاته.إن تكلفة مشاركتنا في تصفيات كأس العالم والوصول إلى الملحق العالمي باهظة، وملاقاة فريق الأوروغواي القوي العريق الذي يملك مخزونا كبيرا من التراث والإنجاز الكروي ومعظم لاعبيه من خيرة اللاعبين المحترفين في العالم يعد إنجازا غير مسبوق، وهذه التكلفة باهظة لا يستطيع الاتحاد أن يتحملها بمفرده.إننا نتمنى أن تكون نوايا جميع الذين أعلنوا عن دعمهم منتخب النشامى نوايا صادقة مخلصة، وليست استعراضية أمام الرأي العام ووسائل الإعلام، لأن هذا الأمر محزن ومخجل، يستوجب من الاتحاد الأردني لكرة القدم اتخاذ كل الإجراءات القانونية التي تحفظ حقوقه المالية حتى من هؤلاء الذين وعدوا وأخلفوا.يكفي أن نذكر بأن قيمة المكافآت التي قدمت للاعبي المنتخب والجهاز الفني إلى ما قبل مباراة الذهاب مع الأوروغواي وصلت إلى حوالي 700 ألف دينار، وهي حوافز ومكافآت لا بد منها.لقد أصبحت لعبة كرة القدم خاصة الكرة الاحترافية باهظة التكاليف على من يريد أن ينافس على البطولات والألعاب العربية والقارية والدولية، وهو ما يتصدى له الاتحاد الأردني لكرة القدم الآن بقيادة الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد، ويحتاج الاتحاد لتحقيق هذه الأهداف لدعم كبير من الأطراف كافة.نعود إلى موضوعنا وهو دعوة المتبرعين الأفاضل الذين أعلنوا عن تبرعاتهم لمنتخب النشامى، وحددوا مبالغ التبرع بأنفسهم، أن يسارعوا بالوفاء بالوعد والعهد تضامنا مع هؤلاء النشامى الذين يرفعون راية الوطن بكفاءة وامتياز.