لا أحد يُفسر لنا سر الغضب والشكوى من مدير المواصفات والمقاييس الدكتور حيدر الزبن، ولا تفسير لهجوم بعض المواقع الإعلامية عليه أحياناً إلى حدّ التشهير به، ولكن العارفين بقوى السوق والتجارة يدركون أي حربٍ يواجهها كل من مدير المواصفات والمقايسس ومدير الغذاء والدواء، وكل منهما يحاول الصمود في وجه حيتان السوق الشرسة والتي لا تخاف الله.
العجائب والمرويات نجدها في المواصفات والمقاييس عن نواب في مجلس النواب يتدخلون سعياً لمصلحة تاجر لادخال اسلاك لتمديد الكهرباء في المنازل مخالفة للمقاييس، وآخرون من شخصيات متنفذة وابناء رؤساء حكومات ووزراء سابقون في العدل يترافعون لأجل ادخال بضائع مقلدة ويشتكون على مدير المواصفات لدى وزير الصناعة والتجارة ويدّعون أنه يعطل الاستثمار وهؤلاء حين وقعوا الشكوى كانت من دون اسمائهم الصريحة، لكن الذي يتتبع اسم المكتب من خلال دائرة مراقب الشراكات يعرف أن منهم انجال رؤساء حكومات ووزراء اتعبونا حديثاً هُم وأباؤهم عن الشفافية والفساد ويريدون اليوم ادخال بضائع فاسدة للبلد.
ليت الأمر توقف عند هذا الحدّ، فشخصية نافذة جداً في زمن سابق وتسملت موقعاً مهماً في البلد، ذهبت إلى وزير الصناعة تشتكي إليه مدير المواصفات لعدم ادخال العاب أطفال اوروبية المصدر، وحين سأل وزير الصناعة مدير المواصفات عن ذلك -إذْ إن الشخصية تدعي أن د. حيدر يحرم الأطفال من الألعاب- قام الأخير بالاستعلام عن الشركة والألعاب ليجد ان الشركة دفعت مبلغ ستة عشر ألف يورو لاخراج الالعاب الملوثة واتلافها خارج أوروبا.؟
لا يقف الأمر عند هذا الحدّ فاسطوانات شركة مصفاة البترول التي وجدت دائرة المواصفات انها غير مطابقة للمواصفات، كانت من صنع الهند، والسبب وجود فقاعات هوائية في خط اللحام المحيط بعنق اسطوانة الغاز، واي ضغط او حركة قوية تؤدي لانفجار الاسطوانة، وقرار عدم الإدخال لم يكن سهلاً.
تصادر مؤسسة المواصفات مئات السلع المقلدة إذْ صادرت ساعات مقلدة من محل مشهور في عمان وكذلك العطور المغشوشة من ذات المحل أيضا، وكان يبيعها باعتبار أنها أصلية، والمهم ان حروب حيدر الزبن مع التجار مفهومه لكن مع ابناء الناس من المحامين المترافعين عن حيتان السوق غير مفهومه. والكل يسأل لماذا حيدر الزبن يقاوم بشراسة، ويقولون انه مدعوم، والرجل لا يدعمه إلا سعيه واخلاصه وقوله للمسؤول لا أستطيع، لأنه إذا استطاع في غير حق وقع في مخالفة القانون والفساد.
حيدر الزبن خالف أقرب اقربائه وتدخلت وساطات كبرى لأجلهم ورفض الضغوط، وهو الذي يواجه اليوم أكثر من حرب واكثر من حوت واكثر من جبهة وللأسف إن بعض المواقع الإعلامية احيانا تتبنى التجارة الفاسدة وتطلق نارها على مؤسسة المواصفات والمقاييس، والتي تقوم بجهد كبيير للحفاظ على مستوى السلع الداخلة للبلد ومعها مؤسسات اخرى مثل: الداوء والغذاء والتي لها كل التقدير والاحترام.