خاروف العيد فرحة افسدها الغلاء

خاروف العيد فرحة افسدها الغلاء
أخبار البلد -  
خاروف العيد .. فرحة أفسدها الغلاء ..!!
خالد الخريشا
الهم يكبر، وصداه لا يكاد يفارق أذنيه، ليعود من جديد، كلمات ترن كل صباح ومساء في أذان أرباب الاسر التي انهكها الراتب المعاش وكلما اقتربت الأيام ودنا موعد العيد بعض الاباء من الفقراء ينظر الى هذه الايام المباركة نظرة تشائمية بسبب الجيوب الفارغه وقصر ذات اليد، صغارهم يحسبون الأيام والساعات ليأتيهم العيد هذا العام بكل ما هو مبهج، من حقهم أن يحلمون الالتفاف حول «خروف» العيد وسقايته بآخر جرعات من الماء إيذاناً بذبحه ليتمدد طريح الأرض أمام بوابة منزلهم، تلك الصورة التي تأبى أن تفارق أعينهم في كل عام لكن الفقر ضيف دائم يأبى مغادرة عتبات منازلهم ، تكاثرت عليهم هذا العام الاعباء المالية بسبب مسلسل غلاء المعيشة الذي يتفاقم مع كل صباح جديد، هموم باتت تتراكم لتؤدي الى امل مظلم وضائع لاقتناء خاروف العيد وغالبية المواطنين يطلقون علية ( خازوق العيد ) .

تزامن عيد الأضحى لهذه السنة مع تنامي أعباء الأسر الاردنية وهذا الحال يأبى ان يفارقهم، فما إن انتهت الاسر المنهكه من إحصاء تكاليف رمضان وعيد الفطر ثم الدخول المدرسي والجامعي، حتى هل هلال الأكباش وهي تتراقص على أسعار فاقت قدرة المواطن الشرائية وبالنسبة إلى المتتبعين، أسعار الاضاحي البلدية فلكية في ظل تاكل الدخول وعدم صرف رواتب تشرين الاول الحالي حيث يرى مراقبون ان خاروف العيد هذه السنة للفرجة فقط لكن هذا لم يمنع ميسوري الحال من الطبقة الغنية من تنفيذ هذه السنة المؤكدة .
مع إطلالة العشر الأوائل من ذي الحجة أو ما يصطلح عليه ب"العواشر" تبدو حركية الأذهان ويملأ حديث الناس الانشغال بتدبير خروف العيد "الكبير" أو عيد الأضحى وإذا كان الفقراء والمعوزين واصحاب الدخول المسحوقه ، قد تخلصوا لحسن حظهم من هذا الهوس، فإن اصحاب الدخول المتوسطه، أيا كانت وظيفتهم، يصرفون جزءا غير يسير من تفكيرهم في ترتيب الأجرة الشهرية للحصول على "كبش" العيد.
وتزداد وطأة الإحساس والهم بتدبير خروف العيد ارتباطا بالنظرة الاجتماعية للمضحي وغير المضحي، وأمام رغبة الأبناء الملحة في مداعبة خروف العيد والتلذذ بشواء لحمه وصنوف طهيه، وهي فرصة قل أن تتكرر إلا بحلول المناسبة ويؤكد رجال الدين إن المناسبة في أصلها الشرعي ليست هرولة "لحمية" وأزمة "مادية"، إنها في أصلها سنة مؤكدة من عملها أجر، ومن تركها لا يزر، سنة تعيد للأذهان الانقياد الطوعي لشرع الله وحوار الطاعة المطلقة بين أب الأنبياء والذبيح إسماعيل عليهما السلام.


وفي المقابل يعاني الفقراء وذوو الدخل المحدود من ارتفاع أسعار الخرفان بسبب المضاربات في البيع التي يقوم بها مختصون في السمسرة بأسواق الأغنام، حيث يقومون بشراء الأكباش بثمن معين من لدن أصحابها ومربيها، ثم يعيدون بيعها للزبائن بسعر أعلى وخلال جولة سريعة على حضائر الاغنام التي انتشرت بالزرقاء بشكل ملفت للنظر وصل سعر الخاروف البلدي الذي يزن 55 كغم ( قائم) ما بين (250-300) دينار باسعار مرتفعة ليست ببعيدة عن اسعار عيد الاضحى الماضي لكن في المقابل هناك الخراف المستوردة خاصة الاسترالي الذي وصل سعره (210) دنانير والخاروف الروماني الذي وصل سعره (190) دينار لكن غالبية المواطنين يفضلون الخراف البلدية ولا يستسيغون الخرفان المستوردة متعددة الجنسيات.
وتتخلل بورصة أثمان الأكباش في أسواق الحلال تجاوزات وحالات غش كثيرة، من بينها ما يقوم به البعض من تسمين الخروف بطريقة سريعة تتضمن تحايلا على المشتري من أجل الإقبال على كبش سمين ورخيص في نفس الوقت وبعض التجار يقوم بتعطيش الخاروف بعد ان خلط مع علفه كمية كبيرة من الملح وقبيل عرضه في السوق يقوم بتقديم الماء له حتى يزيد وزنه وينتفخ ويظهر كأنه سمين.
ويعبر الفقراء عن نفورهم من شراء الخاروف البلدي خلال عيد الأضحى بسبب ثمنه المرتفع الذي يجعل الموظف الصغير أو العامل البسيط عاجزا تماما حتى عن لمس صوف هذا الصنف من الأكباش، في ضواحي الغويرية ومنذ عشرة سنوات تحلم الارملة ( ام العبد) ان يكون في حوش منزلها المتهالك خاروف العيد تترنم بصوت ثغائه وقالت انها تحلم أن تتحقق امنيتها بالاضحية عنها وعن زوجها المتوفي لكنها في المقابل ترتطم باحلام اليقظة بعد ان تصحوا من غفوتها وتتفاجأ بالاسعار الفلكية لخاروف العيد مع قلة ذات اليد وتكتفي بالقول ان سيد الخلق ضحى عن أمته ( بكبشين أملحين) كما ان الحاجة ( زهرة) والتي تقطن حي برخ لا تتذكر انها ادت فريضة السنة النبوية المؤكدة بخصوص خاروف العيد وقالت ان بعض الجيران يتفقدوها باضحياتهم منذ زمن واكتفت بالقول ان الفقراء محرومون من كل شيء واخر شيء نفكر به هو خاروف العيد الذي هو حلم بعيد المنال وقالت ضاحكه ان الخاروف والعيد للاغنياء , والفقراء وجهوا رسالة رثاء للخاروف منذ سنين ونتمنى على الحكومات الرشيدة بث ذبائح العيد بصورة مباشرة لاننا اصبحنا لا نشاهد الخاروف البلدي الا في الافلام الوثائقية

وفي سياق متصل، يتحكم "السماسرة"، وهم الوسطاء الذين يشترون الأكباش من عند أصحابها ثم يبيعونها بسعر أعلى، بشكل كبير في "بورصة" بيع الأغنام في أسواق الحلال، حيث يستطيعون رفع الأثمان حسب هامش الربح الذي يرغبون فيه دون الأخذ بعين الاعتبار عامل معاناة الزبائن وحالتهم المادية المتأثرة من جراء توالي مناسبات الصيف ورمضان والدخول المدرسيه والجامعية التي استنزفت ميزانياتهم بشكل حاد.
شريط الأخبار سقوط شظية بطول مترين في السلط منفذا عملية يافا طعنا جنديًا واستوليا على سلاحه... وتضارب الأنباء حول عدد القتلى والجرحى إعادة فتح الأجواء الأردنية سقوط شظايا فوق سطح منزل في المفرق بيان صادر عن وزارة الداخلية الأمن العام يدعو المواطنين إلى الابتعاد عن أي جسم غريب والإبلاغ عنه القوات المسلحة تضع كافة التشكيلات والوحدات على أهبة الاستعداد... وتدعو المواطنين للبقاء في المنازل الجيش يدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم بعد إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل 200 صاروخ في نصف ساعة.. إيران تضرب إسرائيل والأخيرة تتوعد فيديو || الأردنيون يشاهدون من سماء المملكة صواريخ إيران التي هزت إسرائيل... أكثر من 200 صاورخ استهدفت قواعد عسكرية ومناطق حيوية فيديو || 8 وفايات وإصابات خطرة في عمليتيّ إطلاق نار بتل أبيب ويافا... وتحييد منفذيها “حزب الله” يقصف قاعدة عسكرية جوية في ضواحي تل أبيب- (فيديو) هآرتس: هكذا أخرس “ميكروفون الصفدي” كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة أسعار النفط قفزت بنحو 3 بالمئة بعد تقارير عن استعداد إيران لشن هجوم صاروخي على إسرائيل الحوثيون يحرقون ثلاث سفن أجنبية في ثلاثة بحار... وبيان تفصيلي حسان يفوض صلاحيات لـ 6 وزراء - تفاصيل تأهب في إسرائيل عقب توقع هجوم باليستي من إيران.. والبيت الأبيض يؤكد ويحذر ايران إعادة تشكيل محكمة أمن الدولة - أسماء الجمارك تدعو هؤلاء للامتحان التنافسي - أسماء ماجد غوشة: التوترات الإقليمية والحرب في لبنان وغزة تعمق أزمة العقار وتزيد من قلق المستثمرين