خالد أبو الخير
بالامس رحل الجنرال فو نغوين جياب، بطل الاستقلال الفيتنامي عن عمر 102 من السنوات.
جياب الذي طبقت شهرته الافاق، وخاض أشرس المعارك ضد الاحتلالين الفرنسي والاميركي ، وغدا رمزاً ثوريا عالميا للنضال ضد الاستعمار، واستطاع بتكتيكاته العسكرية ان يحقق النصر تلو النصر على قوات تفوق قواته عدداً وعدة وتتقدم عليها تكنولوجيا، وصولا الى تحرير كامل التراب الفيتنامي بطرد الامريكيين من سايغون عام 1975، تعرض ويتعرض الى محاولة تشويه مقصودة تستهدف النيل منه ومن تاريخه بمشاركة بعض قنواتنا العربية التي لا يشق لها غبار.
قبل فترة طويلة بثت قناة العربية برنامجا وثائقياً مترجماً عن هجوم الجنرال جياب على مدن جنوب فيتنام المحتلة من قبل الامريكيين، وربما اعادت بث البرنامج في مناسبات اخرى، جاء فيه:" وفي ذلك الوقت كان الجنرال جياب يستعد لشن اعتداء على مدن الجنوب"، وفي مكان أخر:" بدأ جياب في شن اعتداءه المديني هذا..!"، وبعد ذلك: بدأ الفيتناميون و"الفيتكونغ" اعتدائهم على..". ثم قالت :"والقوات الامريكية لم تعرف اولاًً اهداف هذا الاعتداء". وغيره من النعوت "الاستعمارية" التي تصور المقاوم "معتد"، والان ارهابي.
لا ادري بالطبع هل العملية مقصودة بان يترجم البرنامج"وهو ليس امريكياً فحسب، لكنه اميركي استعماري، لان للكثير من البرامج الاميركية مواقف معتدلة "، حرفياً بهذه الصورة، بهدف غسل ادمغة الاجيال الشابة التي لا تعرف عن تاريخ هذا الرجل، بل واسمه شيئاً، أم انه نتيجة جهل المترجمين والمذيعين الذين وقعوا في فوهة أخطاء الترجمة الحرفية دون معرفة او تمحيص.
ولكن ما هو اثر ذلك على الجيل الناشيء الذي يتابع هكذا فضائيات؟
اولا: سيرسخ في اذهانهم ان الجنرال جياب قاطع طريق أولص أو ارهابي، دون ان يدور في اذهانهم أن هذا البطل الفيتنامي كان القائد العسكري لمعركة تحرير شعبه. كما يعرفه اجداد هذا الجيل وابائه.
ثانيا: يصعب على هذا الجيل البحث في الكتب ليعرفوا الحقيقة في هذا الشأن وغيره من شؤون كثيرة طالها التزوير، وبالتالي ستبقى المعلومات التي يستقيها من هكذا فضائيات هي الراسخة.
ثالثا: سيرسخ في ذهن هذا الجيل ايضا، أن امريكا قوة الخير الوحيدة في هذا الكون، وكل من يعاديها "اشرار".
تلك بضعة افكار اثارتها فيّ مشاهدة هكذا فيلم.. عد وثائقيا، فكيف بالافلام الدرامية التي تنتجها هولييود.. وحجم التزوير فيها كثير ، لا تخطئه العين اذا كانت بصيرة.
للتذكير فحسب، قاد جياب الذي لقب بلقب "نابليون الاحمر" القوات الفيتنامية ضد اليابانيين عام 1944، ثم خاض الحرب الحرب "الهندو- صينية" الاولى والثانية 1946-1975 ضد المحتلين الفرنسيين في شقها الاول، وانتصر عليهم في معركة ديان بيان فو الشهيرة، كما انتصر على الاميركيين وطردهم من بلاده.
بالامس رحل الجنرال فو نغوين جياب، بطل الاستقلال الفيتنامي عن عمر 102 من السنوات.
جياب الذي طبقت شهرته الافاق، وخاض أشرس المعارك ضد الاحتلالين الفرنسي والاميركي ، وغدا رمزاً ثوريا عالميا للنضال ضد الاستعمار، واستطاع بتكتيكاته العسكرية ان يحقق النصر تلو النصر على قوات تفوق قواته عدداً وعدة وتتقدم عليها تكنولوجيا، وصولا الى تحرير كامل التراب الفيتنامي بطرد الامريكيين من سايغون عام 1975، تعرض ويتعرض الى محاولة تشويه مقصودة تستهدف النيل منه ومن تاريخه بمشاركة بعض قنواتنا العربية التي لا يشق لها غبار.
قبل فترة طويلة بثت قناة العربية برنامجا وثائقياً مترجماً عن هجوم الجنرال جياب على مدن جنوب فيتنام المحتلة من قبل الامريكيين، وربما اعادت بث البرنامج في مناسبات اخرى، جاء فيه:" وفي ذلك الوقت كان الجنرال جياب يستعد لشن اعتداء على مدن الجنوب"، وفي مكان أخر:" بدأ جياب في شن اعتداءه المديني هذا..!"، وبعد ذلك: بدأ الفيتناميون و"الفيتكونغ" اعتدائهم على..". ثم قالت :"والقوات الامريكية لم تعرف اولاًً اهداف هذا الاعتداء". وغيره من النعوت "الاستعمارية" التي تصور المقاوم "معتد"، والان ارهابي.
لا ادري بالطبع هل العملية مقصودة بان يترجم البرنامج"وهو ليس امريكياً فحسب، لكنه اميركي استعماري، لان للكثير من البرامج الاميركية مواقف معتدلة "، حرفياً بهذه الصورة، بهدف غسل ادمغة الاجيال الشابة التي لا تعرف عن تاريخ هذا الرجل، بل واسمه شيئاً، أم انه نتيجة جهل المترجمين والمذيعين الذين وقعوا في فوهة أخطاء الترجمة الحرفية دون معرفة او تمحيص.
ولكن ما هو اثر ذلك على الجيل الناشيء الذي يتابع هكذا فضائيات؟
اولا: سيرسخ في اذهانهم ان الجنرال جياب قاطع طريق أولص أو ارهابي، دون ان يدور في اذهانهم أن هذا البطل الفيتنامي كان القائد العسكري لمعركة تحرير شعبه. كما يعرفه اجداد هذا الجيل وابائه.
ثانيا: يصعب على هذا الجيل البحث في الكتب ليعرفوا الحقيقة في هذا الشأن وغيره من شؤون كثيرة طالها التزوير، وبالتالي ستبقى المعلومات التي يستقيها من هكذا فضائيات هي الراسخة.
ثالثا: سيرسخ في ذهن هذا الجيل ايضا، أن امريكا قوة الخير الوحيدة في هذا الكون، وكل من يعاديها "اشرار".
تلك بضعة افكار اثارتها فيّ مشاهدة هكذا فيلم.. عد وثائقيا، فكيف بالافلام الدرامية التي تنتجها هولييود.. وحجم التزوير فيها كثير ، لا تخطئه العين اذا كانت بصيرة.
للتذكير فحسب، قاد جياب الذي لقب بلقب "نابليون الاحمر" القوات الفيتنامية ضد اليابانيين عام 1944، ثم خاض الحرب الحرب "الهندو- صينية" الاولى والثانية 1946-1975 ضد المحتلين الفرنسيين في شقها الاول، وانتصر عليهم في معركة ديان بيان فو الشهيرة، كما انتصر على الاميركيين وطردهم من بلاده.