محمد علاونة
طلب أمين عمان عقل بلتاجي من مواطني العاصمة مئة يوم كمهلة ليتسنى لأهل عمان رؤية الفارق بين الوضع الحالي وما يدور في مخيلة الأمين يعتبر تحديا على المستوى الشخصي. أولا على مستوى الضجة التي أثيرت حول تعيينه ثانيا.
نجاح بلتاجي وإن كنا نستبعد ذلك لأسباب عديدة سيكون ردا على كل من انتقدوا تعيينه في ظروف غير واضحة والحديث المتكرر عن المؤهلات التي يحملها بعد أن لمع اسمه ثم تسرب بأن الرئاسة لا ترغب بتعيينه ويكون بقرار مفاجىء عمدة العاصمة.
لكن كيف سينجح الأمين وهو يعلم بأن أمانة عمان وعلى مدار العشرة أعوام الماضية أصبحت بيئة خصبة للمتخاصمين التي تمثل عش الدبابير سواء شغلوا هذا المنصب المهم في السابق أو بين المسؤولين الحاليين وبشكل تراكمي يصعب تهشيمه، وكيف سيواجه تلك الخصومات إذا استهدفته.
لطالما أخفقت أمانة عمان في عكس صورة حضارية للعاصمة إما على صعيد التخطيط أو المحافظة على التراث المعماري والبعد التاريخي، وهو ما وعد به الأمين مع عدم وجود آليات تنظيم واضحة ضمن خطط مستقبلية قصيرة وبعيدة المديين، ولطالما قصرت في تقديم الخدمات مع وجود فروقات واضحة بين منطقة وأخرى.
للأمانة فإن الأمين لديه التجربة الكافية، وبخاصة بعد أن شغل منصب وزير السياحة والآثار، كان له لمسات مميزة وبذل مجهودا غير مسبوق في تلك الصناعة.
لكن ما لا يعرفه الامين أو يتغاضى عنه أن عمان تغيرت بشكلها وحاضرها وقاطنيها، فلم يعد المدرج الروماني رومانيا ولا الساحة الهاشمية تجمعا للأخوان العرب.
عمان فقدت مصداقيتها الحضارية وتخلت عن شروط الأصالة، وأطلقت أيدي الرقابة لتحارب الناس في رزقهم، كانوا أصحاب محال أو بائعي بسطات.
الأمانة أهدرت مئات الملايين من الدنانير مما كان يتأتى كدخل ورسوم ومخالفات، ودخلت في مشاريع إما متعثرة أو وهمية، منها ما بقي حبرا على ورق وأخرى في أروقة المحاكم ومكافحة الفساد.
الحديث عن الأمانة يطول من تعيينات وتنفيعات ودوائر وتقسيمات غريبة وعجيبة، أما ما يجب اختزاله في فكر الأمين أنه لا يحتاج لمئة يوم بل لمئة عام.