كثيرون ظنوا ان الشيخ يوسف القرضاوي، الذي «لمّعته» الفضائيات وأضفت عليه بعض القداسة، بل هناك من ظن انه «معصوم» لأنه يفتي بكل شيء ولا يتوقف عن زج الدين في السياسة على نحو يخدم اجندة معينة باتت اكثر من معروفة، بعد ان استبد بالشيخ كل هذا الغضب وانكشف مدى الحقد الذي يُكنّه لمن يخالف مشروع الاخوان او ينتقد شهوة السلطة والاستحواذ لديهم وسعيهم لاقصاء شركائهم في الوطن بل واستعدادهم لاجتثاثهم وترويعهم والتنكيل بهم، فضلاً عن انخراطهم في تحالفات سياسية مشبوهة باتت اكثر وضوحاً بعد اسقاط الشعب المصري سلطتهم في المحروسة، على نحو بدا القرضاوي وكأنه اصيب بمسّ لم يبرأ منه، بدليل تلك اللغة والمفردات والمصطلحات التي يتفوه بها خلف الميكروفونات وخصوصاً من على منابر المساجد، على النحو الذي رأيناه يوم اول من امس في خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب في الدوحة، عندما «قرّر» (كونه معصوماً بالطبع) أن «شيخ الازهر ولا مَنْ كان مفتياً في زمن ما» بأنهما ليسا من العلماء (كذا) لأنهما في رأي سماحته (الذي لا يأتيه الباطل) يُمثّلان السلطة ولا يمثلان الشعب، اما العلماء (في نظره) فهم الذين يمثلون علوم القرآن والسنة ويمثلون حقيقة الشعب وجراحه (!!).
نقول: كثيرون ظنّوا ان الشيخ قد اتعظ بما جرى، وأنه سيقف موقفاً شجاعاً مع ذاته وينبذ منطق الإلغاء والاقصاء ويستعيد لغة التسامح والاخاء والمحبة التي حضّ عليها الاسلام الحنيف، وقبل كل ذلك عدم السماح لنفسه بتكفير الناس او شطبهم لأنهم لا يتماثلون مع خطابه او مواقفه التي هي فئوية وفتنوية في الان ذاته، لكنه بدلا من ذلك يمضي في سبيله موزعاً الاتهامات هنا وهناك ومُصْدِراً «شهادات العِلْم والايمان» لهذا الذي يتبع نهجه ويقرّ «فتاواه» ذات الاتجاه السياسي الواضح والذي يرى في جماعة الاخوان المسلمين (ومن يشايعها من الحكّام والأحزاب) انها تمثل الاسلام الصحيح، وما عدا ذلك كله كفر وزندقة وليذهب معتنقوه الى الجحيم على النحو الذي خاطب به الفريق عبدالفتاح السيسي عندما قال من على منبر المسجد «.. انت يا سيسي كنت وزيراً في عهد مرسي فكيف لك ان تعزله، فلتذهب انت ومَنْ معك الى الجحيم، بعدما حنثت بقسم اليمين امام الله» أي كان على السيسي أن يخضع لجبروت الجماعة وان يدير ظهره لمصالح اغلبية الشعب المصري ويقبل ان يطيع المخلوق (مرسي) ويعصي الخالق، الذي ارسل رسله وانبياءه لاقامة العدل ورفع الظلم والانتصار للفقراء والمستضعفين.. ولكم ان تتخيلوا، أن القرضاوي بات يرى في محمد البرادعي مُنْتصرا للحق ورافضا ايذاء الناس (يقصد ايذاء الجماعة) ونسي الشيخ او تناسى ان «جماعته» هي التي اتهمت البرادعي بالعمالة للاميركان بل ولفقت له «تهمة» من على منصة رابعة العدوية بأنه زار اسرائيل «سراً» لنيل تأييدها لـِ»انقلاب» السيسي.. فعلى من يريد القرضاوي تمرير خطابه؟
ثم تأتي آخر «فرقعات» الشيخ في الخطبة «العصماء» اياها يوم اول من امس، عندما رأى في العدوان الغربي الاستعماري الوشيك على سوريا، بأن ترسانة القتل الاميركية والفرنسية هي «ادوات سخّرها الله للانتقام وأن الله (يُهيّء) مَنْ ينتقم منهم لأنهم (يستحقون) ما يجري عليهم»..
هل ثمة ما يمكن تأويله في كلام الشيخ الذي كان دعا منذ فترة ليست بالقصيرة من الازمة السورية، الى «الجهاد» في سوريا ضد الاسد وحزب الله, الشيعة والروافض والنصيريين؟ ولم يسمع أحد منه كلاماً ولو همساً شبيهاً بذلك، عندما زار غزة بموافقة خطية من نتنياهو ورعاية من محمد «الثالث» مرسي, الذي تنبأت عرّافة يهودية بأنه سيحرر الاقصى, فلم يَدْعُ القرضاوي من غزة هاشم الى فك أسر الاقصى ولم يتمنَ حتى (مجرد امنية) الصلاة في المسجد الاقصى, بل هو وحليفه السلطان العثماني الجديد رجب طيب اردوغان، تمنيا بل اكّدا انهما سيصلّيان «قريباً» في المسجد الاموي, وكان هذا القريب منذ اشهر طويلة، لكن اردوغان يخرج على العالم الان ليقول: ان اي هجوم على سوريا «يجب» أن يتضمن اسقاط نظام الاسد (...) فيما كان عجزه عن تحقيقه.. جليّاً، رغم كل ما بذله من جهود وما حاكه من مؤامرات وما وفره من دعم استخباري ولوجستي وملاذات آمنة وسلاح متقدم للمتمردين وباقي عصابات المسلحين، التي تروّع السوريين وتزيد من معاناتهم وتسرّع في تدمير ما تبقى من بلادهم, وهذا كل ما يهدف اليه السلطان العثماني الجديد ولا يكترث له الشيخ القرضاوي, الذي ضاقت لديه الرؤية واستغلقت عليه العبارة, فلم يعد يُفرّق بين الانظمة والأوطان ومطامع المستعمرين وبعد أن ارتفع لديه منسوب الحقد والكراهية على كل من يخالف رأيه وخطابه الفئوي المنحاز بغير حدود لجماعة خسرت مشروعها وانكشف برنامجها الاستحواذي.
أما الذين سيغضبهم هذا المقال، لأننا مسّسنا بـ»المعصوم»، فإن عليهم أن يتريّثوا قليلاً ويتأكدوا عما اذا كان الشيخ يتحدث في الدين (الذي ليس حكراً عليه ولا على غيره بالتأكيد) أم في السياسة؟ وفي الاخيرة كل شيء متاح عدا ان لا عصمة لشيخ أو متدثر بجلباب.. او مفتٍ.
نقول: كثيرون ظنّوا ان الشيخ قد اتعظ بما جرى، وأنه سيقف موقفاً شجاعاً مع ذاته وينبذ منطق الإلغاء والاقصاء ويستعيد لغة التسامح والاخاء والمحبة التي حضّ عليها الاسلام الحنيف، وقبل كل ذلك عدم السماح لنفسه بتكفير الناس او شطبهم لأنهم لا يتماثلون مع خطابه او مواقفه التي هي فئوية وفتنوية في الان ذاته، لكنه بدلا من ذلك يمضي في سبيله موزعاً الاتهامات هنا وهناك ومُصْدِراً «شهادات العِلْم والايمان» لهذا الذي يتبع نهجه ويقرّ «فتاواه» ذات الاتجاه السياسي الواضح والذي يرى في جماعة الاخوان المسلمين (ومن يشايعها من الحكّام والأحزاب) انها تمثل الاسلام الصحيح، وما عدا ذلك كله كفر وزندقة وليذهب معتنقوه الى الجحيم على النحو الذي خاطب به الفريق عبدالفتاح السيسي عندما قال من على منبر المسجد «.. انت يا سيسي كنت وزيراً في عهد مرسي فكيف لك ان تعزله، فلتذهب انت ومَنْ معك الى الجحيم، بعدما حنثت بقسم اليمين امام الله» أي كان على السيسي أن يخضع لجبروت الجماعة وان يدير ظهره لمصالح اغلبية الشعب المصري ويقبل ان يطيع المخلوق (مرسي) ويعصي الخالق، الذي ارسل رسله وانبياءه لاقامة العدل ورفع الظلم والانتصار للفقراء والمستضعفين.. ولكم ان تتخيلوا، أن القرضاوي بات يرى في محمد البرادعي مُنْتصرا للحق ورافضا ايذاء الناس (يقصد ايذاء الجماعة) ونسي الشيخ او تناسى ان «جماعته» هي التي اتهمت البرادعي بالعمالة للاميركان بل ولفقت له «تهمة» من على منصة رابعة العدوية بأنه زار اسرائيل «سراً» لنيل تأييدها لـِ»انقلاب» السيسي.. فعلى من يريد القرضاوي تمرير خطابه؟
ثم تأتي آخر «فرقعات» الشيخ في الخطبة «العصماء» اياها يوم اول من امس، عندما رأى في العدوان الغربي الاستعماري الوشيك على سوريا، بأن ترسانة القتل الاميركية والفرنسية هي «ادوات سخّرها الله للانتقام وأن الله (يُهيّء) مَنْ ينتقم منهم لأنهم (يستحقون) ما يجري عليهم»..
هل ثمة ما يمكن تأويله في كلام الشيخ الذي كان دعا منذ فترة ليست بالقصيرة من الازمة السورية، الى «الجهاد» في سوريا ضد الاسد وحزب الله, الشيعة والروافض والنصيريين؟ ولم يسمع أحد منه كلاماً ولو همساً شبيهاً بذلك، عندما زار غزة بموافقة خطية من نتنياهو ورعاية من محمد «الثالث» مرسي, الذي تنبأت عرّافة يهودية بأنه سيحرر الاقصى, فلم يَدْعُ القرضاوي من غزة هاشم الى فك أسر الاقصى ولم يتمنَ حتى (مجرد امنية) الصلاة في المسجد الاقصى, بل هو وحليفه السلطان العثماني الجديد رجب طيب اردوغان، تمنيا بل اكّدا انهما سيصلّيان «قريباً» في المسجد الاموي, وكان هذا القريب منذ اشهر طويلة، لكن اردوغان يخرج على العالم الان ليقول: ان اي هجوم على سوريا «يجب» أن يتضمن اسقاط نظام الاسد (...) فيما كان عجزه عن تحقيقه.. جليّاً، رغم كل ما بذله من جهود وما حاكه من مؤامرات وما وفره من دعم استخباري ولوجستي وملاذات آمنة وسلاح متقدم للمتمردين وباقي عصابات المسلحين، التي تروّع السوريين وتزيد من معاناتهم وتسرّع في تدمير ما تبقى من بلادهم, وهذا كل ما يهدف اليه السلطان العثماني الجديد ولا يكترث له الشيخ القرضاوي, الذي ضاقت لديه الرؤية واستغلقت عليه العبارة, فلم يعد يُفرّق بين الانظمة والأوطان ومطامع المستعمرين وبعد أن ارتفع لديه منسوب الحقد والكراهية على كل من يخالف رأيه وخطابه الفئوي المنحاز بغير حدود لجماعة خسرت مشروعها وانكشف برنامجها الاستحواذي.
أما الذين سيغضبهم هذا المقال، لأننا مسّسنا بـ»المعصوم»، فإن عليهم أن يتريّثوا قليلاً ويتأكدوا عما اذا كان الشيخ يتحدث في الدين (الذي ليس حكراً عليه ولا على غيره بالتأكيد) أم في السياسة؟ وفي الاخيرة كل شيء متاح عدا ان لا عصمة لشيخ أو متدثر بجلباب.. او مفتٍ.