جمال الدوري- أثار نشر اسمي في بيان نسب إلى الحركة الوطنية الأردنية استغراب الكثير ممن عرفوني سنين طوالا، وهم مقيمون في غير بلد، وينتمون إلى جنسيات عدة، ولم يأبه أحدهم لفارق التوقيت بين لندن حيث يقيم، وبين الإمارات التي أعيش وأعمل بها منذ 10 سنوات في جريدة الخليج، واتصل متسائلا عن تغير موقفي عما عرفني عليه منذ سنوات طوال.
وحين سألته عما يتحدث، أخبرني عما يسمى بيان الحركة الوطنية الأردنية الذي نسب صدوره إلى عدد من الشخصيات، ومنهم جمال الدويري.
وإن كنت في هذا المقام لا أود الدخول في مهاترات الموضوع الذي أنأى بنفسي عن مجرد الانتباه إليه، إلا أن ما يتوجب ذكره أن جمال الدويري الذي وقع على هذا البيان وله مقالات عدة في عدد من المواقع، هو شخص آخر وليس جمال محمد الدويري الصحافي الذي عمل في صحافة الأردن لنحو 4 سنوات ويعمل حاليا نائبا لرئيس قسم المحليات في جريدة “الخليج”.
والبيان محل الموضوع، ينسب نشره إلى عدد كبير من الضباط المتقاعدين والشخصيات، وكل ما أود قوله في هذا المقام، إن حروف اللغة التي خلقت لتكون حروف القران ولغته ومن بعدها لغة سنتنا النبوية ولغتنا العربية، آمل ألا تستخدم للقذف والشرذمة والتفرقة والتخوين وما إلى ذلك من مصطلحات جاء البيان على ذكرها، فالفلسطينيون والأردنيون بعد هذه العقود الخمسة ليسوا إلا شعبين في بلد واحد، ووصلنا من التآخي والمحبة والعلاقات المشتركة، ما يتوجب علينا أن نبتعد عن كل ما قد يعكر صفو وحدتنا وتماسكها.
ليس كل الأردنيين أنبياء ولا كل الفلسطينيين كذلك، وقد يصدر عن زمرة هنا أو فئة هناك، كلام جارح، أو قد يعتبر مثيرا للفتنة، ولكن هذا الأمر حال كل دول العالم، التي تعيش فيها جنسيات عدة، فلم تعد هناك ارض على وجه البسيطة منغلقة على شعبها، وكلام الفتنة أو الأحقاد وان صدر من أي كان، يجب ألا يدفع العقلاء إلى الانزلاق نحو هاوية تنعكس تداعياتها على الجانبين.
لن أكون الناصح للموقعين على البيان، فالأسماء التي قرأت، كلها من خيرة أبناء الأردن، واعتقد ان الكثير منهم زج بأسمائهم في هذ الخندق الضيق، وكل ما أدعوهم إليه، هو الانتباه إلى ما هو أكبر من ذلك، فالحاقدون والطامعون يتربصون بنا لدفعنا نحو الهاوية، وجميعهم يعلم أن عدونا الحقيقي في هذه الدنيا واضح للعيان ولا يحتاج إلى مجهر لرؤيته، وهو عدو الإنسانية جمعاء، “إسرائيل”.
لا الفلسطينيون اختاروا احتلال بلادهم، ولا عربي شريف فرح بما جرى، وإذا انغلقنا على أنفسنا وانزلقنا خلف هذه المهاترات فإننا بالتأكيد سنخلق بأنفسنا بيئة خصبة لهذا العدو لكي يبث فينا ما يبث من سموم وأحقاد تشغلنا بأنفسنا بعيدا عنه.
إخوتي.. العالم كله يحبس أنفاسه بعد أحداث تونس ومصر، و”الحبل على الجرار” ولا يخفى على عاقل أننا نشهد ولادة شرق أوسط جديد تريده شعوب المنطقة، وليس كما أرادته سيئة الذكر كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، فلننتبه إلى ما يحاك لنا، وان لا نغرق – في الوقت الذي أراد فيه الشعب الحياة -في الطريقة التي نفقد فيها بلادنا وشعبنا، ولنحمد الله على نعمة الأمان والاستقرار في بلادنا، وأن نعمل على بنائه واستقراره، وأن نكون كلنا أردنيين من أصل فلسطيني، وفلسطينيين من أصل أردني.
جمال محمد الدويري
الامارات