هذه ورقة من رزنامة الاخوان المسلمين أقطعها لأقرأ مضمونها الذي يعرفه الكثيرون ورداً على سؤال لأحدهم لماذا يكرهوننا؟ وهي أطروحة في النقاش الفكري وليس في التهجم الاعلامي ومحاولة لمعرفة لماذا تخرج مصر الآن عليهم وقد استفاقت قبل أن يسحبوها الى مغارة الضبع فأسقطت حكمهم قبل أن يستفحل فقد بدأوا معاداة الدولة المصرية حين أطلقوا النار على رمزها عبد الناصر بعد سنوات من التحالف معه والانقلاب عليه مما حدا بالسادات في أول سنة من سنوات الثورة عام 1954 أن يقول (أنهم بوجهين يفاوضوننا بوجه وحين يخرجون إلى الناس يقولون شيئاً آخر) هل هذا ما يجري هنا أيضاً؟ وبين السلطة وحماس؟ وفي تجربة حكمهم وتحالفاتهم مع الأحزاب والقوى السياسية التي يستعملونها سلماً لتحقيق أهدافها فإن وصلوا تنكروا لحلفائهم وانقضوا عليهم أو همشوهم فمن أين جاءهم هذا الفكر؟ وما هي اسباب ذلك؟ والإجابة اتركها للمفكرين والمحللين والباحثين السياسيين ولكني انصرف لأقرأ الورقة من الرزنامة التي تتحدث عنهم عشية واثناء اطلاق (8) رصاصات على عبد الناصر وهو المشهد الذي يختزنه السيسي الآن وهم يتظاهرون من أجل العودة إلى السلطة التي اقتلعوا منها..
في الرزنامة كما يعرف الكثيرون كان الاستعمار البريطاني يريد شرق السويس وفي مصر رد عبد الناصر على اقامة (الحلف الاسلامي) رغم أن الغرب أسس لذلك بغطاء ديني حين تأسست جماعة الاخوان المسلمين في سنوات مبكرة من هذا التاريخ..
وبعد ثورة 23 يوليو 1952 أسس عبد الناصر في وجه حزب الاخوان تنظيم سياسي للثورة اسماه (هيئة التحرير) فغضب الاخوان المسلمون واتصلوا به وقالوا لماذا هذه الهيئة؟ فنحن موجودون..وبدأوا يتصلون بالثورة ليكونوا ذراعها ثم ينقضوا عليها وفي نفس الوقت لاحظ عبد الناصر بعد اتصالاتهم أنهم أصدروا بياناً وقعه الهضيبي سراً لشعب الاخوان في كل مصر «أن من ينضم لهيئة التحرير يفصله الاخوان» وأن الاتصال مع عبد الناصر هو للتغطية..وكاشفهم عبد الناصر بذلك فهوّنوا من ما عملوه ولكنهم واصلوا الحملة على منظمة الشباب الناصري واصطدموا معها بالأسلحة والقنابل والعصي واحراق السيارات والبلطجة معيدين شبح حريق القاهرة ودورهم فيه..
ومع التصعيد بين عبد الناصر والاخوان آنذاك قام أحد قياداتهم عبد المنعم خلاف بزيارة السادات في مقر المؤتمر الاسلامي وكانت رتبته قائم مقام وطلب منه أن يتمكن من مقابلة عبد الناصر لتصفية الخلاف فغضب السادات ورد «هذه هي المرة الألف التي تلجأون فيها إلى المناورة بهذه الطريقة..ماذا تريدون أكثر فخلال سنتين اجتمع عبد الناصر مع جميع أعضاء مكتب الارشاد بمن فيهم المرشد العام الهضيبي ولم تكن جدوى وقد سمعت عبد الناصر يقول (الكلام للسادات) انهم يتكلمون بوجه وحينما ينصرفون يتحدثون إلى الناس وإلى جماعتهم بوجه آخر» ويقول السادات «ما زلت أقرأ من ورقة الرزنامة» كان عندي الأستاذ خلاف في مكتبي يسألني عن الطريقة للتفاهم مع عبد الناصر وقد وعدت أن أتصل به..لم اكن أعرف (كما يقول السادات في مذكراته) «ان زيارته لي كانت في نفس اليوم الذي وضعوا فيه خطتهم الدموية لاغتيال عبد الناصر وانها ستوضع موضع التنفيذ يوم الثلاثاء وهو نفس اليوم الذي أخذت فيه موعداً من عبد الناصر لمقابلة مكتبهم (الإرشاد)»..
كان عبد الناصر يلقي خطاباً في ميدان المنشية بالاسكندرية في 26/10/1954 بمناسبة اتفاقية الجلاء وكان على بعد (15)م يكمن أحد أعضاء الجهاز السري للإخوان المسلمين بمسدسه وقد أطلق (8) رصاصات لم تصب كلها عبد الناصر بل اصابت الوزير السوداني الميرغني حمزة وقد القي القبض على الفاعل واعترف حين أمسكه فوراً الضابط الحلاني وهناك تفاصيل توردها مذكرات السادات وغيره وكان المرشد الهضيبي قد وصل الاسكندرية قبل يوم من الاغتيال وقد اختفى بعدها المرشد طويلاً ثم ظهر من مخبئه ليكتب إلى عبد الناصر انه تبرأ من الحدث ومن الذين نفذوه..لم ينجح الاخوان رغم أنهم عاودوا محاولة اغتياله بعد أحداث اليمن وحين لم ينجحوا في الداخل اعتمدوا الغزو من الخارج فكانت حرب عام 1967 التي قصمت ظهر ناصر وكان للإخوان فيها دور كما اعترفت المصادر الاسرائيلية.. انظر كتاب عبد الله امام الفصل الرابع والخامس (عبد الناصر والإخوان المسلمون)..
في الرزنامة كما يعرف الكثيرون كان الاستعمار البريطاني يريد شرق السويس وفي مصر رد عبد الناصر على اقامة (الحلف الاسلامي) رغم أن الغرب أسس لذلك بغطاء ديني حين تأسست جماعة الاخوان المسلمين في سنوات مبكرة من هذا التاريخ..
وبعد ثورة 23 يوليو 1952 أسس عبد الناصر في وجه حزب الاخوان تنظيم سياسي للثورة اسماه (هيئة التحرير) فغضب الاخوان المسلمون واتصلوا به وقالوا لماذا هذه الهيئة؟ فنحن موجودون..وبدأوا يتصلون بالثورة ليكونوا ذراعها ثم ينقضوا عليها وفي نفس الوقت لاحظ عبد الناصر بعد اتصالاتهم أنهم أصدروا بياناً وقعه الهضيبي سراً لشعب الاخوان في كل مصر «أن من ينضم لهيئة التحرير يفصله الاخوان» وأن الاتصال مع عبد الناصر هو للتغطية..وكاشفهم عبد الناصر بذلك فهوّنوا من ما عملوه ولكنهم واصلوا الحملة على منظمة الشباب الناصري واصطدموا معها بالأسلحة والقنابل والعصي واحراق السيارات والبلطجة معيدين شبح حريق القاهرة ودورهم فيه..
ومع التصعيد بين عبد الناصر والاخوان آنذاك قام أحد قياداتهم عبد المنعم خلاف بزيارة السادات في مقر المؤتمر الاسلامي وكانت رتبته قائم مقام وطلب منه أن يتمكن من مقابلة عبد الناصر لتصفية الخلاف فغضب السادات ورد «هذه هي المرة الألف التي تلجأون فيها إلى المناورة بهذه الطريقة..ماذا تريدون أكثر فخلال سنتين اجتمع عبد الناصر مع جميع أعضاء مكتب الارشاد بمن فيهم المرشد العام الهضيبي ولم تكن جدوى وقد سمعت عبد الناصر يقول (الكلام للسادات) انهم يتكلمون بوجه وحينما ينصرفون يتحدثون إلى الناس وإلى جماعتهم بوجه آخر» ويقول السادات «ما زلت أقرأ من ورقة الرزنامة» كان عندي الأستاذ خلاف في مكتبي يسألني عن الطريقة للتفاهم مع عبد الناصر وقد وعدت أن أتصل به..لم اكن أعرف (كما يقول السادات في مذكراته) «ان زيارته لي كانت في نفس اليوم الذي وضعوا فيه خطتهم الدموية لاغتيال عبد الناصر وانها ستوضع موضع التنفيذ يوم الثلاثاء وهو نفس اليوم الذي أخذت فيه موعداً من عبد الناصر لمقابلة مكتبهم (الإرشاد)»..
كان عبد الناصر يلقي خطاباً في ميدان المنشية بالاسكندرية في 26/10/1954 بمناسبة اتفاقية الجلاء وكان على بعد (15)م يكمن أحد أعضاء الجهاز السري للإخوان المسلمين بمسدسه وقد أطلق (8) رصاصات لم تصب كلها عبد الناصر بل اصابت الوزير السوداني الميرغني حمزة وقد القي القبض على الفاعل واعترف حين أمسكه فوراً الضابط الحلاني وهناك تفاصيل توردها مذكرات السادات وغيره وكان المرشد الهضيبي قد وصل الاسكندرية قبل يوم من الاغتيال وقد اختفى بعدها المرشد طويلاً ثم ظهر من مخبئه ليكتب إلى عبد الناصر انه تبرأ من الحدث ومن الذين نفذوه..لم ينجح الاخوان رغم أنهم عاودوا محاولة اغتياله بعد أحداث اليمن وحين لم ينجحوا في الداخل اعتمدوا الغزو من الخارج فكانت حرب عام 1967 التي قصمت ظهر ناصر وكان للإخوان فيها دور كما اعترفت المصادر الاسرائيلية.. انظر كتاب عبد الله امام الفصل الرابع والخامس (عبد الناصر والإخوان المسلمون)..