أرجوكم أن تأخذوني على قد عقلي فقد سئمت دهلزات أهل السياسة والتنظير.. وقرفت من تصريحات بعض المسؤولين وتحليلات الخبراء الاستراتيجيين التي تشبه
حوسة البندورة ( الحاف ) التي لاطعم لها ولا ( فكاهة ) وطالما سببت لي الصداع والعديد من الامراض العصبية والنفسية .. ولولا نصائح أم العبد لي لكنت الان احد نزلاء مستشفى الامراض النفسية ..
قالت لي : دير بالك يا قاروط على صحتك بكرة لو (فطرزت) بتروح عليك وما حدا بنفعك..
فعلا معها حق أم العبد .. ومن يومها ومهاراتي في فنون الطبخ والنفخ بترفع الرأس .. بلا سياسة بلا غثا بال..
ومن الآخر, أصبّحت طبّاخا ماهرا ويشار اليه بالبنان .. صحيح أن ذلك زاد من ضخامة كرشي اذ يتوجب عليّ أن أتذوق جميع الوجبات لمعرفة درجة نضجها ومستوى الملح والفلفل والبهارات فيها لكن ذلك لم يمنعني من الاستمرار بالعمل بنصائح أم العبد .. فغدوت خبيرا استراتيجيا في فرم الخبيزة والسبانخ والملوخية ومستشارا ( طبايخيا ) لكثير من المطاعم العالمية المتخصصة بتقديم الاكلات الشعبية..
يلازمني شعور بالخيلاء فمهاراتي في صنع المحاشي والمقلوبة والمجدرة و(الطرفان) والمنزّلة والفويرة و الحوسة وقلاية البندورة أدخلني عالم الشهرة وأصبحت ضيفا دائما على (المصحات) الفضائية المتخصصة بفنون السياسة والطهي ..
أطلقوا علي لقب الشيف الاول و صارت الفضائيات تتسابق لتحظى بشرف استضافتي ....
مؤخرا كنت المحاضر الرئيسي في مؤتمر دولي متخصص حول مستقبل البندورة والوجبات التي يمكن ان تصنع منها ..
قدمت ورقة عمل عن كيفية تصنيع سلطة البندورة بالسماق والسلطة بالطحينية وحوسة البندورة بالبطاطا والحوسة بالكوسا وبالزهرة ومع الباذنجان ومع اللحمة مع الأخذ بالاعتبار ان تكون اللحمة غير ( مدهنة ) للأشخاص الذين يعانون من السمنة وتصلب الشرايين وامراض القلب..
في نهاية المؤتمر تم منحي شهادة تقديرية لكوني الخبير الاستراتيجي الوحيد المتخصص في معالجة الامراض النفسية والباطنية الناجمة عن تعاطي السياسة بتناول الحوسة وقلاية البندورة ..
افكر جديا باطلاق فضائية متخصصة بتعليم فنون الطبخ والنفخ بشكل عام والقلاية وحوسة البندورة بشكل خاص وسأعمل على استقطاب أفضل المحللين والخبراء الاستراتيجيين لتوضيح الاستخدام الامثل للبندورة .. قطعا لن يكون من بينهم خبراء استرتيجيون يكتمون انفاسنا وهم يتحدثون في الشؤون السياسية ولا محللون اقتصاديون يرفعون ضغطنا عندما يتحدثون في الشئون الاقتصادية .