في أجواءٍ يملأها الأمل والثقة بغد مشرق نتنسَّم هذه الأيام بكل مشاعر الاعتزاز عبق مناسبة الاستقلال تلك المحطة التاريخية الخالدة التي يفخر بها أبناء الوطن لما تحقق خلالها من انجازات عظيمه على أيدي الغر الميامين من آلِ هاشم الأخيار بعطائهم الذي لا ينضب وجهدهم الموصول في سبيل رفعة الوطن وارتقائه حتى أصبح يشار إليه بالبنان ، فالهاشميون بناة حضارة وصُنّاع تاريخ وأمجاد بإصرارهم على تحقيق الانجاز تلوَ الانجاز وقوة عزيمتهم التي لا تعرف المستحيل فاستطاعوا أن يعيدوا للأمة أمجادها وكرامتها ليظل الأردن موطن عز وإباء شامخ دوماً بعطائه ومنجزاته.
فهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب أبناء الوطن كافة هي بلا شك نقطة تحول مضيئة وانطلاقة مباركة في مسيرة وطننا نحو بنائه وتوطيد دعائمه على أسس ومبادئ رسخها شهيد الأمة العربية والإسلامية جلالة المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين المعظم ومن خلفه رجالات الأردن الأوائل المخلصون الذين ناضلوا لتحقيق الاستقلال ونيل الحرية وتجسيد قوة الإرادة الأردنية بالاعتماد على الذات في تحمل المسؤولية وقيادة الأمور الخارجية والداخلية للبلاد ، ليأتي بعد ذلك الدور المحوري لجلالة الملك طلال بن عبدالله طيب الله ثراه الذي أثرى الوطن بوضع دستور الدولة وتوطيد أركانها وترسيخ دعائمها ثم اعتلى العرش صاحب الجلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه باني الأردن الحديث وواضع أسس نهضته الشاملة بجهد دؤوب طيلة حياته التي لم يتوانى خلالها عن بذل كل ما بوسعه لتحقيق رفاه شعبه ووحدة أمته العربية.
وهاهو جلالة قائدنا الأعلى الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه سائراً بخطى ثابتة على نهج الآباء والأجداد من بني هاشم الأخيار بعزيمةٍ قويةٍ وهمةٍ عالية لينال الوطن الغالي في عهده الزاهر الميمون حظاً وافراً من التطوير والتحديث والنهضة التي شملت كافة مناحي الحياة فتحققت الإنجازات العظيمة بتطلعاته الواعدة وطموحاته في تحقيق غدٍ مشرق لأبناء الوطن الغالي حيث دأب جلالته أطال الله في عمره منذ اعتلائه عرش المملكة على بذل الجهود الخيرة لإعلاء شأن الوطن ورفعته وازدهاره وتأمين الحياة الكريمة لأبنائه القائمة على الحق والعدل والمساواة والحرية حتى غدا الأردن في عهد جلالته الوطن الأنموذج الذي تنتشر في ربوعه صروح العلم والمعرفة ،كما أضحى منبراً قومياً حراً وملاذاً آمناً لأبناء الأمة كافة إلى جانب ما شهدته مؤسساته العامة والخاصة من تطوير وتحديث انعكس إيجاباً على مجمل الإنجاز الوطني .
ولما كانت حياة الإنسان أغلى كنوز الوطن جاء جهاز الدفاع المدني من أولى أولويات اهتمام القيادة الهاشمية لما له من أثر في حماية أرواح المواطنين والحفاظ على مكتسبات الوطن من شتى صنوف المخاطر حيث تطور هذا الجهاز الإنساني بخدماته وتوالت إنجازاته وأصبح في مقدمة أجهزة الحماية المدنية على المستويين الإقليمي والدولي بعد أن كان يقدم خدماته من خلال مركز وحيد عام 1956م حتى أصبح الآن وعلى مدى ما يزيد عن الخمسة عقود من الزمن يقدم خدماته من خلال ( 164) موقعاً تغطي كافة مناطق المملكة مزودة بالحديث والمتطور من الآليات والمعدات التي تمكَن رجال الدفاع المدني من أداء رسالتهم وواجباتهم الإنسانية النبيلة بجاهزية عالية وزمن استجابة قياسي يتناسب وطبيعة هذه الخدمات سواء كان ذلك في الظروف العادية أو تلك الطارئة التي تحتاج الى جهودٍ وأداءٍ ميداني احترافي.
وختاماً فإننا بجهاز الدفاع المدني ليشرفنا وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة أن نرفع لمقام جلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه أسمى آيات المحبة والمودة والوفاء والإخلاص لعرشه الهاشمي المفدى, مجددين العهد بأن نبقى الجند الأوفياء لهذا الحمى الهاشمي الأشم بالحفاظ على سلامة أبنائه وصون مقدراته ومنجزاته من شتى المخاطر .
ضارعين إلى المولى جلت قدرته أن يُديمَ جلالة قائدنا الأعلى الذخر والسند لشعبه الوفي وأمته الماجدة وأن يُبقي الوطن الغالي واحة أمن وأمان واستقرار.