بقلم : صالح ابراهيم القلاب
يحكى انه في صبيحة احد الايام اكتشق جحا ان داره قد سطا عليها اللصوص وانتشر الخبر بين اهل البلد وراحوا يسالونه عن ما جرى وكيف جرى ولماذا جرى ؟وكانه كان مع اللصوص في السرقة وانهالوا عليه تقريعا وتعنيفا ...كيف يحدث هذا وانت نائم ؟! ...هل كنت في نوم ام في موت ؟! وهب انك لم تسمع فكيف بزوجتك لم تسمع هي الاخرى ؟ ... انك مقصر لانك لم تضع لباب الدار قفلا متينا ولم تقتني كلبا امينا يحرس الدار ! .... وهكذا الكل منهم يحمل صاحب الدار كامل المسؤولية المادية والمعنوية ..... فقال جحا لهم وقد ضاق ذرعا بتعنيفهم :حسبكم فقد اوسعتموني شتما وقدحا وما رايت احدا منكم ذكر اللصوص بكلمة سوء اوحاول الايقاع بهم !فهل انا الجاني الاثيم وهم الابرياء الشرفاء ؟! .
ما يعانيه هذا الشعب الطيب وهذا الوطن الغالي من جراحات تدمي القلب والفؤاد ومن ضلع الدين الذي يشكل حملا ثقيلا على كاهل الشعب الاردني والدولة الاردنية وجزء لا يستهان به من هذا الدين كان صنيعة الفاسدين والباحثين عن الجاه والثروة (المغمسة) بدماء المقهورين (والمبهرة ) باهات واحزان الفقراء والمساكين ... اقول ان ما يعانيه هذا الشعب من جراحات انما تقع مسؤوليته المباشرة على عاتق من تطاولت اعناقهم ذات يوم لتحمل مسؤولية العمل العام والتحكم بمصير الشعب ومقدرات الوطن من اصحاب الدم الازرق والنهج الاخرق الذي اسس للفساد واعلى صروحه على هذا الثرى الغالي وصال وجال بخيله ورجله بين سهول وفلوات وجبال هذا الوطن باجراءات خرقاء وتشريعات (مؤقتة ) ... ما تم تفصيلها في غابر الايام بين ردهات تلك الصالونات الفاخرة الا حماية للفاسدين وتقنينا للفساد وتجذيرا لمبدأ الواسطة والمحسوبية الذي ما استند الا الى اقليمية منتنة او عنصرية بغيضة او مصلحة متسللة ومتسلقة او شللية تلقي بفشلها وفسادها على كاهل الشعب القابض على الجمر .
لقد عانى هذا الوطن الغالي فسادا واضحا وخللا فادحا سواء في عدم الاستغلال الامثل للثروات والمقدرات او في سوء توزيع الثروة والمقدرات والمكتسبات ولغاية الان لم يتحمل الاثار الاقتصادية والسياسية المادية والمعنوية سوى الشعب الاردني بكافة فئاته واصوله ومنابته الذي طالما كان يبيت على الطوى ويتحمل التضحيات في سبيل دعم قضايا الامة واحتضان لاجئيها وحماية مناضليها واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم واكرام الضيف الذي يبدوا انه حمل السيف عندما ظن – وبعض الظن اثم- ان هذا الشعب في ظل ما يعانيه من فقر وبطالة وضلع الدين قد يقبل بقهر الرجال وقد يقبل للحرة ان تاكل بثدييها او قد يتنازل قيد انملة عن كرامته ومبادئه وثوابته التي مات عليها الاجداد وحافظ عليها الاباء وسيعيش عليها الابناء والاحفاد ولن يقبلوا باي شكل من الاشكال ان تتعرض كرامة الاردني لاية اهانة اوتطاول .
الامل معقود على الدولة الاردنية الحاضرة بسيادة شعبها المنعقدة راية خفاقة لقائد البلاد حفظه الله وبسلطاتها المنبثقة عن تلك السيادة الاصيلة ان تنتصر للشعب الاردني الابي وللوطن الاردني الغالي بان ينال كل من تعدى او يتعدى على هذا الوطن الغالي جزاءه العادل والرادع وان يتم استرجاع ما اختلس زورا وبهتانا من مقدرات الدولة الاردنية وان يتم الايقاع بالفاسدين والمفسدين ونبش اوكارهم وتقويض صروحهم ليحيق بهم سوء ما اقترفت ايديهم ... لان من يأكل حمير العرب .... اولى بحمل القرب ....
salehalqallap@yahoo.com