الكاتب: المستشار شفيق الدويك
لقد تعرضت جودة العمل الدبلوماسي في الآونة الأخيرة الى التراجع بصورة مثيرة حتى فقد العمل الدبلوماسي معظم الهالة والبريق والإحترام الذي كان يميزه، وأماطت الأشهر القليلة الماضية اللثام عن حقيقة مفادها أن الكثير من الدبلوماسيين تعوزهم الحكمة التي يندرج تحت عنوانها مجموعة لا بأس بها من سمات الدبلوماسي الرمز مثل سعة الثقافة، جودة الخطابة، الهدوء والإتزان وسعة الصدر والحصافة والتروي والتحوّط والذكاء وحسن التصرف وإنتقاء جودة الكلام والنظرة الثاقبة والتبصّر وفهم ابعاد السلوك وكفاءة وفاعلية الإتصال.
إن عملية إنتقاء الدبلوماسي، الذي يمثل إرث بلاده، ينبغي لها أن تأخذ بعين الإعتبار أن لا تكون نظرة صاحب قرار الإختيار خائبة، وأن لا يعتمد الإختيار على مبدأ الترضية المقيت، بل أن تعتمد على مبدأ بُعد النظر، وخطورة وحساسية عمل الدبلوماسي.
الشخصية العامة تصبح مُلكا للآخرين في الداخل والخارج، وبؤرة تركيز الإعلام الذي لا يرحم المسيئ، والخطأ اصبح مثل الشرارة التي تصيب أكوام القش الناشفة جدا.
العجرفة، والتعالي، والفظاظة، والسوقية، والدونية، وزلات اللسان، وإنفصام الشخصية، أو لنقل قلة الأدب، وتمكن الغرائز هي من المحرمات في العمل الدبلوماسي.