من المؤسف حقا ، ان يدنس تراب الاردن ، ثلة من العملاء والمتامرين ، بيادق امريكا والغرب والصهيونية ، وبيادق بيادقهم ، ممن تامروا على عروبة سوريا ، ووحدة ارضها وشعبها ، وعلى مواقفها القومية الصلبة والثابتة ، المتمسكة بالحق العربي ، من منطلق قومي ، وما كانت لتتعرض لمثل هذا التامر ، لو انكفأت قطريا ، وتخلت عن الحقوق القومية ، وعن دعم المقاومة ، وعن التحالف مع دول المقاومة ، ورهنت ارادتها ، لمشيئة صندوق النقد والبنك الدولين ، ورهنت سيادتها للامبريالية الامريكية ، وخضعت لمشيئة راس حربتها المتقدم ، الكيان الصهيوني ، وحققت احلامهم ، لينعموا برؤية علم بني صهيون يرفرف في سماء دمشق العروبة .
لكن هيهات لسوريا الشعب والجيش والقيادة ، ان تتخلى عن العروبة ، فقد خيبت امالهم ، عندما بنت دولة حديثة ، باقتصاد قوي ، قاوم عشرات السنين من الحصار وتطويع الارادة ، وبمديونية صفرا ، فلم تسمح لمخالب صناديق نقدهم ان تغرس في جسد سوريا ، فحققت الاكتفاء الذاتي ، واطعمت العرب وكستهم بانتاجها الزراعي والصناعي ، وحتى عورة العربان سترتها بملابسها الداخلية التي صدرتها لهم ، قبل ان تاتي الصين لستر هذه العورات ، واروأت ظمأ العطاشى بمائها ، وفي نفس الوقت ، رفضت المساومة على حقنا في فلسطين ، ورفضت الاستسلام لمشيئة الاعداء وحلفائهم وعملائهم ، بالخضوع والاستسلام ، بنت جيشا عقائديا باسلا ، وها هو يخوض منذ اكثر من عامين ، معركة الهوية القومية العربية ، ضد غزو همجي بربري ، مدعوم من كل اشرار العالم وعملائهم ومرتزقتهم ، واثبت جيشها البطل ، انه جيش الامة ، بتماسكه وبطولاته وتضحياته ، وها هو يزف لنا بشائر النصر من القصير ، وها هي فلول العملاء المرتزقة ، المدججين بالسلاح الصهيوني والغربي ، وبمال البترو دولار الخليجي ، ها هي هذه الفلول تولي الادبار ، امام ضربات الجيش العربي السوري البطل .
انه الغدر يا عربان ، سوريا التي فتحت لكم ابوابها ، لتدخلوا بيتها ، وتنعموا بالسياحة في ارضها ، وتتلقوا العلم بجامعاتها ، عندما عزت على دولكم الجامعات ، سوريا التي لم تطلب من عربي واحد ، وعلى مدى تاريخها الحديث ، تاشيرة دخول او فيزا كما تفعلون انتم ، سوريا العرب ، قبلة العرب ، اصبحت قبلة لساديتكم وجهلكم وحقدكم ونذالتكم ، فانطلقتم نحوها غازيين ، دفعتم المليارات سلاحا ومرتزقة واعلاما ، لتخربوا وتدمروا كل انجازات الشعب العربي السوري ، وتستبيحوا دماء ابناء سوريا ، وبخلتم على فلسطين بالقليل ، لانكم عملاء ماجورين ، الجهاد عندكم هو الجهاد مع امريكا ، واينما تكون لامريكا مصلحة في الجهاد ، فانبرى شيوخ الفتنة الماجورين ، الذين وظفهم الناتو لاصدار فتاوى الجهاد الامريكي ، انطلقوا بعزيمة البترودولار ، المشبعة برائحة الغاز والكاز ، ليمارسوا اخر فصول الجهاد الامريكي الصهيوني ، على ارض العروبة في سوريا ، وضد شعبها الابي ، الذي ما كان يوما الا مع امته العربية ، الا تبا لكم ، ان حظبرة خنزير اطهر من اطهركم .
اليوم يجتمع البيادق ، وبيادق البيادق ، ورعاتهم من رعاة البقر ، في ارض اردن العروبة ، تحت اسم مزيف مخادع ، اصدقاء سوريا ، وما انتم الا الاعداء لسوريا والاردن الذي يستضيفكم ولكل ديار العروبة ،ما انتم الا اعداءا للوجود العربي ، والهوية القومية العربية ، تاريخكم اسود مع اوطاننا ، وايديكم ملطخة بدماء ابناء امتنا ، وليس ذلك بالتاريخ البعيد لبعضكم ، وهو حاضر الان لمن يقودكم يا قطعان امريكا والصهيونية . ان كنتم تعتبرون انفسكم اصدقاء سوريا ، وتمنحون لانفسكم الحق في التامر عليها ، تحت هذا الاسم المضلل ، فنحن في الاردن ابناء سوريا ، سوريا الكبرى ، نرفض "صداقتكم" ، ونرفض وجودكم بيننا وعلى ارضنا ، ونرفض تامركم ونتصدى له .
من اجل سوريا عشقنا العروبة ، ومن اجل ما فعلتموه ايها العربان بسوريا ، بدانا نكفر بعروبة تجمعنا بكم ، وقد يكون هذا هدفكم ، لكنه لن يتحقق ، فسوريا ستنتصر ، وقد هلت بشائره من القصير ، قصر الله اعماركم ، وسنلتقي على عروبة جديدة ، تقدمية ، ديمقراطية ، علمانية ، مقاومة ، ومنتصرة ، فموتوا بغيضطكم ، وهيهات منا الهزيمة .