بقلم : نبراس العراقي
كل مطلّع على بيانات السيد الصرخي الحسني لا يمكنه ان يتجاهل المساحة الواسعة التي خصصها للمجتمع , وكيف لا وهو الذي دائماً يؤكد على ان اصلاح المجتمعات مهمة مناطة بالأنبياء والأئمة والمصلحين . .
وعلى هذا الاساس يمكن ملاحظة الاهتمام الواضح المباشرة وغير المباشرة تجاه المجتمع الوارد في مخاطباته ولكل الشرائح والذي يحتل مساحة واسعة على ما يبدو من اهتمام سماحته . وحتى عند تحليل ومتابعة ما يمكن تصنيفه خطاباً سياسياً او ديناً أو في أي مجال آخر نرى انه في نهاية المطاف يصب في خدمة المجتمع لذلك نراه يبين ويؤكد في بيانه 78على ان رعاية المجتمع بكل طبقاته من واجب العلماء والمصلحين حيث يقول
"من الجانب النظري فإن أي مصلح اجتماعي وخاصة مرجعية الولاية الصالحة الهادية لابد و أن تكون نظرتها عامة واسعة شاملة لكل طبقات المجتمع و كل مستوياته الفكرية "
كذلك نراه ينتقد وبشدة الانزواء والابتعاد عن المجتمع لأنهما يمثلان حالةً سلبية مقارنة مع التفاعل والتعايش مع المجتمع في قوله في البيان 72
" لنسأل أنفسنا أين منهج الانزواء و التقوقع و الراحة والمهادنة و الانكفاء و الولاية الحسبية المالية فقط و فقط من منهج صحيح صالح لولاية عامة وولاية فقيه نافعة مصلحة و تفاعلها مع المجتمع و حمل همومه و إيجاد الحلول و تحمل المسؤولية "
وكان سماحته قد وجّه في أكثر من موضع كافة المسؤولين الى الالتفات الى واجهم تجاه المجتمع بقوله في البيان 43
" يجب على الجميع ومنهم المدراء والوزراء النزول إلى الساحة والأرض والواقع والمجتمع لخدمة الناس ومعرفة وتوفير كل الاحتياجات والمستلزمات الحياتية لجميع الشرائح الاجتماعية وبكل اتجاهاتها وتوجهاتها "
ومن الجانب الاخر كان سماحة السيد يحذّرً على الدوام من أي ظاهرة من شأنها ان تضر بالمجتمع وهذا قوله في البيان 33
" بل لنحاسب أنفسنا ونحاسبهم على كل ما صدر ويصدر من قول أو فعل أو موقف
وأدى بالمجتمع العراقي الى هذا السيل والصراع الطائفي القبيح الجارف للأجساد والأفكار , والزاهق للأرواح , والسافك لأنهر الدماء والمبيح للأموال , والهاتك للأعراض "
ولم يتوانى سماحته من شنّ الهجوم على كل العابثين بمقدرات وممتلكات ومصالح المجتمع حيث نراه في بيانه المرقم 33 يقول:
" لإيقاف هتك المجتمع وسفك دماءه وضياعه بسبب الفساد الإداري وصراع العصابات المافيات على المواد والأموال الذي نخر وينخر وحطم ويحطم وينهي جميع الوزارات والمؤسسات والدوائر الخدمية وغيرها وتحويلها إلى مؤسسات لاختلاس الأموال واغتصابها وابتزاز الشعب المظلوم "
من هنا ومن خلال هذا التشديد والتأكيد والوقوف على هموم المجتمع وإعطاء الحلول في هذه المقتطفات من كلام السيد لا يمكن لأحد ان ينكر مدى التفاعل الواقعي والحقيقي لهذه الشخصية العظيمة مع الناس التي ترسم صورة اجتماعية مثالية بين القائد ومجتمعه والتي تحطم صورة الزعيم المتعالي الذي لا ينزل من عرشه العالي الذي يحجب عنه هموم وألآم المجتمع وتكشف الادعاءات الزائفة لمن يدّعي زعامة المجتمع وهو أبعد ما يكون عن المجتمع .