يسارخصاونه
الأمر لا يحتاج إلى مقدمات ، ولا إلى تمويه ، لقد أقرت الحكومة الإسرائيلية الميزانية العامة للعام الجاري والتي بلغت 111 مليار دولار فقط " اللهم حسد " في الوقت الذي تعاني فيه دول أوروبا قاطبة من عجز مالي ، وتدهور في الأوضاع الاقتصادية ما نتج عنه وقفات احتجاجية كثيرة ، ومسارعة الدول الأوربية إلى محاولة تسديد هذا العجز بخفض النفقات وترشيد الاستهلاك وسياسة الشد على البطون ، وإضافة إلى أوروبا فإن أمريكا نفسها تعاني مثلها من عجز في الميزانية ، هذه الصورة السريالية لم تُقرأ من السياسيين والاقتصاديين العرب حسب متابعتي لما يُنشر في هذا الخصوص ، وكأن الصورة لا تحتاج إلى أكثر من وقفة ، وأكثر من دراسة ، وأكثر من صرخة .
بداية أقول : إن الدولة الصهيونية كما نعلم ليست دولة نفطية ، ولا هي عضو في مجلس التعاون الخليجي ، وهذا أمر معروف للجميع والتذكير به تحتاجه الصورة السريالية حتى تكتمل دهشتها ، ودهشتنا معاً ، والدولة الصهيونية لا موارد داخلية لها صناعية كانت أم زراعية تستطيع من خلالها جمع مثل هذا المبلغ ، والمُعلن ، أقول المُـعلن أن أمريكا التي تعاني من العجز تساهم في هذه الميزانية ، والمعلن أيضاً أن أوروبا والتي أيضاً تعاني من العجز المالي تساهم في هذه الميزانية ، فكيف بالله عليكم تمت هذه المعادلة ؟ ولماذا لا نكشف عن غير المعلن ؟
تعاني كل دولة من دول العالم الثالث ومنها الأردن من القروض ، ومن الشروط على القروض ، ومن الإملاءات الكثيرة ، ومن تحجيم القرار الاقتصادي ، بينما تبقى الدولة الصهيونية دون شروط ، ودون تحجيم ، ودون إملاءات . كيف يتم ذلك ؟
الصورة السريالية لم تكتمل فقروض دول العالم الثالث تؤخذ بالرجاء والتوسل ، وقروضهم حق مفروض " خاوة " وكلما أخذت دولة قرضاً ازدادت انحناء ، وأما الدولة الصهيونية تزداد طولاً .
ويبقى في الفم ماء