( كيران ) هي فتاه هنديه يجهلها الكثيرون .. وقصة هذه الفتاه محيره وغريبه وتثير الفضول .. وأسمها يعني باللغه الهنديه ( شعاع النور) قد يذهب البعض الى الاستغراب من الاسم ولكنه حقيقه واقعه .. تزوجت ( روهيت ) وأسمه يعني باللغه الهنديه ( الشمس ) الشاب المراهق بسن التاسعة عشر .. وهي من قريه تقع بولاية تاميل نادو في جنوب الهند.
وقصة هذه الفتاه انها بسن الخامسه وهي طفله كانت تجبر اهلها على اصطياد السمك من البحيره المحاذيه لقريتها فقد كانت تعاني من نقص السعات الحراريه بجسمها باستمرار ولا يعوضها عن تلك الطاقه الا بأكل السمك .. حتى ان الاطباء تحيروا من امر هذه الطفله ومن هذا المرض الغريب .. حتى ان هناك طبيب الماني اهتم بحالتها ويدعى ( فردريك ) وقد جاء من المانيا للكشف عن حالتها بعد ان اثارت قصتها اهتمام المجتمع الطبي العالمي .. واثناء فحصها واجراء التحاليل اللازمه لم يجد اي تفسير لهذه الظاهره .. ومما حير العلماء هو عدم وجود اجوبه لأسئلتهم ومنها ..لماذا يتم حرق كل السعات الحراريه من جسدها بسرعه فائقه في حال تناولت اي طعام بأستثناء السمك ؟ .. ولماذا تستقر السعات الحراريه بجسمها بشكل عادي ومتوازن فقط في حالة تناولها للسمك فقط ؟ ... في حين ان الفتاه كانت تتمتع بصحه جيده وبقدرات عقليه طبيعيه ومتوازنه وعلى درجه عاليه من الذكاء ولم يلاحظ عليها اي ردود او انعكاسات مرضيه نتيجه هذه الظاهره المحيره .
في سن البلوغ تعرفت الى شاب وتزوجته وكان يعمل على احد خطوط سكك الحديد المنتشره بالعاصمه ( نيودلهي ) .. والغريب بالأمر ان ( روهيت ) زوجها كان لديه حساسيه مفرطه من السمك .. ولكن هذا لم يتعارض ابدا على الزواج منها لأن هذه المسأله تعود الى طبيعه الجسم .
(فردريك ) الطبيب الالماني المشهور بذل كل ما بوسعه لاكتشاف الاسباب الكامنه وراء هذه الظاهره .. في حين انا وحسب وجهة نظري لم اجد اي سبب قوي يدفع لذلك الاهتمام ... هناك ظواهر طبيه كثيره بالعالم تتشابه مع هذه الظاهره وربما محيره وأسوأ من هذه الظاهره .. لكن الاطباء الفضوليين ربما لا يفوتون اي ظاهره مهما كان قيمتها في البحث والتحري لمعرفة الاسباب .. لربما يكمن وراء هذه الظاهره اشياء كثيره ربما تخدم البشريه من قريب او بعيد بطريقه او بأخرى .
استعان ( فردريك ) بطبيب مشهور من اميركا ويدعى ( كاميرون ) وبحثا الامر .. ووجدا اكتشاف غريب ان ( كيران ) عندما تتعرض لاشعة الشمس تقوم بتفريغ السعات الحراريه من جسمها بصوره سريعه في حال انها تناولت اي طعام اخر غير السمك .في حين جسمها يحتفظ بالسعات الحراريه عند تعرضها للشمس فقط بحالة تناولها للسمك .. فأجروا التجربه التاليه .. جعلوا ( كيران ) تتناول السمك ووضعوها بمكان رطب بعيد عن اشعة الشمس فوجدوا انها تفقد السعات الحراريه بصوره فائقه وسريعه .. عمليه تناقض جعلت الاطباء يقفون حائرون الى اقصى درجه من هذه الظاهره ... وقاموا بعكس التجربه فجعلوا ( كيران ) تتناول غذاء عادي ووضعوها فتره من الوقت بمكان ظل ورطب فكانت عملية خسارتها للسعات الحراريه قليله جدا مقارنة مع تعرضها للشمس .. عملية عكسيه .
( روهيت ) ذلك الفتى الذي كان مختفي بين سراديب وزقق وطيات الحياه العامه بالهند الكبيره اصبح معروفا ومشهورا وظهر على السطح من خلال ظاهرة زوجته كحال زوجته التي لا تختلف كثيرا عنه والتي اصبحت قصتها مشهوره بالهند وظهرا على وسائل الاعلام اكثر من مره وكتب عنهما بالمجلات الطبيه واشارا اليهما بأكثر من موقع بالظواهر الغريبه .
انجبت ( كيران و روهيت ) طفله صغيره اطلقا عليها اسم ( مانيشا ) وهي تعني بالهنديه ( أمنيه ) فكانت الطفله طبيعيه حتى بلوغها عمر السنتين ثم ظهر عليها اعراض والدتها ولكن الادهى والامر ومشيئة القدر انها حملت نفس ظاهرة والدها وهي الحساسيه المفرطه من السمك فكانت النتيجه انها فتاة لا تستطيع العيش الا بالظل مع تناولها الطعام العادي ولا زالت تعيش بظل هذا الظرف الصحي لغاية الان وقد بلغت من العمر الست سنوات.
هنا وقف العالمان فردريك وكاميرون موقف العاجزين عن هذه الظاهره .. وبعد مرور سنه تقريبا انجبت ( كيران و روهيت ) طفله اخرى اطلقا عليها اسم ( ديباك ) وهي تعني ( شمعه ) باللغه الهنديه .. تبلغ الان من العمر الاربع سنوات ولم يلاحظ عليها اي شيء ... فوضعها الصحي جيد ولم تحمل الصفات الجينيه او ظاهرة والدتها او والدها .. ولكن لوحظ عليها انه ينتابها شعور بالتقيأ عند اقترابها من بحر او نهر .. ولكنه لا يشكل خطر او ظاهره استثنائيه .
(كيران ) تعيش حالة من الانقسام .. لها برنامجها الغذائي ليلا يختلف عنه بالنهار .. ولكنها لا تعير الامر اهتماما زائدا يؤثر على حياتها ما دام هناك طرق ووسائل وطريقه تتبعها تستطيع من خلالها ان تحافظ على السعات الحراريه داخل جسدها .. لا زالت حالتها قيد الدراسه من قبل المختصين لغاية الان وفي احد اللقاءات معها بأحد المجلات وعند سؤالها بماذا تشعر وكيف تجد نفسها بوسط هذه الظاهره .. اجابت بكل ثقه مع ابتسامه عريضه أجد نفسي مميزه واستثنائيه وقد حظيت بالاهتمام والرعايه انا وزوجي واطفالي وناهيك عن الشهره .. وعند سؤال زوجها ابتسم وقال انا اكره السمك ولكن بنفس الوقت احبه .. هذه لوحدها ظاهره.
ملاحظه : ما جعلني اروي هذه القصه هو ان ( الصخر الزيتي وطاقه الرياح والشمس والمفاعل النووي ) التي يمكن استغلالها بالاردن والتي تحتوي على سعات حراريه عاليه والتي نفقدها وتتبخرعند تعرضها لأي فكرة تنفيذ .. ظاهره غريبه فعلا .. لن يفيدنا ( فردريك ولا كاميرون ولا حتى شكوكو ) افضل طريقه للعيش هو ان نبقى نعيش بالظل رغم وجود الشمس .
والسلام عليكم
Burhan_jazi@yahoo.com