لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، من لبان الجندية رضع حتى ارتوت عروقه حتى أصيب ذات مساء في الدفاع عن الوطن، لم يوقن أن الوطن منجم ذهب بل آمن أن الوطن أم رءوم يحن إليها صباح مساء يقبل يديها طالباً الرضى والرحمة، كيف لا ! وقد فقد أمه ذات مساء.
يعرفه أصحابه بالنبوغ والذكاء وفصاحة اللغة والبيان، كيف لا وهو ابن قرية تطل على القدس كل إشراقة شمس، إنه الدكتور ( معالي احمد الزيادات )، لم تكتب هذه الحروف تبجيلاً ومدحاً بل هي شهادة حق أقولها بكل صدق من قبيل قوله تعالى ( ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ) وقوله تعالى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ).
هم الرجال ما توانوا يوماً عن الذود عن حياض الوطن وعن الدفاع عن كل مكتسباته، تتلمذ على يديه المئات من فقهاء القانون ورجاله ورفد الوطن بهم، عرفوا معنى العدالة والحق والإنصاف، فكان قدوة يقتدى به حتى أنه حينما يعود إلى قريته من حين إلى آخر يترك سيارة الدولة ويعود بسيارته المتواضعة، ولم تدخل حتى اللحظة سيارته بلوحتها الحكومية إلى قريته، بالرغم من أن كثيراً من الأمناء العامين ومدراء الدوائر يتفاخرون بركن سياراتهم على أبواب بيوتهم.
لذلك من المجحف حقاً أن يقال أنه ضد العدالة أو ضد مصالح المعتصمين بدليل أنه سيمنحهم علاوات بإجراءات غير مسبوقة، حيث عمل على وفر مالي من خلال دائرة التنفيذ والإجراء. هذا كله وأنتم تعلمون أن الوطن يعاني من ضيق الإمكانات، ولكن تقديره ومحبته لكل المعتصمين جعلته يضعهم في صدارة وأولوية اهتماماته.
فهل يستحق هذا الرجل يا أبناء العدل هذه الضوضاء والسهام التي تنال منه؟! أم يستحق أن نرفع له القبعة احتراماً وتبجيلاً لنقول للوطن ما زال هناك رجالاً على العهد ماضون وعلى طريق الحق والإنصاف مستمرون.