ان افقار الاردن يعني افقار الشعب وافقار الشعب يقوده بالضرورة للاستمرار بالهرولة خلف لقمة العيش وبحثا عن وظيفة حكومية او ترخيص كشك او بسطة بدون رخصة وبالتالي قبوله بأي حلول تطرح مستقبلا تتعلق بالسياسة والسياده و الاقتصاد و الاعراف والعادات والدين وقد تجلت اجراءات الحكومة في افقار الشعب من خلال بيع مقدرات وممتلكات الوطن بسعر بخس وتلا ذلك تجميع اموال الشعب والالقاء بها في مستنقع البورصة وبمرآى من الحكومة وكانت الضربة القاضية للشعب من خلال استدراج امواله للاكتتاب في شركات مساهمة عامة روج لها بمسمع واشراف من الحكومة وبعد ذلك سلبت هذه الاموال وترك الشعب واقفا على الاطلال وهنالك العديد من المشاريع التي افقرت الوطن وكان من واجب الدولة ان تتابع كل صغيرة وكبيرة تخص الاقتصاد الوطني وتتدخل في الوقت المناسب لان الامن الاقتصادي لا يقل اهمية عن الامن الوقائي فمن غير المقنع لاحد ان يعلن خبراء النفط بوجود نفط داخل الاردن بكميات تجارية ووجود صخر زيتي بكميات تجارية ايضا ولا يقابل تلك المعلومات الهامة اية انفعالات ايجابية حكومية او نيابية وقد لفت انتباهي بهذا الخصوص ان احدا من نواب لجنة الطاقة والذي كان يجذبني بالسابق عندما كان يتحدث على قناة الجوسات ولكنني صعقت وكنت حزينا عندما كنا نستمع الى احد خبراء النفط في احدى الجلسات الخاصة بحضور ذلك النائب و عدد اخر من الساده النواب المتفهمين حيث اكد خبير النفط بانه مستعد وجاهز لاثبات وجود النفط والصخر الزيتي بالاردن الا ان عضو لجنة الطاقة وبدلا من ان يستقبل تلك المعلومة ويهتم بها ويتحقق من صحتها اعلن موقفه الرافض لوجود نفط بالاردن واصر على ذلك حتى انه ومن شدة اصراره على عدم وجود نفط بالاردن شدني ذلك واثار داخلي شعورا يؤكد دقة وصدق معلومات خبير النفط وبان النفط موجود ولكن هنالك قوى خفية تعمل باتجاه تنفيذ شروط عقود يبدو انها موجوده في ادراج الحكومة منذ عشرات السنين وبموجب تلك العقود تلتزم الحكومات المتعاقبة وبما في ذلك بعض اولئك النواب بعدم فتح ذلك الملف الحيوي كمن يستأجر منزلا كبيرا ويشترط المؤجر على المستأجر عدم فتح واستخدام احدى الغرف الموجودة داخل حدود المأجور وهذا يقودنا الى سؤال استراتيجي هل لو قدر لاسرائيل ان توجد في منطقه بعيده عن الاردن فهل سيكون وضع الاردن والشعب الاردني بهذا السوء الذي يعيشه الان ام هل سيكون في وضع يضاهي دول الخليج ؟ واعتقد ان الاجابة العادلة والصادقة على هذا التساؤل باتت واضحة للعموم فالنفط موجود في الاردن ولكن لا يسمح لنا باستخراجه لكي نبقى فقراء ومتسولين للقاصي والداني وهاهو مجلس النواب السابع عشر ممثل برئيس واعضاء لجنة الطاقة يستمرون في المحافظه على اخفاء الحقيقة وعدم ايجاد حل لهذا اللغز الذي شغل الاردنيون كثيرا ومازال يشغلهم .
نحن شعب نريد للحقيقة ان تظهر ونريد للثلج ان يذوب لكي نرى المرج ومستعدون لتقبل ايه نتيجة سواء كانت سلبية ام ايجابية وهذا سيقودنا لاغلاق هذا الملف والبحث عن موارد اخرى لا سمح الله في حال عدم ظهور نفط بالاردن ... انني اتمنى على لجنة الطاقة ان تهتم في هذا الموضوع لاظهار الحقيقة واتمنى على جميع المواطنين الاردنيين ممن انتخبوا اولئك الاعضاء ان يجبروهم على السير قدما نحو كشف لغز النفط والصخر الزيتي في الاردن علنا نطلق الفقر ونتزوج الثراء من جديد وبذلك ننهض بمستقبل ابناءنا واحفادنا ونحافظ على ديمومة هذا الوطن وتاريخه العظيم ... سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويلهم لجنة الطاقة في مجلس النواب لما فيه خير البلاد والعباد انه نعم المولى ونعم النصير .
العميد المتقاعد
بسام روبين