يفوتك الكثير ....اذاكنت ممن يتنقلون بسيارتهم الخاصة ...!! ستفتقد حوارات نادرة لا يمكن ان يتم تداولها الا في الباصات العامه ...فاذا كنت من اصحاب السيارات الفارهه ...فقد ضيعت كثيرا من اللحظات الممتعه و الهامه !!!.القاسم مشترك في هذه الباصات هو ان رواد المواصلات العامه يتعاطون السياسة بسخرية افلاطونية رائعه ....
ما استفزني للكتابه هو حوار ممتع في احد باصات الجنوب حيث تشعر انك ضمن عائلة يقودها السائق و يديرها الكنترول ..و نحن مشاهدين للدراما البسيطة و الصادقة ...بدا الحوار كالتالي ...و الله يا جماعة الخير امبارح ما نمت من طاحونتي ...اكلت (سير ) بطيخ ...و فاتت حبة بزر في طاحونتي ...كسرت الطاحونه ....ويا خوي لان خلع الطاحونه بيكلف عشر نيرات...خلعتها في ايدي ...لفيتها و لفيتها ..لما خلعتها ....و يفتح فمه ويطلب من الحضور القاء نظرة متفحصة لما تبقى من الطاحونه ..!!! يقوم ثلاث من الركاب بالتبرع لالقاء نظرة ..على هذة الطاحونه ..وفي اشارة لتعاطفهم مع المه ...تبدر عنهم همهمات (له له له ) ...ووفرت عشر نيرات .
عندها قلت في نفسي يجب ان يستلم وزارة المالية ...فيعلمنا الاعتماد على انفسنا ...
حينها دخل شخص على الباص مسرعا و باهتمام شديد و قال ..ديروا بالكو يا اخوان ...في كاميرا على (مثلث العدنانية ) مركبة (بتشمط شمط !!!..و الله ما بتفوت حدا ..ثم غادر بعد التبليغ ...و كانه خبر عاجل ...
ثم تحدث (وزير الداخلية ) اقصد مواطن اخر : و الله امبارح طلع سوري حجز مقعدين ...واحد ليه و لمرتو و الثاني لاخو و لمرت اخو ...و المهم لما طلعت مرتو طلعت معاها مرة ثانية و قعدت في جنبها ...وهانا ولعت الهوشة ...السوري بدو يقوم المرة و يقعد بحد حرمته ...و الحرمه الثانية ما ليها مطب في الباص ...لانو الباص مليان رجال ...و يقوم عليه ختيار ...و يصرخ فيه و يقول : علامك ما تصلي عالنبي ..هوا انت حاجز في سيــــــــــــنما ...ودك تقعد جنب مرتك ...هاذا باص عجبك عجبك ما عجبك ...طيح من الباص ...
و يتمتم (وزير الداخلية ) ...كله من الربيع العربي ....الله( يلعن ابو ) الربيع العربي ...اللي خرب الدنيا
ثم يبدا خطبته الحماسية ....عايشين ..بنوكل و بنام بأمان و يش بدكو اكثر ....بدكو نخربوها و تقعدوا على تلها ....و هز الركاب رؤوسهم تاييدا له .
و ادركت ان معظم الركاب هم من الدرك و الامن العام و الجيش لهذا لاقى الخطاب تاييدا واسعا في صفوف الركاب ...
و القصة القادمه ستكون عن مغامرة سائق باص من تركيا الى سوريا و الى الاردن ....لشراء باص في هذة الظروف ...دراما علم دارية ...فاصل و نواصل
الكاتبة نهلة الحجايا