بداية أنا من المشجعين والمؤازرين للحراكات التي تخرج إلى الشارع للمطالبة بالإصلاح وقد مضى علينا أكثر من سنتين ونحن نخرج أسبوعيا وأحيانا أكثر من فاعلية من خلال الأسبوع الواحد وكان الهدف المناداة بالإصلاح ابتداء من الديوان الملكي والأمراء والانسباء والحاشية من حول الملك وكل من تقلد منصب بالدولة واستغل منصبه وعبث بمقدرات الوطن وكان مطلب الحراك محاسبة كل فاسد دون استثناء والثناء على كل مسؤول وطني وكان مطلب الحراك الشعبي السلمي ايضا اجراء بعض التعديلات الدستورية الضرورية ووضع قانون للأحزاب وقانون للانتخاب يليق بالدولة الأردنية ومقنع للشعب بحيث يتم إفراز نواب يمثلون الشعب وليس نواب حارات وبزنس وهذه تقريبا اغلب مطالب الحراكات الوطنية الشريفة والتي همها الوطن ومستقبله وأمنه واستقراره وقد تمت الاستجابة لبعض مطالب الحراكات ولكن ياللاسف جميعها كانت مشوهة وناقصة فمثلا التعديلات الدستورية ، كيف يحمي الدستور المسؤول الحرامي بحيث اذا ثبت على مسؤول ما فساده لا يتم محاكمته إلا بموافقة مجلس النواب أليس هذا فساد بعينه بنصوص الدستور وكذلك المحكمة الدستورية لماذا لا تكون مستقلة استقلالا تاما عن السلطة التنفيذية أسوة بالدول التي تحترم قضائها وتغيير قانون الانتخاب المجرم الذي أجرم بحق الوطن والمواطنين وهز أركان الدولة وجعل شعبها الواحد شعوبا وقبائل يتناحرون أليس من يصر على بقاء هذا القانون هو فاسد ويعمل ضد الدولة الأردنية ويهدد امن واستقرار البلد وكذلك عدم إرجاع ما سرق وما نهب من مقدرات الوطن بل لا يزال عصابة الفاسدين تفتك بالدولة من خلال وجود مؤسسات وهيئات مستقلة خاصة اغلبها يستنزف مقدرات الوطن ولم يدخل للموازنة ولو دينار واحد بسبب خسائرها ولعدم الجدوى الاقتصادية من وجودها وكذلك عصابة الفساد هي نفسها من شرعة القوانين لتلك المؤسسات وهي من شرعة القوانين والانظمة التي تحمي المسؤول الحرامي والفاسد وتلك الطبقة الفاسدة هم من جعلوا البلد عبارة عن مزارع لهم ولأحفادهم وهؤلاء هم أنفسهم من يعيشون بعالم اخر ولا يشعرون مع الشعب الطفران والمنهك والمستضعف والذي اصبح الجزء الاكبر من الشعب تحت خط الفقر بل اصبح ينظر الى الذبائح المعلقة عند الجزارين ويعتبرها محرمة عليه وقيس على هذا الكثير الكثير من الحرمان للشعب لذلك خرج الشرفاء من ابناء الشعب الاردني الى الشارع للمناداة للإصلاح والعدالة والمساواة والحياة الكريمة علما ان الذين لم يخرجوا الى الشارع هم ايضا شرفا ء ويعانون كما يعاني بقية الشعب ولكن يا للأسف لغاية الان لم يلمس الشعب أو يرى محاسبة جادة للفاسدين ولم يرتاح لرؤية هؤلاء وراء القضبان سواء عينات منهم مع وجود علامات استفهام كبيرة وكثيرة مثلا لماذا ادخل( م)الى السجن وترك (( ع ، س، ج ، ب ، و ، ر ، ص )) والكثير من الفاسدين لا يزالون طلقين لذلك سوف نبقى نخرج نطالب بالإصلاح من قبل رئيس الدولة (( أي الملك )) وعليه أن يسمعنا لأننا نحن القسم الأكبر من الشعب مظلومين ومهضومة حقوقنا ونعيش في ضنك ولا نستطيع مجاراة ارتفاع الاسعار اما بالنسبة لتوجه بعض الحراكات الى مقار الأجهزة الامنية كالمخابرات او المجيء بمليشيات اثناء المسيرات فهذا يعتبر بالنسبة للقسم الاكبر من ابناء الوطن هو بمثابة خيانة او عمالة للخارج للذين يخططون لهذا فالمخابرات الاردنية هم ابناء هذا الوطن وشرفائه وجنوده المخلصين والذين لا ينامون ولا يهجعون لكي يبقى الوطن والشعب في امن وامان وهم صمام الامن للدولة مع اخوانهم رجال القوات المسلحة والاجهزة الامنية الاخرى وهم جميعا يمثلون عنوان الوطن وعنفوانه ويثبتون اركانه لذلك الذين فكروا بالذهاب الى مبنى المخابرات والاعتصام والاحتجاج على هذا الجهاز الوطني والنظيف بالتأكيد هم ضد مصلحة الوطن وهم ضد امن واستقرار البلد لذلك لن تجدوا من يقف معكم او يؤازركم بل سوف نقف جميعا ضدكم . اما مظاهر المليشيات اثناء المسيرات فانني اتوجه الى الاشخاص العقلاء والوطنين والاصدقاء بالحركة الاسلامية واقول لهم نحن مع الاصلاح من الالف الى الياء ولكننا كشعب لا نقبل الاستفزاز ولا نقبل ان يكون لنا سوى جيش واحد وأجهزة امنية واحدة وكذلك (( ملك واحد )) ولا نقبل ان يكون عندنا داخل الوطن حزب سماحة الشيخ المسلح ولا حزب الجبهة المسلح . لذلك يا عقلاء الحركة الاسلامية عليكم التدبر بالامر وهذا رأي الاغلبية من الشعب الاردني وبهذا التصرف ابعدتم المؤيدين والمؤازرين لكم وجعلتم من اغلب الشعب الاردني المؤيد لمطالب الاصلاح ان يعيد الحساب فالاصلاح على الطريقة الليبية او اليمنية او التونسية او المصرية او السورية فهذا بالنسبة لنا محرم ولا نريده . ومرفوض جملة وتفصيلا فنحن نريد الاصلاح ضمن منضومة الامن والامان والحفاظ على الدولة الاردنية ومقدراتها لان هذه الدولة تم بنائها والحفاظ على استقرارها من خلال الجهد والتعب والسهر والدماء الزكية الطاهرة لذلك لا يمكن ان نقبل التفريط بها إلا على اجسادنا وهذه ليس مزاودة على احد ولكن يجب ان يعرف ويعلم الذين يخططون بالذهاب بالدولة الى المجهول أنهم وحيدون ولا يستطيعون العبث بأمن الدولة لانهم خارج المنطق فالوطن للجميع والامن والامان يتمتع به كل من يقيم على تراب هذا الوطن وعلى القائمين على الحراكات ان لا يذهبوا بعيدا خارج مصلحة الوطن والشعب فنحن جميعا نريد بل ومصممين على الاصلاح ومحاربة الفساد مهما طال الزمن وغلا الثمن لكن ضمن الثوابت الأردنية والراية الأردنية لذلك لا تجعلوا الحراكات مثل الثورات تأكل ابنائها .
الناشط السياسي
عبد العزيز زطيمة
16/5/2013