يسري غباشنة
16/5/2013
إلّا المخابرات
وكلّ من زيّن جبينه بشعار الجيش العربي الأردنيّ، ودرك، وأمن عام، ودفاع مدني، وصولًا إلى المؤسسة الاستهلاكية العسكرية، وكل من يدافع ويذود عن الحمى والعرض والأرض. فهؤلاء النشامى ليسوا بحاجة إلى شهادة عن مآثرهم وأخلاقهم وسجاياهم. هؤلاء الصامتون بعملهم المقدّس عرضة للنقد والشتم والاستفزاز منذ أكثر من عامين، وما قابلوا الإساءة إلّا بالإحسان والصبر على الأذى من أجل مصلحة الوطن العليا من الانجرار إلى ما يبتغي المرتزقة والمغامرون من دحرجة البلد إلى هاوية النزاع والاقتتال التي عاشها وعايشتها شعوب عربية من حولنا. مغامرون يتحلون بأخلاق الكاوبوي في الغرب الأمريكي الذي لا يثمن روحًا بشرية بأكثر من طلقة واحدة بين عينيه. مغامرون هدفهم خراب البلد على من فيه وعيونهم صوب كرسيّ للحكم هنا أو هناك.
أيها الأردنيون كافة، الأجهزة الأمنية مستهدفة منذ حين؛ إساءات متكررة، استنزاف صبرهم وحلمهم، إشعال فتيل الفتنة في المدن والأرياف والمخيمات، وغير هذا وذاك من أجل أن يتحول الأمن، والعسكر، ونشامى المخابرات إلى فصائل، وتنظيمات، وعصابات، وشراذم تجوس خلال الديار؛ فتبطش بكم وبحرائركم وأعراضكم لا سمح الله تعالى ولا قدّر. الأجهزة الأمنية هي الحصن الذي إن تهاوى وضعف فعلى البلد ما على ليبيا والصومال وغيرهما ممن تسيّد شوارعهم تنظيمات أو عصابات بصرف النظر عن كيفية نشوئهما هناك في ظلّ الفقر والتّسلّط والتخلّف الذي كانوا يعيشون فيه من قبل.
أيها الأردنيون، لقد بدأ ( بعض) الحراك يحيد عن جادة الصواب؛ حراك يهدف إلى تقويض أركان أجهزتنا الأمنية بدعاوى الزيف والباطل. فمن يدعى أنّه يريد (إعادة هيكلة المخابرات على أساس وطني) نقول له عن أيّ وطن تتحدث؟ إن كنت تعني الأردن فعلى حسب علمنا أن منتسبي هذا الجهاز أردنيون أقحاح أبا عن جدّ وليسوا من كوريا ولا من نيجيريا. إلّا إذا كنتم تقصدون أردنًا ممسوخًا تفصّلونه وفق مقاسكم ومقاس من يشايعكم، متناسين أنّ للأردن ربًّا يحميه وشعبًا يذود عن كرامته بالنفس والنفيس. ومن يدّعي أنه يريد( رفع القبضة الأمنية عن الحياة السياسية والمدنية للحرص على أمن الأردن ومصالحه العليا) فعن أي أمن تتحدثون وأنتم تبغون تنحية دائرة المخابرات عن مهامها التي نشهد لها به من إنشائها؛ وهل السبيل إلى الحرص على أمن الأردن يمرّ بالتطاول على أشرف أجهزته وأكثرها إخلاصًا ووفاء لترابه. أمصالح الأردن العليا في أن تتحوّل دائرة المخابرات العامة إلى تابع لذاك الفصيل أو ذاك التنظيم. تقولون إنّ( المخابرات المعيق الأول للتحوّل الديمقراطيّ الذي ينادي به الشعب) نردّ: لم تكن الملكية في الأردن ولا الأجهزة الأمنية يوما ما تسلطية ولا ديكتاتورية كي نتحوّل إلى الديمقراطية؛ ففي الديكتاتوريات دماء وتشرّد واغتصاب وفلتان أمنيّ لم ولن نشهده في الأردن؛ هناك القبضة الأمنية قذائف وصواريخ ومدافع، وهنا القبضة الأمنية التي تدّعون حلم وتعقّل وصبر على الأذى. وأخيرًا، أين هذا ( الشعب) الذي خوّلكم الحديث باسمه، ورخّص لكم الاعتصام والإساءة أمام دائرة المخابرات. إذا أردتم إصدار بيان ما أو فعالية حراكية معينة فانسبوها لكم ومن على رأيكم فقط ولا تنسبوه إلى( الشعب) الذي تطاولتم عليه وعلى أجهزته الأمنية التي نحني لها جباهنا حبًّا وتقديرًا ومودّة، لاخوفًا ولا رهبة ولا تملّقًا.
أيها الأردنيون النّشامى، لا يسعني إلّا أن أقول أخيرًا: هذا الذنب من ذاك الرّأس. فكونوا على حذر.
16/5/2013
إلّا المخابرات
وكلّ من زيّن جبينه بشعار الجيش العربي الأردنيّ، ودرك، وأمن عام، ودفاع مدني، وصولًا إلى المؤسسة الاستهلاكية العسكرية، وكل من يدافع ويذود عن الحمى والعرض والأرض. فهؤلاء النشامى ليسوا بحاجة إلى شهادة عن مآثرهم وأخلاقهم وسجاياهم. هؤلاء الصامتون بعملهم المقدّس عرضة للنقد والشتم والاستفزاز منذ أكثر من عامين، وما قابلوا الإساءة إلّا بالإحسان والصبر على الأذى من أجل مصلحة الوطن العليا من الانجرار إلى ما يبتغي المرتزقة والمغامرون من دحرجة البلد إلى هاوية النزاع والاقتتال التي عاشها وعايشتها شعوب عربية من حولنا. مغامرون يتحلون بأخلاق الكاوبوي في الغرب الأمريكي الذي لا يثمن روحًا بشرية بأكثر من طلقة واحدة بين عينيه. مغامرون هدفهم خراب البلد على من فيه وعيونهم صوب كرسيّ للحكم هنا أو هناك.
أيها الأردنيون كافة، الأجهزة الأمنية مستهدفة منذ حين؛ إساءات متكررة، استنزاف صبرهم وحلمهم، إشعال فتيل الفتنة في المدن والأرياف والمخيمات، وغير هذا وذاك من أجل أن يتحول الأمن، والعسكر، ونشامى المخابرات إلى فصائل، وتنظيمات، وعصابات، وشراذم تجوس خلال الديار؛ فتبطش بكم وبحرائركم وأعراضكم لا سمح الله تعالى ولا قدّر. الأجهزة الأمنية هي الحصن الذي إن تهاوى وضعف فعلى البلد ما على ليبيا والصومال وغيرهما ممن تسيّد شوارعهم تنظيمات أو عصابات بصرف النظر عن كيفية نشوئهما هناك في ظلّ الفقر والتّسلّط والتخلّف الذي كانوا يعيشون فيه من قبل.
أيها الأردنيون، لقد بدأ ( بعض) الحراك يحيد عن جادة الصواب؛ حراك يهدف إلى تقويض أركان أجهزتنا الأمنية بدعاوى الزيف والباطل. فمن يدعى أنّه يريد (إعادة هيكلة المخابرات على أساس وطني) نقول له عن أيّ وطن تتحدث؟ إن كنت تعني الأردن فعلى حسب علمنا أن منتسبي هذا الجهاز أردنيون أقحاح أبا عن جدّ وليسوا من كوريا ولا من نيجيريا. إلّا إذا كنتم تقصدون أردنًا ممسوخًا تفصّلونه وفق مقاسكم ومقاس من يشايعكم، متناسين أنّ للأردن ربًّا يحميه وشعبًا يذود عن كرامته بالنفس والنفيس. ومن يدّعي أنه يريد( رفع القبضة الأمنية عن الحياة السياسية والمدنية للحرص على أمن الأردن ومصالحه العليا) فعن أي أمن تتحدثون وأنتم تبغون تنحية دائرة المخابرات عن مهامها التي نشهد لها به من إنشائها؛ وهل السبيل إلى الحرص على أمن الأردن يمرّ بالتطاول على أشرف أجهزته وأكثرها إخلاصًا ووفاء لترابه. أمصالح الأردن العليا في أن تتحوّل دائرة المخابرات العامة إلى تابع لذاك الفصيل أو ذاك التنظيم. تقولون إنّ( المخابرات المعيق الأول للتحوّل الديمقراطيّ الذي ينادي به الشعب) نردّ: لم تكن الملكية في الأردن ولا الأجهزة الأمنية يوما ما تسلطية ولا ديكتاتورية كي نتحوّل إلى الديمقراطية؛ ففي الديكتاتوريات دماء وتشرّد واغتصاب وفلتان أمنيّ لم ولن نشهده في الأردن؛ هناك القبضة الأمنية قذائف وصواريخ ومدافع، وهنا القبضة الأمنية التي تدّعون حلم وتعقّل وصبر على الأذى. وأخيرًا، أين هذا ( الشعب) الذي خوّلكم الحديث باسمه، ورخّص لكم الاعتصام والإساءة أمام دائرة المخابرات. إذا أردتم إصدار بيان ما أو فعالية حراكية معينة فانسبوها لكم ومن على رأيكم فقط ولا تنسبوه إلى( الشعب) الذي تطاولتم عليه وعلى أجهزته الأمنية التي نحني لها جباهنا حبًّا وتقديرًا ومودّة، لاخوفًا ولا رهبة ولا تملّقًا.
أيها الأردنيون النّشامى، لا يسعني إلّا أن أقول أخيرًا: هذا الذنب من ذاك الرّأس. فكونوا على حذر.