أخبار البلد - من المقرر أن يوقع الأردن والعراق قريبا اتفاقية لتبادل سجناء كلا البلدين، كي يقضوا مدد محكومياتهم في مراكز الإصلاح والسجون كل في بلده، حسب ما أكدت مصادر عراقية مطلعة.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها إلى "الغد"، إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وقع مشروع الاتفاقية التي من المؤمل أن تدخل بصيغتها النهائية حيز التنفيذ قريباً، فيما يختص بتبادل سجناء كلا البلدين".
وكان رئيس الوزراء سمير الرفاعي، الذي زار بغداد في 3 الشهر الحالي، بحث مع المالكي موضوع المعتقلين الأردنيين في العراق.
وكان السفير العراقي السابق في عمان سعد الحياني قال إلى "الغد" إنه كانت هناك مراسلات أردنية عراقية في السابق، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد في ما يختص بتسوية ملف معتقلي كلا البلدين، لجهة أن يقضي السجناء "من غير الإرهابيين" مدد محكومياتهم، كل في سجون بلده، وذلك استنادا لاتفاقية الرياض الأمنية التي وقع عليها البلدان في عمان.
وأبلغت مصادر مطلعة "الغد" أن السلطات العراقية سمحت لوفد من السفارة الأردنية في بغداد، بزيارة سجن الرصافة والتقاء معتقلين أردنيين.
وفي سياق متصل، نفت السفارة العراقية بعمان وقوع أي حالات تعذيب لأردنيين في السجون العراقية.
وقال مصدر مطلع فيها، إلى "الغد"، إنه "منذ اللحظة الأولى ونحن نجري اتصالاتنا مع إدارة السجون العراقية، التي أكدت لنا عدم وقوع أي حادثة تعذيب لأي مواطن أردني يقبع في السجون العراقية".
وكانت النقابات المهنية طالبت الحكومة بالعمل على توفير الحماية للأسرى الأردنيين في السجون العراقية، والعمل على الإفراج عنهم وعودتهم إلى أرضهم ووطنهم بأسرع وقت.
ودعت، في مذكرة وجهتها إلى رئيس الوزراء سمير الرفاعي أول من أمس، للإيعاز لمن يلزم بمتابعة موضوع "الاعتداء" على الأسرى.
من جهته، قال عضو لجنة الحريات النقابية المهندس ميسرة ملص إن أسرة الأسير الأردني جواد أحمد البدور "تلقت" اتصالا هاتفيا من ابنهم المعتقل في السجون العراقية،
أخبرهم فيه بأن مدير السجون العراقية اللواء جواد الكاظمي "قام بزيارته والاطمئنان على وضعه، وأخبره بأنه سينقله والأسرى الأردنيين إلى سجن مناسب بصورة منفردة ليلاقوا معاملة حسنة".
وأضاف ملص، في تصريح صحافي أمس، إن الأسير البدور اتصل مع ذويه من خلال الهاتف الشخصي للكاظمي، حيث عبر أهله عن شكرهم للنقابات المهنية ودورها في الدفاع عن الأسرى الأردنيين.
وكانت النقابات أرفقت مع المذكرة التي وجهتها للرئيس الرفاعي، استدعاء مقدما من والدة البدور، والتي تقول فيه "إن ابنها قد اتصل بها من داخل سجن الرصافة في العراق في الثاني عشر من الشهر الحالي (حيث إنه محجوز هناك هو وزملاؤه من الأردنيين)".
وأضافت في الاستدعاء "أن أبنها أخبرها بأنه يتعرض ورفاقه للاعتداء من قبل ما يقارب من 150 معتقلا ممن يسمون بجيش المهدي بالتعاون مع السجانين العراقيين، ونتج عن ذلك إصابته بكسر في إصبعه فضلاً عن إصابة رفاقه بجروح مختلفة".
وقالت والدة المعتقل البدور، إلى "الغد"، "إن ابنها تعرض لاعتداء بالسكاكين من قبل افراد ينتمون لجيش المهدي، ما أدى إلى إصابته بكسور متفرقة"، مناشدة الحكومة الإسراع بالإفراج عن ولدها وجميع الأردنيين المعتقلين في العراق.
وما تزال قضية المعتقلين الأردنيين في السجون العراقية والمعتقلات الأميركية تراوح مكانها منذ أكثر من عام ونيف، على الرغم من إعلان أكثر من مسؤول أردني وعراقي عن قرب طي صفحتهم.
ويبلغ عدد المعتقلين الأردنيين في السجون العراقية والأميركية بالعراق، حسب تقديرات المنظمة العربية لحقوق الإنسان، نحو 50 معتقلا، اعتقل أغلبهم في ربيع العام 2003، في أعقاب الاحتلال الأميركي للعراق.
ويشار إلى أن السلطات العراقية، كانت أفرجت منتصف العام الماضي عن مواطنين أردنيين كانا معتقلين في العراق.