اخبار البلد : دعا العميد المتقاعد د.علي الحباشنة.. رئيس اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين في الأردن في مقالة نشرها في جريدة الخبار اللبنانية بعنوان ( لن يكون الأردن معبراً للاعتداء على سورية ) الشعب والجيش الأردني، إلى التصدي لمؤامرة توريط الأردن في العدوان على سورية، ولمخططات الكونفدرالية التآمرية، وإلى كنس القوات الأجنبية المعتدية من بلادنا. فلم يعد السكوت ممكناً على من يبيعون الأردن وفلسطين، وكل ما تصل إليه أيديهم، وقبض الثمن على حساب خبز الشعب ومصير الوطن.
وكان العميد المتقاعد د. الحباشنة قد استعاد في مطلع مقالته ما نقلته وكالة ( أ.ف . ب ) من أن زيارة أوباما للمنطقة بيّنت ان كل ما يهمه هو ضمان سيطرة ( إسرائيل ).
وقال العميد د. الحباشنة في مقالته ، أن قوى وطنية وقومية ويسارية وشعبية أشهرت في عمان «اللقاء الوطني لحماية الأردن ومساندة سورية »، الذي سيعقد مؤتمره التأسيسي الجماهيري في النصف الثاني من الشهر المقبل (أيار ) تحت عنوان «لن يكون الأردن معبراً للاعتداء على سورية، وتنفيذ مؤامرة الوطن البديل والكونفدرالية».
وأضاف الحباشنة في مقالته أن الأردن يواجه أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، غدت ماثلة للعيان أمام أعيننا، وجاءت كنتيجة مباشرة لفشل الحكم الذريع في إدارة الدولة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، الأمر الذي أوصل المواطن الأردني إلى حد اليأس والإحباط، وأدى إلى ازدياد معدلات الفقر والبطالة، وتردي الخدمات الأساسية، من تعليم وصحة ورفاه اجتماعي، بصورة لم تشهدها البلاد من قبل. كما أدى تفشي الفساد، في جميع مفاصل حياة شعبنا، إلى تفكيك مؤسسات الدولة الرئيسة وبيع أصولها ومواردها، وإلى إيصال مديونية البلاد إلى ما يربو على 21 مليون دينار، ما أدى إلى مصادرة القرار السيادي للدولة، وأفقد الشعب الثقة بأركانها.
وفي غضون ذلك ( يتابع العميد د. الحباشنة ) أن الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل»، ومن ورائهما القوى الظلامية في بعض الدول الخليجية، يسعون إلى توريط الأردن في مخططات ضد مصلحة شعبنا ووطننا، وضد إرادة جماهيرنا، التي يحاول النظام عبثاً تركيعها بالتجويع والأكاذيب، علَّ ذلك يجعلها تقبل بما يدور من مؤامرات على مصير الأردن ومصير فلسطين ومصير سوريا.
وشدد العميد د. الحباشنة أن تصريحات وزير الدفاع الأميركي الأخيرة بيّنت أن واشنطن عازمة على زجّ الجيش العربي الأردني في العدوان المستمر منذ سنتين على الأراضي السورية، حيث أعلن عن قرب وصول 200 من العسكريين الأميركيين، للانضمام إلى القوات الأميركية الموجودة في الأردن، وكمقدمة لقوات أخرى ستأتي لاحقاً، إضافة إلى نصب بطاريات «باتريوت» على الحدود مع الشقيقة سورية، والذي يعتبر اعتداء على السيادة الوطنية الأردنية وبالتالي فإنه لا يحق لأي كان اتخاذ قرار لاستباحة الأرض والسماء الأردنية من قبل قوات أجنبية، وهذا يحتاج إلى العودة إلى للمؤسسات الدستورية صاحبة الاختصاص.
كما بيّنت زيارة أوباما للأردن، ( والحديث ما زال للعميد د. الحباشنة ) التي أعقبت تعبيره عن حرصه الشديد على المصالح الصهيونية، بزيارة القدس المحتلة، وتبنيه «يهودية الدولة العبرية»، أن كل ما يهم دوائر القرار الأميركية التي يمثلها ، هو ضمان سيطرة «إسرائيل» على المنطقة، ودعمها في مؤامراتها الاستيطانية ومحاولاتها تفريغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من أهلها.
وأكد العميد د. الحباشنة أن حديث اوباما ذاك ياتي وسط أحاديث عن مفاوضات بين رأس السلطة الفلسطينية وعرّابي «وادي عربة»، لتمهيد الطريق أمام كونفدرالية تآمرية، و«اتحاد جمركي» بمركز «إسرائيلي» وطرفين «فلسطيني» وأردني تابعين لخدمة مخططات إعادة تقسيم المنطقة لخدمة المصالح الغربية ــ الصهيونية. وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني المناضل من أجل تحرير وطنه، والشعب الأردني الذي يرى في ذلك خدمة مدفوعة الأجر للمشروع الصهيوني من جانب أطراف في النظامين الأردني والفلسطيني، على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ووطنه، وعلى حساب الأردن ومستقبل أبنائه، بعد أن حوله السماسرة إلى شركة قابضة تابعة لإرادة أسيادهم وقرارات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وكشفت الزيارة، وما تلاها من تقارير وتصريحات صحافية مختلفة، أن ثمّة ضغوطاً لتوريط الأردن في التآمر المباشر على وحدة الأراضي السورية، من خلال تدريب مرتزقة سوريين، وغير سوريين، بإشراف منظومة استخبارات أميركية وعربية، وتسريبهم إلى جنوب سوريا؛ والترويج لإقامة منطقة عازلة بذريعة عدم قدرة الأردن على تحمل الضغط السكاني للاجئين السوريين، والحديث عن ضرورة توفير البيئة المناسبة لمواجهة الأزمة الإنسانية للاجئين، وإعلان محافظات الشمال مناطق منكوبة لتمرير المؤامرة.
غير أنّ الصمود والانجازات التي حققها الجيش العربي السوري في الأسابيع الأخيرة، قد بيّنت أن كل ما يحاك من مؤامرات هو مجرد أضغاث أحلام. ولا بد لمن يروجون للمناطق العازلة في جنوب سورية، بعد أن فشلت مؤامرات العثمانيين الجدد في هذا الصدد شمالاً، ومحاولات من باعوا أنفسهم لوهابيي الخليج في شمال لبنان، من أن يدركوا أن مثل هذه التخرصات لن تمر على الأردنيين.
إن محاولات توريط الأردن في العدوان على سورية إنما تأتي في سياق تفكيك الدولة الأردنية، وبصورة أساسية من خلال تدمير قدرات الجيش العربي الأردني بوضعه في مواجهة الجيش العربي السوري، تمهيداً لإعادة تركيب الدولة الأردنية على مقاس مؤامرة الكونفدرالية والوطن البديل، وخدمة للأهداف الاستعمارية في المنطقة والهيمنة على الوطن العربي.