لا يختلف اثنان على ان الله سبحانه قد وهب الأردن طبيعة لم تتوفر لغيره في كثير من بلدان العالم، التنوع الذي اصبح ميزة لهذه الديار، شد انتباه العالم كله الى بلادنا، فأصبحت محجا لأصحاب العقائد الدينية المختلفة، ومقصدا للراحة والاستجمام لهواة الطبيعة الخلابة وما تتمتع به من جمال لا يوصف، او دفء عز نظيره في بلدانهم التي تفتقر الى شمس دافئة تمدهم بالطاقة والأمل.
ما من شك ان الحكومات المتعاقبة اعطت اهتماما كبيرا بقطاع السياحة، كونها تدر دخلا جيدا من العملات الصعبة التي من شأنها ان ترفد مدخولات الخزينة، واضحى لدينا طواقم من اصحاب المهارة والخبرة في ميدان السياحة والآثار لإدارة هذا المرفق الهام وتزويده بالأيدي المؤهلة التي تقدم الخدمات للسائحين والمرتادين لتلك المواقع الكثيرة المنتشرة على طول البلاد وعرضها، على اعلى المستويات وافضلها، وهذا هو الواجب المفروض، سيما ونحن قد عُرفنا بالشعب المضياف.
البتراء التي هي من عجائب الدنيا السبع، لا أظن ان ثمة طفلا في العالم لم يسمع بها ولا عجوزا في اطراف الدنيا لم يرن قلبها لها وتتمنى زيارتها، اضف الى تلك جرش وعجلون والكرك والشوبك وقصور الصحراء وسواها، أما الأغوار فحدث ولا حرج، البحر الميت بميزاته الفريدة ولوحده كفيل باستقطاب ملايين السياح من الخارج والداخل، وهذه حقيقة لا شك فيها ولا ريب.
في هذا السياق من حق المواطن الأردني ان يتمتع بسحر بلاده في المنتجعات والأماكن الأثرية الدينية وغير الدينية، وهذا حق مكفول له بقوة القانون، لكن القائمين على بعض هذه الأماكن السياحية (احيانا) لا يقومون بتشجيع المواطنين ويضعون العراقيل في وجه هذا المواطن الذي بات في كثير من المرات أن يفضل الذهاب الى خارج البلاد، امام سلسلة من الإغراءات حيث تتساوى مع اماكننا في مستوى الاسعار والإنفاق، والخدمة الأفضل.
مستوى الخدمات ومستوى الأجور والنظافة والتسهيلات كلها عناصر هامة من شأنها ان تجذب السائح الأجنبي والوطني ايضا وتستقطبه لصالحها، لأنه ضالتها المنشودة، لكن عندما يضطر المواطن على سبيل المثال لا الحصر، لدفع مبلغ ثلاثة دنانير ونصف عن الشخص الواحد كرسم دخول لشاطئ عمان السياحي على البحر الميت، ثم يضطر ان يقف في طابور طويل امام دورات المياه القليلة العدد، كي يتمكن من قضاء حاجته، تصبح مثل هذه المسألة موضعا للتذمر والتندر في نفس الوقت، بطبيعة الحال الأسرة الواحدة التي تدفع مبلغا لا يقل عن خمسة عشر دينار عبارة عن رسم للدخول فقط، من حقها ان تجد مظلة تمنع عن افرادها حرارة الشمس، وليست مظلة مكشوفة سقط عنها غطاؤها فاصبحت عارية كالشجرة في الخريف، ومن جهة أخرى أليس من حق هذا المواطن ان يجد دورات مياه كافية ؟ كي يتجنب الوقوف في الطابور الطويل، لتسمع ان شخصا في آخر الطابور يستنجد للسماح له بالدخول قبل غيره !!لأنه يعاني من مرض السكري..
سياحتنا الداخلية في نظر الكثير من أبناء شعبنا منقوصة، بسبب ارتفاع اسعار الغرف الفندقية وارتفاع نسبي لرسم الدخول، ما يستوجب وزارة السياحة ودوائرها الى اعادة النظر والاهتمام بالسائح الوطني على قدم المساواة مع السائح الأجنبي، فهذا هو وطنه ومن حقه ان يستمع بسحر جمال طبيعته مهما كان نوعها او تصنيفه