|
|||
يستخدم كثير من السياسيين والإعلاميين والمحللين والمفكرين اصطلاح " الإسلام السياسي " للتعبير عن حركات إسلامية هنا وهناك ، فهل هذا الاستخدام صحيح ؟ من حيث المبدأ فإننا نسير على قاعدة لا مشاحنة في الاصطلاح ، لكن لكل قاعدة استثناءات وشواذ . الإسلام هو دين رب العالمين لا دين فئة حزبية ، ولهذا لا بد أن نفصله عن ممارسات الناس وسلوكاتهم ، فالجماعات الإسلامية متعددة ولافتاتها كثيرة ومناهجها ووسائلها مختلفة ولهذا فأية جماعة منها لا تعبر بالضرورة عن الإسلام فقد تعكسه مواقفها وقد تعكس نقيضه ، ولهذا قال الإمام محــــمد عبــــــده لما زار فرنسا ( وجدت الإسلام ولم أجد المسلمين ورجعت إلى مصر فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام ) في اعتراف بوجود أخلاقيات في فرنسا مثل الصدق والأمانة مع أن الغالبية العظمى غير مسلمين بينما الحـــــال في مصر وجود ملايين المسلمين لكن الســــــلوك لا يقبله الإسلام!!! إذاً هنـــــــاك فرق كبـــــير بـــــين الإسلام والمسلمين ، الإسلام دين الله ، بينما المسلمون هم بشر عاديون فيهم المصيب والمخطئ سواء كانوا أفراداً أو جماعات .
إن الإسلام فيه سياسة واقتصاد واجتماع وأخلاق ، فهو عقيدة وشريعة ونظام حياة . لقد امتلأت الساحة العالمية بجماعات ذات اهتمامات مختلفة فهذا يركز على الأخلاق وهي الجماعات الصوفية ، وذاك يعتني بالسياسة فكان حزب التحرير والإخوان ، وثالث يريد السلاح فكانت القاعدة وغير ذلك من الجماعات والاهتمامات ، فمن مارس السياسة فهو حزب سياسي لكنه ليس ناطقاً باسم الإسلام سواء شارك في الحكم أو البرلمان أو قاطع أو اكتفى بالنقد والتحليل السياسي والتنظير ، لأن العمل السياسي تقديرات واجتهادات وهي لا تعبر عن أحكام سماوية إطلاقاً ، وبناء عليه فلا يصح القول بوجود إسلام سياسي وإسلام اقتصادي بل هناك مسلمون يمارســـون السياسة أو الاقتصاد وبالتالي نجاحهم أو فشلهم يعود عليهم و لا يقال نجح الإسلام أو فشل ، فدين الإسلام أكبر من هذه التعبيرات وهذه الجماعات. |
هل هناك إسلام سياسي ؟
أخبار البلد -