المشاورات بين النواب ورئيس الديوان انتهت واسم رئيس الوزراء المكلف سيعرف في الايام المقبلة وتأتي الورقة النقاشية التي طرحها الملك مع بداية الاسبوع لتثير التوقعات والتكهنات حول شخصية الرئيس المقبل وعن طاقمه الوزاري وسؤال المليون سيكون : هل سيدخل النواب الحكومة ام ما واذا دخلوها فما هو عدد الوزراء النواب ؟ .
المصادر السياسية تتداول معلومة بان الملك سيختار الرئيس من الاسماء التي رشحها النواب في المشاورات مع الدكتور فايز الطراونة ، مع ان بعض المراقبين لا زالوا يعتقدون بان الملك سيفاجئ الجميع باسم رئيس الحكومة المقبلة كما عود الاردنيين منذ بداية عهده .
في كل الاحوال يبقى اختيار رئيس الوزراء من صلاحيات الملك الدستورية وتبقى الاستشارات في الميزان الدستوري استشارات قد يؤخذ بها او لا يؤخذ .
في الواقع تعتبر الورقة الملكية الجديدة التي نشرت امس خارطة طريق للدولة والمجتمع وهي في شموليتها ترسم لوحة في الأفق لمستقبل الاردن ابتداء من دور الملكية وانتهاء بدور المواطن مرورا بمستقبل الحكومة والمجلس النيابي والاحزاب على خريطة التحولات الديموقراطية.
وكنت آمل ان تتناول الورقة الملكية دور الاعلام بتوسع وتفصيل بنفس المساحة التي حظيت بها السطات الاخرى خاصة وان الاعلام هو احد البنى الاساسية لنجاح التحولات الديموقراطية ودوره مركزي في إنجاح كل محور من محاور الورقة الملكية ، للإعلام دور في تعميم ثقافة الديموقراطية التي تحدثت عنها الورقة وفي فتح المنابر لتطور الاحزاب وتعميم المعرفة بأعمال السلطتين التشريعية والتنفيذية .
تغطي الورقة الملكية مفاصل الاصلاح الذي يقود الى حكومات برلمانية ، وكتل اغلبيه وأقلية نيابية بقواعد حزبية ، كما تحفز المواطن والمجتمع المدني لأخذ مكانته في مستقبل النظام السياسي ، انها خريطة طريق مثالية للتحول نحو الديموقراطية فهي تقتصر على النقاط الرئيسية انما تذهب الى التفصيلات في تحديد الصورة المطلوبة للدولة والمجتمع والاحزاب .
ما تحتاجه الورقة الملكية النقاشية الثالثة ان تكون مركزا للنقاش والحوار على المستوى الوطني لانه بدون ذلك لن تصل الى القطاعات الواسعة من الراي العام، اي القطاعات التي لها مصلحة في التغيير والتي اعتقد ان الورقة الملكية استهدفت الوصول اليها عندما غطت كثيرا من الاجوبة على الأسئلة المطروحة شعبيا حول الاصلاح والبرلمان والحكومات ودور المواطنين في كل ذلك .
الساحة الوطنية تفتقر للنقاشات الموسعة والجادة التي تتناول القضايا الاساسية لنهضة الاردن وتقدمه وكل ما يجري في الراي العام يدور حول أشخاص او عن اخبار من هنا او هناك تحتمل الصحة او انها بلا اساس ، والمسألة في رأيي ان تتضافر جهود الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني والاحزاب والجامعات لايجاد منابر يتداول فيها الناس الراي حول ما يطرحه الملك في أوراقه ، وان تتاح الفرصة لمختلف الآراء حول ما جاء فيها بكل حرية بعيدا عن أساليب النفاق والتملق التي تسئ لصورة الجميع .
نقاش ينشر على الناس لتعم المعرفة ولكي يرسي المجتمع على وعي جديد اصبح ضروريا لإنجاح التحولات نحو الديمقراطية وبدون ذلك يصبح الطريق اكثر صعوبة .