لم تفلح كافة النداءات في ثني نفر من التجار بعدم التعامل مع العدو الصهيوني؛ كون هذا التعامل محرما شرعا بفتاوى علماء المسلمين الاجلاء، لأنه يصب في مصلحة وتقوية العدو الصهيوني؛ الذي يدنس الاقصى ، ويهوّد القدس ، وينكل بالاسرى ، ويحاصر غزة ، ويقتلع أشجار الزيتون، ويصر على الاستيطان ، ويرفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.
لم تجد هذه النداءات، والتي وصلت الى حد التوسلات في اقناع هذا النفر من التجار، وبقوا مصرين على تصدير الزيتون الاردني الى العدو، واستيراد الخضار والفواكه منه "البطاطا، الجزر، الكاكا، الافاكادو، المانجا..الخ” .. وبالأمس فاجأتنا الصحف بتصريح لرئيس اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران يعلن فيه”ان الاتحاد يدرس اصدار قائمة سوداء باسماء مصدري وتجار الخضار والفواكه والشركات الزراعية ،التي تقوم باستيراد وتصدير ارسالياتها عبر ميناء حيفا ، والاتحاد يرفض هذه الاعمال جملة وتفصيلا؛ لأن التعامل مع العدو الصهيوني عمل مرفوض” الدستور 26الجاري.
جرأة هؤلاء التجار في الاصرار على التعامل مع العدو، رغم الاعمال الاجرامية التي يقارفها ضد أهلنا الصامدين في وطنهم ، وآخرها تعذيب أحد الاسرى حتى الموت”عرفات جرادات” ، ورغم تنديد العالم كله بهذه السادية والعنصرية التي وصلت حدا غير معقول ولا مقبول، تؤكد أنهم أسرى انانيتهم.. لا يفكرون الا بانفسهم ، وبثرواتهم ،التي تضخمت على حساب الوطن والمواطنين، وانهم -كما يقول المثل- مستعدون للتعامل مع الشيطان ، ما دام هذا التعامل يزيد في ثرائهم وثرواتهم.
وفي ذات السياق ، أشرنا في هذه الزاوية ، الى حملة "استح” التي يقودها نشطاء مكافحة الصهيونية ومقاومة التطبيع، لمنع استيراد الملابس من العدو، وعرضها في محلات التصفية، ودعوْنا النقابات المهنية والاحزاب وكافة مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين بعامة، الى مؤازرة هذا الحملة الشجاعة، وها نحن اليوم ندعو هؤلاء جميعا الى مقاطعة التحار الذي يستوردون البضائع والخضراوات الاسرائيلية ، او يقومون بتصدير الخضراوات والفواكه الاردنية عبر ميناء حيفا، كسبيل وحيد لمقاومة التطبيع ، بعد أن رفض هذا النفر نداء الواجب .. نداء الوطن ، ونداء القدس والاقصى.
ان خطورة استمرار التطبيع مع العدو، ورفع وتيرته ليصل الى مرحلة التصدير والاستيراد عبر ميناء حيفا، يستدعي أيضا تطوير أساليب مقاومة التطبيع، بعد أن ثبت بأن النداءات ومخاطبة الضمائر غير الموجودة لا يجدي ، ولا بديل من تشديد المقاطعة على التجار المطبعين، ومقاطعة البضاعة الاسرائيلية المستوردة ، واستمرار حملات التوعية على مدار العام، وعبر كافة وسائل الاعلام؛ للجم هذا الوباء قبل أن يستفحل.
باختصار..... ندعو مجلس النواب الى تبني وقف التطبيع ، ومقاطعة منتوجات وبضائع العدو ، ردا على موقفه الرافض الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، واصراره على تدنيس الاقصى ،وتهويد القدس، والتنكيل بالأسرى.
ولكل حادث حديث.