البرلمان الأردني الجديد: مش حتئدر تغمض عينيك!

البرلمان الأردني الجديد: مش حتئدر تغمض عينيك!
أخبار البلد -   مشهدان أحدهما تراجيدي لحد إغريقي والثاني ساخر لحد الثمالة في نشرة أخبار واحدة لمحطة الجزيرة.
المأساة يمكن تلمسها منقوعة بالألم والحسرة عند رصد اللقطات الفوتوغرافية المتاحة عن زميلنا المراسل الحربي محمد المسالمة الذي سقط شهيدا بإسم الحقيقة برصاصة لقناص من جيش بشار الأسد في محافظة درعا.
الصور توحي بأن الزميل الشهيد لا يوجد له أرشيف في محطة الجزيرة ولذلك بسبب بطبيعة الحال فالرجل بالأصل ثائر وعمل مع الجزيرة منذ تسعة أشهر فقط.
لكن الكاميرا التي حملته لم تسعفه كثيرا ولم تطيل في عمره المهني فسقط برصاصة غادرة وانتهت حياته القصيرة بصورة حملها توفيق كريشان للشهيد أمام مقر الجزيرة في الدوحة... أي غفران يرتجي بعد كل هذا الدم الذي يسقط بالشام؟.
للعلم الشهيد، وحسب الخلفية السوداء لنعي الجزيرة، ولد عام 1980 وسقط مطلع 2013 قبل ان يلحق به زميل له حاول إسعافه.
في المشهد الثاني وفس نفس النشرة الإخبارية تمد السخرية لسانها ضدنا نحن العرب فالرئيس باراك أوباما يحلف اليمين الدستورية وصوت الزميل محمد العلمي يجلجل مع صورة الحدث وفي الخلفية جلس (علية القوم) وكبار المسؤولين في حالة لا توحي بأنهم يحترمون وقار المناسبة.
جماعتنا من رموز النظام الرسمي العربي يجلسون كالأصنام تماما خلف الزعيم الضرورة.لا يبتسمون ولا يتفاعلون و(يسبهلون) فقط على حد تعبير الراحل يونس شلبي أما جماعة أوباما فقد شاهدت بعيني أحدهم يلوك (العلكة) وآخر يباعد بين رجلية ويحركهما بطريقة بهلوانية وثالث عجوز يتبادل الحديث مع جار له وأخرى تضع ساقاً فوق الثانية ..كل ذلك خلف زعيم أقوى دولة في العالم.

بوسة على الهواء مباشرة

ما فعله مراسل التلفزيون الأردني في مدينة الطفيلة الزميل المخضرم ماجد القرعان كان مألوفا بالنسبة له ومعتادا فالرجل وعلى الهواء مباشرة تلقى مباشرة من رئيس لجنة الانتخاب الفرعية خبر فوز أحد المرشحين والتقطه وأجرى معه مقابلة سريعة على الهواء ثم حتضنه وقبله أمام الشعب المهووس بالعرس الديمقراطي.
..حصول ذلك ليس أمرا غريبا لمراسلي تلفزيون يفعلونه منذ عام 1989 وفي كل الإنتخابات واللافت في المسألة أن الأحضان والقبل بثت على الهواء قبل إعلان الهيئة المستقلة للإنتخابات كجسم دستوري جديد عن النتائج رسميا .
لكن الأهم أن إتهامات التزوير والتلاعب بالإنتخابات سببها هذه المرة شاشة الحكومة التي أرهقت الجميع بنشر أخبار فائزين قبل النتائج القطعية تبين لاحقا أنهم خاسرون، فكلمة التلفزيون كالسيف دوما مصدقة وكل من إشتكى من التلاعب أو أحرق الإطارات بدأ خطبته بعبارة : نشروا إسمي على التلفزيون وبعدين خسرت ونجح فلان أو علان.
الوضع يذكرنا بعميد الصحافة الراحل محمود الكايد الذي كان يقول: من لم يمت بالرأي لم يمت بعد ..القصد من لم ينشر نعي وفاته في 'الرأي' لا زال بالنسيبة للمجتمع على قيد الحياة، بالنتيجة من نشر تلفزيون الحكومة إسمه فائزا سيحيا ويعيش وهو مؤمن بأن لعبة ما أطاحت به في اللحظات الأخيرة.

مذيعة وبرلمان

سنة حميدة بدون شك تلك التي تتبعتها زميلتنا التي أصبحت عضوا في مجلس الشعب رولا الفرا عندما إمتطت صهوة محطتها الفضائية جوسات بعد النجاح وبدأت بإستطلاع ميداني على الهواء تسأل فيه الشعب: هل أمضي قدما في البرلمان أم أقدم إستقالتي؟.
أغلبية المتصلين عمليا قالت للزميلة بأن عليها البقاء تحت القبة وهو تكتيك يمكن نجمتنا بطبيعة الحال من إظهار قدر من المرونة بعدما صرحت بإنفعال بأنها ستستقيل مبكرا.
شخصيا أصوت لصالح بقاء الزميلة الفرا عضوا في البرلمان المزور فقد تكون شاهدتنا الوحيدة على ما يحصل وسيحصل بشرط واحد فقط أن تمارس الشفافية التي طالما طالبت بها وتبلغ الشعب ما يجري تحت قبته لإنه بالعادة آخر من يعلم وأول من يبيع صوته للمال الانتخابي وأول من يرقص ويغني ويصفق للفاسدين.

مش حتئدر تغمض عينيك

وعلى سيرة الفرا وجوسات لابد من تهنئة باقة من ملاكي البقالات الفضائية الذين قادتهم دكاكينهم مع أموالهم لقبة سلطة التشريع حيث نجح ستة من نجوم الشاشات وأصحابها ..أحدهم أوقف بث كل البرامج في محطته وكرس الساعات فقط لتغطية وقائع الإحتفال الأممي بفوزه في الإنتخابات.. آخر ظهرت شاشته مع موسيقى وهو داخل السجن يلقي بيانا على الأمة اما الثالث فلم نتبين بعد خيره من شره والخامس والسادس ينطبق عليهما قول {كل الناس خير وبركة}.
هؤلاء مع برلمان 2013 سيتحفوننا نحن الأردنيين بالتأكيد بكل ما لذ وطاب من وجبات علمية وتشريعية وبحثية معمقة في عمق العملية السياسية والتشريعية والإصلاحية والإستراتيجية.
وأنا شخصيا واثق تماما من أن الزملاء والأخوة من ملاكي الفضائيات الذين يمثلون الشعب الأردني الآن سيكرسون شاشاتهم بعد الفوز لخدمة المواطن والوطن وليس لتغطية تصريحاتهم ونشاطاتهم وتصفية حساباتهم كما يدعي بعض المغرضين.
..باختصار يعني بعد الآن في البرلمان الأردني سنتمثل معايير محطة روتانا سينما { ..مش حتئدر تغمض عينيك} وهي نفس العبارة التي وضعها العشرات من نشطاء الفيس بوك والحراك أسفل صورة ملونة للبرلماني الذي اشتهر باستخدام الأحذية في عملية التشريع.
..نفس المعايير قلدها المذيع المصري الأنيق الذي أدار برنامج {ذا فويس} وهو يقول: إنتم لسه مسمعتوش حاجة... أيها الأردنيون أعدكم شخصيا بمشاهد واستعراضات مدهشة ومتألقة تحت قبة البرلمان تترحمون بسببها على أيام التلاطم بالأحذية والتهديد بنتف اللحى.

نعم مرحلة جديدة

والملصقات كذلك خير وبركة فأمام غابة من المايكروفونات من بينها الجزيرة وبي بي سي عربي ورؤيا وحتى المنار جلس الناطق باسم الهيئة المستقلة للإنتخابات امام ملصق بالبنط العريض يقول(مرحلة جديدة في إدارة العملية الإنتخابية).
هي كذلك بكل تأكيد جديدة تماما في تأخير نتائج الإنتخابات لأكثر من 25 ساعة وطازجة في حجب الأرقام عن الجمهور وعصرية جدا في كل تقنيات التلاعب الذكي عبر كبسة زر يمكن ان تغير معطيات بأكملها وهي جديدة لإنها الإنتخابات الأولى التي لا زالت نتائجها متغيرة لليوم الخامس على التوالي.
قد تنتهي المسألة بمرحلة جديدة من الحراك والهتاف في الشارع أيضا ومرحلة أكثر عصرية من الأرشيفات المصورة المحفوظة في بعض الأدراج والمكاتب السرية والتي ستظهر يوما ما بطريقة تحولنا كأردنيين لخبر رئيسي على سي إن إن وجماعة الجزيرة ... ألله يستر.
 
شريط الأخبار مطار الملكة علياء يحافظ على تصنيف الـ4 نجوم مليون زائر لمنصة الاستعلام عن خدمة العلم خلال أقل من ساعة كيف سيكون شكل الدوام والإجازات للمكلفين بخدمة العلم؟ الجيش يجيب.. الأردن يسجل أعلى احتياطي أجنبي في تاريخه إطلاق منصة خدمة العلم - رابط الخشمان يسأل الحكومة هل هذه الموازنة تصنع مستقبل الأردن نقابة أستقدام العاملين في المنازل تبارك لمفوض العقبة محمد عبدالودود التكريم الملكي.. تستحقها وبجدارة مديرة مدرسة تبصم من البيت باصابع اداريات وهذا ما جرى فارس بريزات يحمل مسؤولية الفيضانات للبنية التحتية وشرب "القيصوم" مع السفير الامريكي اعظم الانجازات..!! الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاثنين سعر تذكرة مباراة الأردن والأرجنتين تثير جدلًا واسعًا.. تعرف عليه! سلامي: المنتخب المصري يواجه ضغوطات.. وسنقوم بإراحة لاعبين أساسيين سجال ساخر على مواقع التواصل حول الاسوارة الإلكترونية البديلة للحبس في الأردن مستغلاً المقاطعة.. مطعم جديد في عمان يحاول تقليد مطاعم عالمية شهيرة ثبتت التوقعات.. محافظ العقبة بحاجة الى خرزة زرقاء..!! لماذا عدل فستان سمر نصار عبر قناة محلية ؟ - صورة الحكومة تبرر ايصال المياه مرة بالاسبوع وفاة أكبر معمّرة الأردن عن 129 عامًا في تصريح جريء لوكيل مرسيدس رجا غرغور: لا معنى لوجود شركة نيسان استقالة رئيس جامعة خاصة تكشف المخفي والمستور.. هل سيفتح التعليم العالي تحقيقا بأسبابها