انتفاضة الأنبار وشرارة الثورة

انتفاضة الأنبار وشرارة الثورة
أخبار البلد -  


منذ تمكنت الامبريالية العربية بالتعاون من قوى الاحتلال الأجنبي من تدمير العراق والقضاء على نظامه وتفريق شعبة إلى أحزاب وفرق بمحاصة طائفية وجغرافية بغيضة ومنذ أن تولى العراق رئيس حكومة يدين بالولاء للمرجعيات والانتماء للميلشيات ويعمل بتوجيهات الملالي وأهل السنة في عذاب مقيم يحيق بهم الظلم من كل جانب ويتخطفهم القتل ولاغتيال وتنتهك أعراضهم وتهضم حقوقهم وتسلب كراماتهم ويسجن رجالهم ونسائهم وتهمش قوتهم وتستهدف زعاماتهم وشيوخهم ونوابهم بالتهم الباطلة والمحاكمات الملفقة مثلا ( الشيخ حارث الضاري ثم محمد الدايني وبعده طارق الهاشمي والآن رافع العيساوي ) بالإضافة إلى استبعادهم من جميع الوظائف والمواقع الحساسة في الجيش والشرطة والإدارات العامة حيث شكل هذا الواقع المرير الشرارة المتوقدة لانتفاضة الانبار وباقي المحافظات السنية على حكومة نوري المالكي للتعبير عن السخط ورفض الظلم والطغيان والاستفزاز الطائفي الذي يحاصر وجودهم

ولا زالت تشهد محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين ومدن الفلوجة والرمادي وهيت وعنه وحصيبه والقائم وراوه وحديثة وكبيسة والرطبة منذ 25 / 12 / 2012 تظاهرات حاشدة ضمت مئات الآلاف وشارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولين محليين أبرزهم محافظ نينوى أثيل النجيفي ووزير المالية رافع العيساوي للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء ووقف استمرار الاعتقال والقتل للسنة ومقاضاة منتهكي أعراض السجينات في سجون وزارتي العدل والداخلية إضافة إلى ترديد شعار الشعب يريد إسقاط رئيس الحكومة والنظام وكأن الربيع العربي انطلق في العراق بشرارة من الانبار محافظة العشائر السنية ذات النبض الشعبي المناهض للنظام السياسي في العراق

وقد قطع المحتجون الطريق الدولي السريع شمال الرمادي الرابط بين بغداد ودمشق وعمان وأقاموا مخيم للاحتجاج في المنطقة المحيطة ورفعوا صور الرئيس الراحل صدام حسين وعلم الجيش الحر مع ألعلم العراقي فبل الاحتلال

وما دفع المعتصمين إلى ذلك فقدان الثقة بالنظام في بغداد وشعورهم بأن السياسيين السنّة الذين يتبوءون مناصب عليا في الدولة شركاء في عملية سياسية فاسدة أدت بهم إلى الإقصاء و التهميش و إن التحرك الفعلي لهذا الانتفاضة الشعبية العارمة بدأ بعد عملية مداهمة واعتقال طالت حراس وزير المالية رافع العيساوي القيادي في قائمة "العراقية" المعارضة لرئيس الوزراء نوري المالكي واحد وجهاء الأنبار لكن الحراك سرعان ما تخطى الشرارة الأولى ليشمل مطالب أوسع بكثير تضمنت إطلاق صراح السجينات المعتقلات بدافع الضغط على أزواجهن وأبنائهن المطلوبين لتسليم أنفسهم للعدالة وإطلاق سراح المعتقلين الذي براءتهم المحاكم ولا زالوا رهن الاعتقال وإخلاء سبيل الموقوفين بناء على معلومات غير دقيقة من قبل المخبرين السريين ودون محاكمة وإلغاء مادة
" أربعة الإرهاب " من القانون العراقي التي تستهدف العرب السنة ووقف العمل بقانون المسائلة والعدالة الذي حل محل قانون استقصاء البعث ورفع الحواجز الأسمنتية عن الأحياء السنية في بغداد وتحقيق الشراكة والتوازن في الوظائف العامة وإطلاق صراح المحكومين بالإعدام من إفراد حماية نائب الرئيس السابق طارق الهاشمي

ولازال الكثيرون من الساسة العراقيون في الحكم ينظرون إلى السنة بالمنظار الطائفي ويعتبرونهم بعثيون ووهابيون وصداميون وتكفيريون لا يصلحون للمشاركة في إدارة شؤون الدولة بثقة وأمانة وقد حرص المحتجون على إظهار مفاهيم الوحدة الوطنية وإبعاد الصبغة الطائفية عن احتجاجاتهم حيث عمدوا إلى إطلاق ورفع الشعارات الوطنية الشاملة وحصر خلافهم مع رئيس الحكومة الذي لا يمثل الطائفة الشيعية وإنهم مع جميع العراقيين شيعة وسنة وأكراد وتركمان ضد الظلم والفساد الذي تمارسه الحكومة الحالية

لم تفيد المالكي وساطة صالح المطلق ابن الانبار في شئ حيث واجه استقبال غير مشرف وموقف لا يحسد علية حينما منع من اعتلاء المنصة والحديث وتم قذفه بالزجاجات الفارغة والحجارة والأحذية وولى هاربا تحث الحراسة المشددة رغم انه قاد في السابق مواجهات قاسية مع حكومة المالكي وكان ينعت المالكي بالدكتاتور قبل أن يتصالحا ويعودا للعمل معا

كما لم تفلح محاولات التقارب التي أبداها رئيس الحكومة لتشكيل لجنة قانونية محايدة من ثلاثة قضاة لإعادة النظر في مسألة المعتقلين والمعتقلات ولا تحذيراته باتهام المحتجين بافتعال أزمة طائفية لتقسيم العراق وتخويفهم بأن ما يقومون به عمل خارج على القانون وان الحكومة لن تسكت وسوف تستخدم العنف والقوة و كذلك محاولاته المتكررة إلصاق تهم الهجمات الإرهابية التي تستبيح العراق بأبناء الانبار وهو يعرف قبل غيره أن عصابات القتل والإجرام هي ميلشيات منظمة تقودها زعامات محلية ذات توجهات إيرانية لا يمكن أن يتورط فيها أهل السنة والجماعة وقد رد المحتجون على المالكي بمزيد من التظاهرات وإعلان حالة العصيان المدني وتعطيل الدوائر الحكومية والمصالح الخاصة

ومن الجدير ذكره أن العراق يشهد منذ الانسحاب الأميركي قبل عام أزمة سياسية متواصلة حيث يواجه المالكي اتهامات من قبل خصومه السياسيين بالتفرد والتسلط
وقد توترت العلاقة بين المالكي وإقليم كردستان وصلت إلى حد حشد القوات بين الطرفين كادت أن تصل إلى مواجهة عسكرية شاملة اثر نشر الحكومة العراقية قوات في المناطق المتنازع بين الإقليم والحكومة المركزية
ويعتبر كثيرون نوري المالكي الذي تولى رئاسة الحكومة عام 2006 بمسرحية سياسية وصفت بالمؤامرة والمهزلة انه رجل أسير عقلية مريضة ومهووس بالسلطة وأنه الأب الروحي لتنفيذ سيطرة المشروع ألصفوي الإيراني على العراق وانه ظلم وطغى وبغى وأذل وعذب وأهان العرب السنة
وقد نقلت مصادر متعددة بأن زيارة المالكي الأخيرة للأردن كانت تهدف إلى طلب ضمانات من الأردن بدعم حكمة في حالة اندلاع ثورة مسلحة في الانبار على غرار الثورة السورية لوجود مخاوف وتقارير استخبارتية إيرانية تتهم دوائر أردنية بالتنسيق مع قيادات عشائرية وسياسية وعسكرية في محافظة الأنبار للتخطيط لهذه الثورة دون وجود أي دليل لهذا الاتهام الباطل حيث عرف عن الأردن دوما بعدم تدخله في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية أو أجنبية
وأخيرا يا أحفاد خالد والمثنى والقعقاع يا أهل الانبار الأبطال أن المجرمين يتساقطون اليوم أمامكم كأوراق الخريف فان كان خريفهم فهو ربيع الشعوب وحقبة انتصاراتها والله يمهل ولا يهمل وان غدا لناظره قريب
mahdmublat@gmail.com
شريط الأخبار وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل نبيل قاووق القيادي البارز بحزب الله الاحتلال يؤكد اغتيال القيادي بحزب الله نبيل قاووق الغذاء والدواء توافق على تسجيل 63 صنفًا دوائيًا لتعزيز الأمن الدوائي مهم من الضمان حول توزيع مبالغ مالية التعليم العالي تعلن عن بدء تقديم طلبات القبول الموحد لأبناء الأردنيات المتزوجات من غير الأردنيين قصة نجاح الطالب عنان عدنان رجب دادر من ذوي الاحتياجات الخاصة