لبستُ ملابسي سريعاً ..خرجتُ من البيت..! تذكرتُ بإنني لم أودعها ..رجعتُ سريعاً ..لهاثي يسبقني ..فتحتُ الباب ..نزلتُ على ركبي..نظرتُ إليها ..حضنتها ..تحسستها ..بوستها ..من هون وهون وهون ..نزلت دمعتي ..وقفتُ على قدميّ بصعوبة ..نظرتُ إليها بطرف عيني و أنا أغادر البيت للمرة الثانية ..!
لم أصل بعد إلى دوار الداخليّة في طريقي للبلد ..قلبي قرصني ..صفّيت على اليمين ..أوقفتُ السيارة تماماً ..اتصلتُ بزوجتي : كيف هي الآن ..؟ قالت : والله تمام ..! قلتُ لها : وإنت معي على الخط بالله عليك ادخلي عليها و شوفيها ..و طمنيني عنها ..! قالت : ولا يهمك ..أنا واقفة معها ..ما شاء الله ..خلص وكلها لله يا زلمة ؛ ما رح يصيرلها إشي ..! ذرفتُ دمعتين قبل أن أغلق الخط و أقول لزوجتي : بالله عليك تديري بالك عليها ..هاي أمانة برقبتنا يا وليّة ..!
بعد أقل من ربع ساعة ؛ قلبي وغوشني ثانية ..شيء ما حرّك مشاعري تجاهها ..اتصلتُ بابنتي : يابا ..إمك طمنتني بس خايف تكون إمك ما بدها تقلقني ..بالله عليك اتخشي إنت و تطمنيني عليها ..بالله عليك يابا تتفقديها منيح ..بالله عليك تبوسيها وتقولليلها هاي من أبوي ..بالله عليك بالله عليك ..وانهرتُ في موجة بكاء شديدة مع نشيج و نواح و كلام متقطع ..!! قالت لي ابنتي وهي تشاركني البكاء: خلص يابا ؛ بالله عليك خلص ..!
عندما عدتُ و قبل أن أصعد لشقتي في الطابق الرابع ..كانت العائلة قد وقّفوها على البلكونة لتكون في استقبالي وحتى أزيل كشرتي قبل أن أدخل البيت ..وتبسمتُ فعلاً و بسرعة فتحتُ الباب و حضنتها و بوستها ووضعتها بهدوء على الأرض ..!
تجرأت زوجتي و الغيرة تنط من عيونها : ممكن تفهمني شو قصتك معها ..؟؟ قلتُ لها : شوفي: سمعتهم بيحكوا إنو أشهر من حمل الرقم عشرة رونالدينهو وميسي ومارادونا وبيليه وجرة الغاز الأردنية ..وما بدك أحضنها وأبوسها ..هاي بعشرة دنانير يا وليّة ..عارفة شو يعني عشرة ..؟؟!