الربيع العربي

الربيع العربي
أخبار البلد -  

بدأ الربيع العربي مع اندلاع المواجهات بين المتظاهرين في تونس وقوات الشرطة بعد إقدام البوعزيزي بإحراق نفسة، والسبب المباشر لذلك إقدام السلطات على احتجاز عربته الخشبية ، ثم تجرؤ شرطية بصفعه على وجهه وأمام الناس. فما كان منه إلا إحراق نفسه، وأمام الناس عامة، وكأنه يقول: الموت خير من الحياة، إذا فقدت لقمة العيش والكرامة. ولذا انطلقت بعدها الاحتجاجات الشديدة، والمظاهرات الصاخبة.

وفي مصر كان لاعتقال خالد سعيد، وتعامل أجهزة المباحث معه، وما تعرض له من إذلال وتنكيل، وقسوة وعنف جسدي مما أفضى إلى وفاته، وهو ما حدا ببعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي؛ لإنشاء موقع خالد سعيد والتواصل فيما بينهم. ومن خلال الحشد والتحريض، واقتداء بتونس وانتفاضتها، تمّ تنظيم المظاهرات، والاعتصامات، والتي انتهت برحيل حسني مبارك.

وفي ليبيا والتي تعتبر من أغنى دول العالم، ولو وزعت عائدات النفط على شعبها، لما رأيت فقيراً قط في ليبيا. ومع ذلك كان يعاني الناس من المحاربة في الرزق، والتضيق في العيش، بل وذهبت أغلب ثروتها في مشاريع وهمية، وأحلام زائفة بالعظمة. أما الكرامة والعزة للشعب، فسمى القذافي مقره باب العزيزية، والتي يفهم منه العزة والقوة والأنفة والكرامة، وإن كان المقصود به مكان إقامة الزعيم، إلا أن عزة القائد عز لشعبه، ولا يمكن لهذه العزة أن تكون للقائد أو أن تتحقق إلا من عزة قومه وشعبه أولاً . ولكن أصبح باب العزيزية مكاناَ يُذل فيه الناس، وتنتهك كرامتهم. وأصبح لا يجرؤ المار بجانبه أن يلتفت إليه ، أو يشير له بإصبع السبابة.

أما سوريا فأصبحت القصة معلومة، فعندما اعتقلت قوى الأمن الداخلي طبيبة من درعا، لأنها باركت لصديقتها على الهاتف بسقوط مبارك، فردت عقبال عندنا، فاعتقلت وأهينت، وحلق شعر رأسها، ثم تطور الأمر لاعتقال الصبية صغار السن لمجرد احتجاجهم اللفظي على ماحدث، وانتقل الوضع لتهديد مدير المخابرات في درعا لوجوه وأعيان المدينة بألفاظ يصعب على الأحرار ليس تقبلها ولكن مجرد سماعها.

ولدى العرب قول سائر ومثل مشهور، يقول: القشة التي قصمت ظهر البعير، المعنى أن القشة لا وزن كبير لها، ولا يمكنها وحدها أن تكسر ظهر البعير القوي، ولو وضعنا المئات منها على ظهره، ولكن لكثرة ما حُمّل البعير، كانت تلك القشة هي التي قصمته، رغم قوته الشديدة ، ولذا فهي آخر ما حُمّل على ظهره، وبعدها لم يكن يستطيع البعير تحمل أي شيء آخر.

ولو كانت تلك الأحداث الثلاث تمت قبل عشرين سنة مثلاً، فلن يكون لها أي أثر. بل يمكن الجزم بأن أحداثاً مشابهة ، أو إكثر إيلاماً قد وقعت، ولكن لم تتطور الأمور لأكثر من كونها حدثاً محدوداً. ولكن الوضع في تلك الدول لكثرة الأحداث وضغطها، وكثرة الظلم والتعسف في استخدام قوى الأمن للسلطات والصلاحيات، جعل من تلك الحوادث القشة التي قصمت ظهر تلك الأنظمة، وعلى الرغم من بقاء النظام في سوريا حتى الآن، ولكن حتى لو استمر فلن يكون الوضع مريحاً، ولن ينسى الناس ما حدث، وستكون الثورة في المستقبل أشد وأقوى وأعتى وأكثر إيلاماً للجميع.

والقاسم المشترك بين تلك الحوادث التي قصمت ظهر البعير، هي أمرين: لقمة العيش والكرامة. فالمواطن العربي من المحيط إلى الخليج يريد لقمة عيش هانئة، يتمنى أن يعود لبيته ومعه رزق لأولاده، يسعى لعمل مستقر وآمن، وراتب مجزي ، يسد به رمق العيش، ويدفع عنه الحاجة والفاقة، يتطلع لعيش كريم، فيأكل مثل باقي الشعوب، لا أن يكون المستورد لمخلفات أوروبا من الملابس والحاجيات، يتمنى أن يعيش بوطنه لا أن يكون همه الأكبر وحلمه العظيم السفر لدول الغرب لجني الرزق. فليس من المعقول أن يعيش الشعب المصري يلهث خلف لقمة العيش، فالمواطن يعمل ثلاث فترات وبأماكن مختلفة، فقط ليأكل أولاده.
أتعلمون أن أساتذة الجامعات في مصر مثلا وبعض الدول العربية، لديهم حلم جميل وردي هو شراء سيارة فيات أو نصر، ولن يتحقق ذلك إلا بالسفر والتعاقد مع الجامعات في الخليج. لديهم أمل صعب التحقق وهو امتلاك شقة لا تزيد عن مائة متر، في عمارة قد يبلغ عدد سكانها المئات.

ويريد المواطن العربي كذلك احتراماً وتقديراً ، ويريد اطمئناناً على نفسه وعرضه، يريد أن يعامل بالتكريم، لأن الله كرم بني آدم جميعاً. ولكن أزلام وأذناب السلطة يعمدون لاحتقار أبناء شعوبهم، والاستهزاء بهم، والسخرية بقدراتهم، واختراع كل أنواع وأساليب الإذلال وتطبيقها على أبناء جلدتهم. أما الأعداء والغرباء عن الأوطان فالأمر معهم مختلف، فلهم صدر البيت ومقدراته، ولهم الاحترام والتقدير، والأزلام يصبحون أمامهم كالعبيد الأذلاء.

ومن يرجع به التاريخ ليس لبداية القرن الماضي بل لمنتصفه وعندما كانت المظاهرات والمسيرات العربية تخرج منادية بالوحدة، وطرد الاحتلال الأجنبي ...الخ كانت كل الشعارات سياسية بحته، وتتطرق للأمة العربية جميعاً، وتجعل من العرب كل العرب أمة واحدة.

أما المظاهرات في الربيع العربي، فشعاراتها عموماً وغالباً قطرية، ولم تخرج عن مشاكل وهموم القطر، ثم إن تلك المطالب تتمحور حول العمل ولقمة العيش، والحرية والكرامة الشخصية، واللافت للنظر أن تلك المطالب تتوافق عليها كل فئات الشعب، المسلم والمسيحي، الإسلاميون والشيوعيون، المحافظون والليبراليون ...الخ مما يعني أن تلك المطالبات هي مفقودة لدى الجميع. ولا يتنعم بهنيئ العيش ورغده إلا فئة قليلة، ممن يدورون في فلك السلطان وطاعته، وممن كانوا له أعواناً، وسياطاً تجلد ظهور الناس، وتنهب ثرواتهم، وتنكل بهم.

وآخر هبات الربيع العربي بدأت في الضفة الغربية المحتلة، وكانت اللافتات على التلفزيون مكتوباً عليها(( بدنا نوكل بدنا نعيش)) وهذا في غاية الغرابة، فالشعب الفلسطيني والذي كان من أوائل الثائرين على الانتداب البريطاني، وثورته مستمرة ما يقارب مائة عام على الاستعمار الغربي لأرض فلسطين، هذا الشعب والذي ما زال يرفع علم الثورة العربية الكبرى، لا يرفع في ربيعه العربي شعارت سياسية تطالب بإنهاء الاحتلال ، ولكن كل مطالبه معيشية فقط ، ويرفع شعارات حل السلطة الفلسطينية التي كان يحلم بها، والتي عقد الآمال الكبيرة عليها، فهو لا يطلب منها سوى لقمة العيش، وأن تبتعد عن رزقه ، وتجعله يعيش بكرامة ولو كان ذلك تحت الاحتلال، لا أن تكون السلطة الفلسطينية عوناً للمحتل المغتصب، وسبباً في فقده للقمة العيش، وعوناً للصهيوني الظالم في نزع وهتك كرامته.

إذن هذه هي مطالب الربيع العربي جميعاَ باختصار : مطالبة بلقمة العيش الكريمة، والحياة الحرة.( بدنا نوكل بدنا نعيش) فهل تعمل الأنظمة العربية التي لم يصلها الربيع على تحقيق حلم المواطن العربي: بلقمة عيش طيبة،وحياة كريمة؟؟؟

وإن غدا لناظره قريب.

شريط الأخبار تصعيد خطير.. الجيش الإسرائيلي يخترق ترددات برج مراقبة مطار بيروت الدولي ويهدد بضرب طائرة مدنية إيرانية هاشم صفي الدين يتصدر الأسماء المرشحة لخلافة نصر الله في قيادة «حزب الله» في حال تأكد اغتياله الكيان: لا بديل لنصر الله واغتياله سيُغيِّر الشرق الأوسط ماذا نعرف عن حسن نصر الله الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟ 600 مليون دينار عجز يفاقم أزمة سيارات الكهرباء: ضرائب غامضة وغزو صيني يثيران قلق التجار في الأردن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن رسمياً إغتيال حسن نصر الله بعد استهداف نصر الله والغموض حول مصيره.. “حزب الله” يُغير تكتيكاتها ويجهز نفسه لمعركة طويلة بعد ضرب مركز قيادته السفارة الأمريكية في بيروت تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا ابتكار "أرز صحي" يقاوم ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري اللجنة المالية في اتحاد شركات التأمين ترفع توصيات بشأن تعليمات مساهمة المؤمن لهم في صندوق الضمان سماع دوي انفجارات في تل أبيب صفارات الإنذار دوت في أكثر من 100 مدينة وبلدة في الجليل ومرج ابن عامر خلال دقائق قليلة الخارجية: نتابع حالة السرقة التي تعرض لها مبنى السفارة الأردنية في باريس الأمم المتحدة: التصعيد الأخير في لبنان أقل ما يمكن وصفه به هو أنه كارثي وفيات الاردن اليوم السبت 28/9/2024 طقس حار نسبياً اليوم وانخفاض الحرارة الثلاثاء شهيدان و76 جريحا حصيلة أولية لضحايا غارات الضاحية الجنوبية لبيروت مصدر في الحزب: حسن نصر الله بخير الهيئة العامة للتأمين البحري في اتحاد شركات التأمين تنتخب اللجنة التنفيذية للدورة 2024-2026 برئاسة عودة أبو دية بورصة عمان في أسبوع .. أرقام ونسب