اخبار البلد
قال الشاعر الأردني المغترب زكي أبو حشيش: إن «الغربة ألم ووجع وعذاب وأحيانا هروب من واقع الي آخر، وأحيانا تكون متعة لتحقيق أحلام لم استطيع تحقيقها في الوطن» جاء ذلك على هامش حفل توقيع ديوانه الشعري
«رحلة حالم « في المكتبة الوطنية وهو الإصدار الرابع باللغة الانجليزية.
وتحدث الصحفي والإعلامي المقيم بأميركا «علي العربي» الذي زامل الشاعر «أبو حشيش» بالغربة حيث أشاد بتجربته الشعرية و قدرته على إيصال رسالته إلى المواطنين الأمريكيين والتي كانت لها صدى في تغير بعض الأفكار والمواقف تجاه الشخصية العربية والإبداع العربي، والشاعر العربي عندما يكتب الشعر باللغة الانجليزية بعيدا عن لغة الضاد،
في تقديمه للشاعر قال الكاتب قصي النسور نلتقي اليوم لنحتفي برحلة حالم هذا الإصدار المتميز كونه باللغة الانجليزية حيث يظهر الكاتب في قصائده التراكمات الثقافية للشاعر من محيطه البدوي والديني وتأثره بهذا المحيط ويتصاعد التأثير من قصيده لأخرى ليأخذ بعده القومي والعروبي وقد تميز بسهولته ومباشرته في إيصال رسالته الإنسانية والقومية، وقد قام الشاعر في نهاية الأمسية بتوقيع كتابه و توزيعه مجانا على الحضور
وقرأ الشاعر عدداً من هذه القصائد التي احتواها الديوان والتي قصد منها مخاطبة المتحدثين باللغة الانجليزية و نقل مشاعر و أحاسيس المواطن العربي بلغة بسيطة ومفهومة ومباشرة، عن الهموم التي يعاني منها المواطن العربي و بخاصة تلك المتعلقة بأوضاعه السياسية، والاجتماعية ، حيث أبرز الشاعر قصيدة «رجل غزة»وهي التي عكست ما يعانيه المواطن العربي في ظل حراب الاحتلال والحصار، والذي قال الشاعر أن هذه القصيدة قد لقيت تأثيرا كبيرا لدى المواطنين الأمريكيين اللذين استمعوا لهذه القصيدة
قال أبو حشيش لـ»الرأي» حول تجربته الشعرية، مؤشرا على أهم مراحل تطورها:»
تجربتي كانت منذُ عام ١٩٧٥ وكان نتاجها ديواني الأول عام ١٩٨٤وهو بعنوان «أشواق وأشجان» كتبت به محاولاتي الشعرية والنثرية في بيروت والقاهرة وبعضها أثناء خدمتي بالقوات المسلحة الأردنية كانت معظمها، وعن العشق والهوى وبعضها عن السفر ومتاعب ومحطات السفر، ونشرت بعضها في الصحف المحلية وفي مجلة الكلية الوطنية ومجلة، الأقصى العسكرية»
وعن تجربته الشعرية باللغة الانجليزية قال أبو حشيش: « أن تعرف لغة قوم تأمن شرهم هكذا قالت العرب، ولمعرفة ثقافة أهل أي لغة يجب معرفة لغتهم ومعرفة المداخل إلى تلك اللغة من حيث القواعد اللغوية والتعابير التي تجلب القارئ الأجنبي لقراءة ما تكتبه، والشعب الأمريكي يعشق القراءة وقراءة الشعر والقصص الأدبية
وهو كذلك شعب عاطفي جداً وذلك لتعدد الأصول والمنابت حيث أن أمريكا عمرها لا يزيد عن ٣٠٠ عام وهي خليط ومزيج من كل دول العالم، إضافة لذلك فأن اللغة الانجليزية لغة بسيطة وسلسلة ولمعرفتي بلغتي الأم العربية الغنية بالعواطف والأحاسيس والشجن والحزن كنت امزج أو خلط لكي أخرج بمضمون قوي لقصيدة بسيطة ودسمة بالمعاني والأفكار، ولقد كنت اعتمد على وصف الصورة الشعرية كأنها لوحة فنية بها كل المعاني والألوان وكنتُ ارسم وأصور بالكلمات، ومعرفة حضارات الأمم الأخرى كالهنود الحمر والمايا التي انحدر منها معظم سكان أمريكا اللاتينية والمكسيك تجعلك تعشق بساطة وزخم تلك الأمم فهم عاطفيون لدرجة الجنون وبسيطون ولا ننسى الجذور الأفريقية وتقاربها مع جذور بلادنا الشمال افريقية والعربية وعندما تسمع زجل موسيقى الجاز تعود للشرق العربي وعندما تسمع رقص السامبا تعود الي تاريخ الأندلس، لقد مزجت كل تلك المقومات في قصائدي الانجليزية المهجرية ووجع الغياب وفراق الوطن والأحبة والحب الأول وعشقي للجمال الساحر وكأنك تمّر من فوق سجادة عجمية تحمل كل الوان الطيف البشري.
وعن الغربة ومساهمتها في صقل التجربة الشعرية لابو حشيش، قال: « الغربة ألم ووجع وعذاب وأحيانا هروب من واقع الي آخر، وأحيانا تكون متعة لتحقيق أحلام لم استطيع تحقيقها في الوطن وأنا أقول دائما ان الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن، لكن عندما ترى ما يحدث من ويلات الحروب والدمار الذي يحدث لوطننا العربي يجعلك تعود لتدافع عن وطنك بكل أحرف لغات العالم، مرة أخرى الوجع الداخلي من فراق الأهل والأحبة والوطن، والمرأة صقلت مقومات العاطفة والغزل ربما بنظرة محررة أكثر»
وعن آخر إصداراته قال أبو حشيش: « سيصدر خلال الشهر القادم ديواني الخامس وهو بعنوان «تراتيل مهاجر»، وهو عبارة عن قصائد شعرية نثرية بلغة بسيطة حيث من خلال كتاباتي هذه أجول بأعماق الإحساس والشعور وأتعمق بمداخل ولواعج ومواجع القلب من هموم الحياة والألم والحزن والهجر والحرمان والشوق الى المرأة وأحاسيسها وشجونها وأعرج أحيانا لهموم الوطن وأهل الوطن وأحاول أن اشرح أحيانا كثيرة حالة الغرباء الذين هاجروا أو هجروا من اجل لقمة الخبز أو من اجل الحرية، يعني الرحيل من منفى الي منفى آخر، أنا هجرت الوطن من أجل حبيبة وهناك كان لي مئة حبيبة، الحياة مليئة بكل الأشياء، أنا عشقت الحزن والغربة والألم وبدون هذا تكون كتاباتي كالطعام الخالي من التوابل والألوان والطعم».