يلفت الانتباه الكميات الكبيرة من "المانجا " التي تغزو الأسواق الاردنية، في هذا الشهر الفضيل ، حتى لتجدها على أغلب البسطات ، وفي كافة شوارع المدن، بخاصة العاصمة، وبشكل غير مسبوق، وعندما دفعني الفضول لمعرفة مصدر هذه " المانجا” ذهلت كونها إسرائيلية ، وذهلت أكثر لجرأة التاجر أو التجار الذين يستوردونها من العدو الصهيوني، ويقومون بتسويقها ، وطرحها في الاسواق الاردنية ، وبشكل كبير في هذا الشهر الفضيل، وربما تصديرها الى الاسواق العربية، وقد تزامن هذا مع الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، والتي أصبحت بشكل يومي منذ بداية رمضان الكريم، حيث يتعرض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الى حملة منظمة من التدنيس ، والاجتيحات والاقتحامات غير المسبوقة، سبقتها تصريحات المستشار القضائي لحكومة العدو” الاقصى جزء من الأراضى الاسرائيلية” ، لتتبع ذلك تصريحات مسؤولين إسرائيليين " ساحات المسجد ليست تابعة له” ، وهذا يعني بصريح العبارة، ان العدو قرر مصادرة تلك الساحات ، والعمل فورا على تهويدها ، بإقامة الكنس والحدائق التوراتية ..الخ علما -كما هو معروف ومثبت بالوثائق- بأن المسجد الاقصى يضم المسجد وقبة الصخرة المشرفة والساحات المحيطة بهما، والاسوار والارض وما عليها ومساحته "144” دونما.
ونعود من حيث ما بدأنا.
أليس مؤلما حد الفاجعة ، ان يصل الجهر بالسوء والمنكر بهذه الفئة ،الى حد الاصرار على بيع منتوجات العدو للمواطنين الاردنيين ، والتنكر للاقصى والقدس ، وفي هذا الشهر الفضيل؟!
ألم يسأل هؤلاء النفر أنفسهم -إن كانوا يصومون بالنهار ويقومون بالليل- أن أول دروس العبادة مقاطعة العدو ومقاومته بخاصة وهو يحتل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ومهد السيد المسيح عليه السلام ؟!
ألم يقرأوا أو يسمعوا بفتاوى كبار علماء المسلمين التي حرمت التجارة مع العدو ، لأنها تصب في تقوية اقتصاده وتقوية جيشه الذي يحتل الأرض ، ويدنس العرض، ويقتل الابرياء ، ويرتكب جرائم التطهير العرقي، ويصر على نفي الشعب الفلسطيني الشقيق من وطنه ، وبقائه في مخيمات البؤس والفقر .
ندعو المواطنين إلى أن يقاطعوا منتوجات العدو، ووقف التطبيع ، كرد على تدنيسه الاقصى، واعتداءاته المتكرره على المصلين المعتكفين في المسجد ، ورفضه الانسحاب من كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وندعو وزارة الزراعة ونقابة تجار الخضار والفواكه إلى التصدي للتجار الذي يصرون على استيراد الخضار والفواكه من العدو بطريقة استفزازية لا تراعي حرمة رمضان ولا الأقصى الأسير، ونذكرهم بأن الاتحاد الاوروبي يحظر استيراد منتجات المستوطنات الصهيونية لأن تلك المستوطنات غير شرعية .
ندعو جمعية حماية المستهلك لقيادة حملة مقاطعة المنتوجات والسلع الاسرائيلية، كما ندعو خطباء المساجد للقيام بدورهم بتوعية المواطنين من خطورة التعامل مع العدو الصهيوني ، وهو يحتل اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
باختصار ... ندعو مجلس النواب للنهوض بواجباته وإعلان منع التطبيع، ووقف استيراد السلع والخضراوات والفواكه من إسرائيل ردا على استباحة الأقصى، وتهويد القدس. إنه أضعف الإيمان.