اخبار البلد
لندن - وصفت لاعبة التايكواندو راية حتاحت مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية، أنها أقرب ما تكون إلى "المعجزة"، ذلك أنها جاءت قبل أقل من أسبوع على موعد إنطلاق الحدث العالمي الذي يحلم فيه الرياضيون حول العالم كافة.
حتاحت التي كانت تتحدث عن مشاعرها لموفد اتحاد الإعلام الرياضي من قلب العاصمة البريطانية لندن، التي تحتضن مساء اليوم حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بمشاركة 10 آلاف رياضي ورياضية؛ قدرت عاليا ثقة اللجنة الأولمبية واتحاد اللعبة بها كلاعبة بديلة عن زميلتها المصابة دانا طوران، والتي تمنت لها الشفاء العاجل.
راية التي انضمت إلى قائمة اللاعبين الأولمبين، فوجئت بنبأ مشاركتها عبر اتصال هاتفي من اتحاد اللعبة، ذلك أنها لم تكن اصلا ضمن الفريق الأولمبي الاردني، ومتوقفة تماما عن التدريبات منذ شهر نيسان (ابريل) الماضي، وزاد من دهشتها موافقة الاتحاد الدولي، أن تكون بديلة لزميلتها طوران، فتحققت احلامها بعد أن استوعبت "الصدمة"، فقبلت التحدي الكبير بأن تنال مع زملائها شرف رفع العلم الأردني، في أكبر المحافل الرياضية العالمية، كيف لا وشعارها أن "البطل الحقيقي هو من يقبل التحدي في ظروف صعبة".
قصة حتاحت قد لا تكون الوحيدة عالميا، لكنها فريدة في سرعة الحصول على الموافقات الرسمية، الذي حققته اللجنة الأولمبية الأردنية واتحاد اللعبة، وذلك نظير السمعة الطيبة للرياضة الأردنية ولعبة التايكواندو بصورة خاصة لدى الاتحاد الدولي، الذي قدر واستجاب على الفور لطلب الأردن.
حتاحت دخلت إلى القرية الأولمبية قبل يومين، وبدأت أمس برنامج تدريب يومي مكثف، بإشراف الأجهزة التدريبية المرافقة، على أمل العودة إلى مستوياتها الفنية السابقة، وهي مهمة وطنية للمدربين، لا تقتصر على مدرب واحد، بل مسؤولية مشتركة يتحملها الجميع، وهو ما أكده مدرب المنتخب الأولمبي خضر خليفة، الذي يحرص بصورة مستمرة، على تسليح اللاعبة حتاحت معنويا وتمكينها فنياً، وأن يضعها في صورة الاستحقاق الرياضي الكبير في أقصر وقت ممكن، فيما وعدت حتاحت أن تقدم مع العزيمة والإصرار، جل ما لديها من أداء، وأن تكون جاهزة للوقوف على الحلبة في الثامن من شهر آب (أغسطس) المقبل في منافسات وزن تحت 49 كغم، مثلما تمنت أن يقف الجمهور الأردني خلفها في هذه المشاركة القوية.
وختمت حتاحت التي التحقت بالمنتخب الوطني عام 2009، أن ظروفا خاصة حالت دون مشاركتها في العديد من البطولات التي أقيمت مؤخرا، منها الدورة الرياضية العربية في الدوحة والبطولة الآسيوية في فيتنام، لكن أبرز انجازاتها كانت في الحصول على فضية بطولة غيران الدولية عام 2011 بخسارتها أمام بطلة العالم، وفوزها الكبير على اللاعبة المصرية المصنفة تاسعة عالميا في بطولة الحسن الدولية الأخيرة.
تواصل الاستعدادات
إلى ذلك؛ تواصلت يوم أمس تدريبات اللاعبين الأردنيين المشاركين في الدورة، حيث أكدت رئيسة البعثة سمر نصار، أن اللاعبين بدأوا في الانسجام مع أجواء القرية وسير عملية التدريب، متسلحين بمعنويات عالية، ورغبة على تقديم صورة طيبة عن واقع الرياضة الأردنية، مؤكدة أن الجهاز الإداري للبعثة، يتابع التدريبات لتسهيل مهمتها، وضمان الظهور بمستويات مشرفة، في الوقت الذي يتابع فيه سمو الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الأولمبية الاستعدادات الأردنية بصورة مستمرة، سواء من خلال الزيارة التي قام بها أول من أمس إلى مقر إقامة البعثة في القرية الأولمبية، أو من خلال الاتصالات الهاتفية مع رئيسة البعثة، حيث يشارك سموه منذ لحظة وصوله إلى لندن، بوصفه عضوا في اللجنة الأولمبية الددولية، في اجتماعات وورش عمل مكثفة تنظمها اللجنة، لبحث واقع ومستقبل الرياضة العالمية، خاصة في الدول النامية.