ينقسم سائقو السيارات في الأردن إلى صنفين: الأول يضم أصحاب السيارات القديمة الذين "يكركعون" عليها، والثاني يضم أصحاب السيارات الحديثة الذين "يجعصون" بها.
أعلنت الحكومة بلسان وزير المالية وقف استيراد السيارات التي يزيد عمرها عن خمس سنوات، وهذا في التطبيق العملي سوف يعني زيادة كبرى في الناتج الاجمالي من "الجعصة" ذات المنشأ المتصل باستخدام السيارت، وذلك باعتبار أن "قطاع الجعصة" في البلد يتوزع على مصادر أخرى غير السيارات. في الواقع إن الزيادة ستتركز في قمة هرم "الجعصة"، ذلك لأن هناك بعض موديلات السيارات من عمر أكثر من خمس سنوات ومع ذلك فهي توفر لصاحبها قدراً لا يستهان به من "الجعصة"، ولنا أن نتصور الصدمة التي سيتلقاها شخص يريد أن يشتري سيارة موديل 2006 مثلاً وهو يعتقد أن ذلك سيمكنه من الالتحاق بالجاعصين الأصلاء. بالنسبة لي، لا زلت "أكركرع" على سيارة موديل 1991، ومع ذلك ونظراً لاشتغالي بموضوع الفقر في الأردن، فقد كنت أتلقى في بعض الأوساط الفقيرة نظرات وبل عبارات معلنة أحياناً، يرى أصحابها أنني "جاعص" في سيارة، كان ذلك يحصل معي في القرى والمناطق النائية تحديداً، بينما يحصل العكس أحياناً في بعض الأوساط الفقيرة في المدن، حيث يعرف فقراء المدن الكثير من المعلومات عن أصناف "الجعصة"، وهو ما يمكنهم من تحديد أدق لنظرتهم نحوي باعتباري "مكركعاً" لا "جاعصاً". الموضوع يغري على الكثير من التفكير بالتداعيات، غير أن ما هو ثابت للآن، أن قطاع الجعصة سيشهد هزة كبرى في التوزيع لصالح كبار "الجاعصين". |
||
وزير المالية يحب "الجعصة"
أخبار البلد -